22 نوفمبر، 2024 11:02 م
Search
Close this search box.

التسويات في  المنطقة …بين الواقع والتنظير ؟!!

التسويات في  المنطقة …بين الواقع والتنظير ؟!!

بغض النظر عن الفوران الكبير الذي يصيب المنطقة العربية عموماً ، ودخول تنظيم داعش الارهابي على خط التغيير الديمغرافي في المنطقة ، الا أن الانتصارات النوعية المتحققة في الشام والعراق ، والخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله ، وانسحاب وفود المعارضة اليمنية من الكويت ، وتشكيل المجلس الاعلى في اليمن بيت الحوثيين وحلفائهم ، ينذر بعوامل تصعيد في المنطقة عموماً ، وان الاحداث تسير نحو الاشتعال والسخونة ، وكما تشير اغلب التقارير ، ويتفق معه المحللون ، أن منطقة الخليج هي المرشحة للاشتعال ، تحديداً ( السعودية ، وتركيا، ومصر وليبيا) ، وما يؤكده هو خطاب زعيم راعش الارهابي البغدادي ، والذي دعا شعوبها الى النهوض والثورة ضد حكام الجور ، وهذا ما يؤكد ترشّح مناطق جديدة للاشتعال ، وما التفجيرات الاخيرة في السعودية ، والانقلاب الخاطف في تركيا ، الا شرارة الاشتعال القادم .  
كما ان ما حصل من اتفاق النووي بين ايران والدول الست ، والتفاهمات الروسية الأميركية ، لم تكن موضع ترحيب من قبل الأطراف الإقليمية في المنطقة العربية ، لأن نتائجها لم تتجاوب مع مصالح هذه الأطراف ورغبتها في التوصل إلى نتائج سياسية في العالم العربي مخالفة لما تم الاتفاق عليه بين الروس والأميركيين ، فقد لمست الأطراف الإقليمية المتصارعة أن الاتصالات الأميركية الروسية متواصلة خاصة بعد زيارة جون كيري الأولى لموسكو في أيار الماضي ، وبعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا منذ بداية شهر تشرين 2015 ، والعمل على تغيير موازين القوى على الأرض لصالح النظام في مواجهة المعارضة المسلحة ، لمست هذه الأطراف وخاصة تركيا والسعودية واستشعرت أن ثمة تحولات في الموقف الأميركي باتجاه التراجع لمصلحة الموقف الروسي المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد ، وقد سعت كل من تركيا والسعودية للحفاظ على الوضع القائم ومواصلة تأثيرها على سير الأحداث بوضع العراقيل أمام تغيير قواعد اللعبة وتعطيل التفاهمات الإيرانية ، الروسية ، الأميركية ، فقد بادرت تركيا لإسقاط القاذفة الروسية سوخوي 23 فوق الأراضي السورية يوم 24 تشرين ثاني 2015 ، بمهاجمتها من قبل طائرتين حربيتين تركيتين من طراز F .16 ، وهو كا يعد عنصر تصعيد في المنطقة عموماً . 
العراق ربما يختلف قليلا عما يحدث من احداث تصعيدية لافتة ، فالحرب على داعش وصلت الى حلقاتها الاخيرة ، وما الانتصارات النوعية المتحققة على الارض في قواطع الانبار والفلوجة تحديداً ، وتحرير الشرقاط ، وجنوب الموصل ، الا بداية نهاية داعش في العراق ، وما حصل من انكسارات في جبهة داعش ، الا علامة الانهزام الاخيرة لهذا التنظيم الارهابي ، وهذا ما يعزز القول ان العراق بدأ يهداً ، وان الصراع سينتقل نحو السعودية ، ودول الخليج الاخرى ، وتتحول داعش الى ظاهرة عربية ، وتبدأ بالزحف نحو هذه الدول ، بعد الهزائم المتكررة في العراق والشام .
يبقى المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من حروب التغيير الديمغرافي في المنطقة العربية البينية ، والذي انعكس ذلك بوضوح وعلناً في مواصلة مشاريعه التوسعية الاستيطانية وعدم تجاوبه مع كافة مشاريع التسوية المطروحة ، حتى بما فيها تلك المقدمة من الإدارة الأميركية الحليف الاستراتيجي له ، والمظلة الدولية لمغامراته التوسعية ، كما تبقى الولايات المتحدة في المحرك الرئيس لخيوط المنطقة جميعها ، سواءً في رعاية الحكومات ، او بتحريك اياديها من داعش ، او اي ثوب آخر يظهر مستقبلاً .

أحدث المقالات