20 مايو، 2024 4:43 م
Search
Close this search box.

التسوية التاريخية قنبلة موقوتة ؟! 

Facebook
Twitter
LinkedIn

المبادرة التي أطلقها التحالف الوطني ، والتي جاءت بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد داعش ، والتي جاءت في وقت تتقدم فيه المبادرات السياسية في اصلاح الوضع السياسي في البلاد ، لذلك فأن هذه المبادرة يمكن لها أن تكون دستور يحكم العلاقة بين جميع الاطراف والمكونات في البلاد ، سيما وأن هناك اجماع داخلي من جميع قوى التحالف الوطني على ان الوقت قد حان لان تكون هناك مبادرة تضع خطوط عريضة في تنظيم الحياة المجتمعية ، وتقريب وجهات النظر ، خصوصاً وأن المبادرة تمثل التوجه الحكومي والتحالف الوطني ، في ضرورة التعاطي الجدي مع مرحلة ما بعد داعش ، وعلى وفق مقتضيات وضرورات مشروع تسوية شامل ، والبدء بشراكة حقيقية وكاملة مع جميع المكونات الراغبة بطي صفحة الماضي ، والبدء بمرحلة جديدة من التعايش السلمي بين جميع المكونات . 
مبادرة التسوية الوطنية من اكثر المبادرات أهمية وجدية وشمولية ، خصوصاً وأنها وضعت الرؤية الشاملة للتسوية ، والخطة الشاملة وخارطة الطريق لها ، كما انها مضت تحت غطاء الشراكة الاممية ، إذ باتت هذه التسوية في متناول الامم المتحدة ، والتي ستسعى من أجل إقرارها أممياً ، لتكون الخارطة الاصلاحية بعد داعش في البلاد ، كما أن هذه المبادرة وضعت الضمانات اللازمة لحماية وصيانة وحفظ جميع المكونات دون استثناء . 
هذه التسوية التي امتازت بعبورها للتوجهات والمكونات ، لتكون مصدر حلاً للخلافات ، ونهاية الصراعات الداخلية ، كما انها تمثل الصخرة التي تتكسر عليها الاجندات الخارجية ، والتي كانت سبباً مباشراً في سقوط ثلث البلاد بيد داعش ، والتي عملت على تخريب العملية السياسية ، فهي نتاج وطني أعتمد وأستعان بالامم المتحدة في عملية تسويقها ، وتوفير الضمانات اللازمة لها ، أذ لم تكن المبادرة حلاً خارجياً يفرض على البلاد ، كما انها جاءت لتكون ملزمة للجميع ، وانها ستكون الاطار الحقيقي للعمل السياسي وضبط العلاقة بين جميع المكونات في البلاد ، كما أن التسوية الوطنية ليست جوازاً لمرور الارهابين والمجرمين والقتلة ، وارهابيي داعش ، الى جانب كونها ليست وسيلة لإبعاد وتهميش لمن شارك في بناء العملية السياسية والمشروع الوطني ، إذ جاءت هذه الورقة في وقت لا أحد يريد أن يسمع لصوت العقل ، وان يستشرف المستقبل المظلم الذي ينتظر البلاد ، وبغض النظر عن الشخوص الا ان المهم أن ترى ورقة التسوية الوطنية طريقها نحو التنفيذ ، وان تكون حلاً لمشاكل البلاد ، وتقليل الفجوة بين المكونات .
الورقة التي قرات واستشرفت الواقع ، وضعت النقاط على الحروف ، وعلى الرغم من انها لم تجد الآذان الصاغية في زحمة ضجيج التصارع والتسقيط السياسي ، ففي الوقت الذي تعمل أطراف على خلط الاوراق ، ومحاولة أيقاف عجلة تنفيذ المبادرة ، تعمل أطراف اخرى على تحويلها الى قرارات تنفيذية على الارض ، لذلك ستسعى الاطراف التي ترى في المبادرة ذهاب نفوذها الى عرقلتها ، وايجاد الشبهات فيها ، عبر الاتهامات المباشرة الى بعض اطراف التحالف الوطني الى انهم يسعون الى اعادة المطلوبين من البعثية ، في حين ان مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية تعج بكبار القيادات البعثية وفي مختلف المسؤوليات ، في حين ان المبادرة كانت واضحة بأن لا مصلحة مع القتلة والفكر البعثي ، والارهاب الداعشي ، وبذلك فأن المبادرة قطعت الطريق تماماً امام المتصيدين بالماء العكر ، وأنها ستكون بداية حقبة جديدة للتعايش السلمي في البلاد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب