أكاد أجزم أن التفجير الأخير في ساحة الطيران؛ خرق أمني بحت، لا علاقة له بالإنتخابات والخلافات السياسية، فيما لا استبعد توظيفهما من قبل داعش، وأما من يعزون التفجير لأسباب سياسية مشتبه أما ضلله اعلام سياسي مغرض أومدفوع يحاول إفراغ ساحة الإرهاب من الجرائم، ويلصقها بقوى سياسية لخلط اوراق الغث والسمين، ويلوث حتى من دافع عن المشروع السياسي وبناء الدولة، ويجعلها بمثابة عصابات لا تتراجع عن إستباحة الدماء.
هذا لا ينفي وجود جهد أمني وإستخباري كبير، سيما وسط بغداد، ولكن الخروقات محتملة من مناطق رخوة؛ لا أحد يتوقع ضلوعها بالإرهاب.
استوقفني بائع جوال بين زحام السيارات في الباب الشرقي، وإعتقدني مسؤول حكومي، وأنا ارتدي ملابس للذهاب لبرنامج تلفزيوني، وأخبرني وأشار بأصبعه وقال: أترى هذا الجالس وسط حديقة الأمة، فهو من يُدير كل هؤلاء المتسولين، ولا يعرف المتحدث أن كان سرقهم أو أستأجرهم او أنهم عصابة ذات وارادات تذهب لجهات إرهابية، أن لم يكونوا مستقبلاً ادوات للتنفيذ.
نظرت الى ذلك الشخص ووجدته يراقب المتسولين، المنتشرين كأطفال وبنات قاربّنَ المراهقة، ولكل واحد منهم أسلوبه الخاص، وما أن تحرك سير السيارات، فإذا هم يقفون على الرصيف لوضع خطة لوقوف آخر، وبعمل منظم بينهم، وهذه الظاهرة المعيبة كأنها مقصودة أن تكون وسط العاصمة، وأمام أنظار الناس ورجال الأمن، وعند عودتي بعد ساعتين، وجد رئيس المتسولين بنفس مكانه المحاط برجال الأمن على مدار الساعة؟!
إن العمل التسولي المنظم يرتقي الى جريمة الإرهاب، بإستغلال الأطفال والنساء، وكما في حادثة قبل سنوات في تفجير جامع براثا، من متسولة كانت تقف لأشهر أمام الباب، وتراقب حركة الدخول والخروج ووقت الذروة، وفي الباب الشرقي باعة متجولين وعربات وسيارات، ومرآب غير نظامي لسيارات نقل الركاب، وشرطة نجدة ومرور ورجال أمن مختلفين، وزحام المشاة يجعلك تمسك بيد من تسير معه، ومن الصعب جداً مراقبة كل سائر في هذه المنطقة، ولا يُستعبد أن يُدخل هؤلاء المتسولين متفجرات سواء بأمر ممن يقودهم، أو تحت تأثير الإغراء المالي.
إذا كان البائع المتجول يعرف، وكلنا يعتقد أن معظم المتسولين تقودهم عصابات، فكيف تغيب هذه المعلومة عن رجال الأمن، وبماذا لا يأخذوا منا معلومة مجانية؟!
تقاطع الصلاحيات أحد الأسباب، ويضاف الى الخطط الأمنية الكلاسيكية، مع دخول بعض الأطراف لمصالح خاصة في القرار الأمني، وأكثر من مرة شكونا من توقف سيارات ( الكيا) خارج مرأبها، وبعلم شرطة النجدة والمرور وعمليات بغداد، وبعضهم تواطأ، بأماكن تجمعهم في كل المواقع المفصلية من بغداد، وهذا يُضاف الى إنتشار المتسولين سيما وسط الباب الشرقي، وأتمنى من وزير الداخلية أن يتابع ما أشرنا له بنفسه، ومثل هكذا تجاوزات هي مدخلات الإرهاب، الذي يتصيد الفرص، لذا تجده حاضراً في أي خلاف سياسي، ويُحدث تفجيراً يتناوله سذج الإعلام لتشويه العملية السياسية، ولا أنفي أن بعض السياسين فعلهم كل الإرهاب وأفعالهم مروجة ومدخل لكل عملية تفجير.