8 أبريل، 2024 4:15 م
Search
Close this search box.

التسلط ..و الإمامة الحقيقية الإلهية

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الواقع ان التسلط هو الاستفادة الكاملة من موقع السلطة والتفرد فى اتخاذ القرار ويكون لازماً على حاشية هذه السلطة تنفيذ كل القرارات الصادرة من هذه السلطة الانفرادية دون نقاش أو إبداء الآراء مما يسبب جروح معنوية مبطنة بأساليب التحطيم النفسية التى لا تقل ضرراً عن الجروح المادية
إن أخذ السلطة ومزاولتها يثيران الصراعات الطاحنة والتوترات المتشنجة والمميتة غالبا” – ذلك لأن السلطة مغرية وجذابة ولأن الملك كما يسجل ابن خلدون ( منصب شريف ملذوذ يشتمل على جميع الخيرات الدنيوية والشهوات اليومية والملاذ النفسانية فيقع التنافس غالبا” وقل أن يسلمه أحد لصاحبه إلا إذا غلب عليه – فتقع المنازعة وتفضي إلى الحرب والقتال والمغالبة )
و لعل السلطة السياسية تُعد من أخطر انواع السلطات الدنيوية لما فيها من غرور القوة و شهوة العلو في الأرض وحمية الاستكبار على الخلق – هي من أكبر ابتلاءات الدنيا وأخطر الفاتنات عن الدين وأول الفاسقات عن الشرع – فلا أشد إغواء من طاغوت السلطان , أو أسرع إفساداً من سكرة السلطة أو أدعى للشقاق من أهواء الملك ومن واقع الحركة الإسلامية المعاصرة
وبهذا يكون المتسلط في مكان صنع القرار وهو محطم نفسياً ومرتبط به التسلط ارتباط شرطياً في عقله الباطن نجد انه من الصعب عليه اتخاذ القرارات الصائبة ويكون فريسة للتسلط الأكيد على مَنْ يرأسهم في العمل ولكن المجتمع الواعي و الممتلك للقاعدة العلمية الرصينة هو المجتمع الذي ينظر اغلب أفراده للأمور نظرة واقعية تعتمد بالدرجة الأساس على العقل والبرهان والتجربة الحقيقية
و أما الإمامة فهي زعامة إلهية عامة على جميع الناس ، و هي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، و هي لطف من ألطاف الله تعالى ، إذ لابد أن يكون لكل عصر قائداً و إماماً و هاديا يكون الامتداد الطبيعي النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) يحمل رسالته الصادقة و يسير بسيرته الحسنة و ينتهج نهجه المستقيم يطبق وظائفه و مسئولياته على ارض الواقع و يتمكن الناس من الرجوع إليه متى ما شاؤوا في أمور دينهم و دنياهم ، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم .
و الإمامة ليست إلا استمراراً لخط النبوة و متابعة لمسؤولياتها ، و لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصب من قبل الله تعالى ، و ذلك لقول الله تعالى : إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
وفي هذا السياق نلاحظ الدور الواقعي الذي أكد عليه الأستاذ المهندس الصرخي في المحاضرة { 13 } من بحث الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)ضمن سلسلة محاضرات في التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي بتاريخ 24 / 12 / 2016

قائلاً :(( من الخطأ الجسيم ، ومن الطعن بالدين ، ومن التدليس الشنيع أن نخلط بين السلطة (الحكم، التسلط) وبين الإمامة الحقيقية، الإمامة الإلهية، الإمامة المجعولة من الله سبحانه وتعالى، هذا ليس بصحيح، الإمام الذي جعله الله سبحانه وتعالى إمامًا وخليفةً يبقى على إمامته كما في إمامة الأنبياء والمرسلين وهم الكل إلّا البعض القليل والنادر ممن حصل على السلطة والحكم لكن باقي الأنبياء والمرسلين لم يتحقق لهم هذا، فهل تسقط منهم الإمامة؟))

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب