23 ديسمبر، 2024 1:25 ص

التسميم الاعلامي .. كتاب جديد للواء الدكتور سعد معن

التسميم الاعلامي .. كتاب جديد للواء الدكتور سعد معن

يواصل اللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية العراقية سبر أغوار الإعلام وعمليات الحرب النفسية والخوض في مضامينها وأهدافها وتوجهاتها، عبر المزيد من الكتب والإصدارات الأصيلة ، بهدف إكتشاف المزيد من الخواص والتطبيقات الإعلامية والنفسية ، التي إهتمت بها أجهزة الحرب النفسية والدعائية الحديثة ، في مختلف دول العالم، والاجهزة الأمنية على وجه التحديد، وكان العراق وما واجهه من تحديات إرهابية وأمنية وإعلامية مختلفة هو أحد ساحات تلك المنازلة الإعلامية المهمة في ميادين الحرب الإعلامية والنفسية !!

والهدف من إستخدام أساليب الحرب النفسية ضد الخصوم وكيفية إرباك الآخر قبل أن تبدأ الحرب العسكرية توجيه ضربتها ، هي من أرسى دعائمها كبار المهتمين بشؤون عمليات الحرب النفسية في سنوات وعقود سابقة، لكن التطور التقني ووسائل الإستخدام الأمثل بعد تطور وسائل الإعلام وميديا الاتصال ، هو من شجع اللواء الدكتور سعد معن على ولوج ميادين تلك الحرب النفسية التي تتخذ من وسائل الإعلام والمطبوعات وسيلة لها في إستهداف من يقع ضمن اهتمامات الخصوم ، عند تنظيم أساليب تلك الحرب الدعائية التي تحتاج الى خبرات مهنية متقدمة ولديها ممارسة عملياتية واسعة لخوض غمار هذا الميدان الحيوي من ميادين الحرب النفسية، وبذلك يتمكن موجه الحرب النفسية من بلوغ أهدافه ، بطرق أكثر سلمية ودون الخوض في تكاليف غمار الحروب وما تنتج عنه من خسائر وتكاليف باهضة.

والكتاب الجديد للدكتور سعد معن ، ”التسميم الإعلامي بين الحربين النفسية والاعلامية ” ، الذي صدر في بغداد مؤخرا عن مركز أضواء الإستشاري للدراسات والبحوث ، هو أحد تلك الميادين الحيوية التي تناول فيها موضوعة التسميم السياسي والربط بين الإعلام والتوجهات السياسية ذات الأغراض المعروفة ، والتي تبحث عن وسائل وسبل لتوجهات دعائية، وبخاصة أن العراق يواجه حربا ضروسة تتعدد فيها الخصوم وأشكال مواجهاتهم ، وبخاصة في المعركة مع داعش التي أخذت حيزا كبيرا من هذا الاهتمام.

وكتاب ”التسميم الإعلامي بين الحربين النفسية والاعلامية ” هذا إضافة نوعية للمكتبة العراقية والعربية وعلى مستوى المهتمين بشؤون الحرب النفسية على مستوى دولي، كونه يسلط الضوء على ميادين الحربين النفسية والإعلامية وعن تأصيل مصطلح التسميم الإعلامي وكيفية تمييزه عن مصطلح التسميم السياسي في ضوء تحديد الفروقات بين الحربين النفسية والإعلامية ، وقد صدر الكتاب عن دار زاكي للطباعة والنشر.

وقد شكلت عملية التسميم الإعلامي عبر فصول هذا الكتاب المتعددة وكيفية إستخدام وسائل الاعلام واحدة من الطرائق الرئيسة في الحرب الإعلامية التي تعتمد بالأساس على الدوافع النفسية التي إهتم بها الباحث في عرض مواد كتابه هذا ، مستعرضا عبر فصول الكتاب وسائل الإعلام بشكل برامج حوارية او مقابلات او مقالات او مسلسلات ، وبطريقة تحليل المضمون ، ما يعني أن هذا النوع من الحرب تحول الى حرب إعلامية بإبعاد نفسية ، وهو مصطلح جديد ينبغي تأصيله.

وسلط الباحث في كتابه “التسميم الاعلامي بين الحربين الاعلامية والنفسية “على كيفية إستخدام وسائل الإعلام لممارسة الأشكال المختلفة من وسائل الحرب النفسية والمعنوية وكيفية مواجهتها ، بإستخدام المحطات الإذاعية المسموعة والمحطات الفضائية المرئية والمسموعة والصحف والمواقع الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية بث برامج وندوات ومقالات وتحليلات تستهدف تحطيم الروح المعنوية والنفسية وشن حملاتها الدعائية بإعتماد خبرات متقدمة في هذا المجال.

ويركز الكتاب كذلك على مصطلح جديد مرادف لمصطلح التسميم السياسي والتسميم الإعلامي وهو التأصيل الإعلامي ، الذي يستثمر وسائل الإعلام جميعها لتحقيق أهداف الحرب النفسية.

يذكر أن للمؤلف اللواء الدكتور سعد معن العديد من المؤلفات التي مزجت بين خبراته الإعلامية والأمنية في مجموعة إصدارات رفدت المكتبة العراقية بالكثير مما يطور عملها الإعلامي الأمني قدما الى الامام..ونذكر أبرز مؤلفات الدكتور سعد معن وهي :

** تجنيد الإرهابيين بأساليب غسيل الدماغ

** الناطق الإعلامي الأمني

** الإعلام والمنظومة الأمنية

** التلفزيون وثقافة حقوق الانسان

** أدوات القتال النفسي

** فلسفة العلاقة بين رجال الأمن والإعلام

** إرهابيون ..اعترافات الحظة الاخيرة

وفي الختام لايسعنا الا إن نقدم تهانينا وتبريكاتنا للواء الدكتور سعد معن على ماقدمه من روائع كتب الإعلام والإعلام الأمني المتخصص والحرب النفسية من مجموعة إصدارات حديثة ..ما يشكل إنتقالة نوعية ورافدا مهما ، سهل به أمام المهتمين بالشأن الاعلامي والنفسي والأمني وطلبة الدراسات العليا في كليات الإعلام والمهتمة بالشأن النفسي الإعلامي، خارطة طريق للإهتمام بجوانب الإعلام الأمني وأساليب الحرب النفسية والدعائية وطرقها الحديثة في توجيه حملاتها الدعائية المؤثرة ..ولابد من الإطلاع على مضامينه وما إحتواه من فصول مهمة مدعمة بالوقائع والأحداث وأشكال التناول..ومن الله التوفيق!!