23 ديسمبر، 2024 11:37 ص

برزت في الآونة الأخير، ومنذ بدء الحملة الانتخابية، وصولا إلى مفاوضات تشكيل الحكومة، وما رافقها من انهيار الوضع الأمني، والتبعات التي نتجت جراء الانهيار المفاجئ، موجات تسقيط موجهه بشكل عنيف من تيار إلى آخر، فالصراع من أجل البقاء، هو الشعار التي تعتنقه بعض التيارات أو الأحزاب السياسية، والتي تقتات على الأزمات المفتعلة .
جميل أن يرى إن النقاشات السياسية تعلو منابر الإعلام، بعدما غيبت بسبب سياسات النظام الرعناء، التي منعنت جملة وتفصيلا، ممارسة أي نشاط سياسي آنذاك، في ظل ما شهده العراق من تحول كبير، جراء سقوط نظام البعث العفلقي، أتيح للجميع ممارسة جميع النشاطات التي كانت محظورة بالسابق، ومنها ما يتعلق بالحوارات السياسية، فهي حق طبيعي لمن يزاول العمل السياسي، لكن القبيح في الأمر إن من يفشل في هذه الحوارات، ينزل إلى مستوى دنيء ويعمل على إهانة الخصم بطرق فاشلة، لا ترتقي إلى أخلاقيات الطبقة السياسية .
للنظام البائد تركات ثقيلة، تكاد لا تحصى، فالحكم الذي أستمر، وعلى مدى عشرات العقود، ألقت بظلالها على الواقع، فكان انهيار الحالة الأخلاقية من أبرز تلك الحقبة، أجل التشهير بالخصم، وبث الإشاعات، والتناول منه، وما إلى ذلك من الإهانات التي تطلق بين الحين والآخر، وما يلحظ في هذه الأيام، التسقيط الموجه بشكل مباشر، إلى شخصيات تنتمي لخط معين قد برز نجمها حديثا، وكانت محل ثقة العديد من الساسة .
نعم بليغ مثقال أبو كلل، الناطق الرسمي بإسم كتلة المواطن، الذي كان محاورا جيدا، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يتمتع بأسلوب راق، لم يكن له مثيل، نابذا في كل حواراته العبارات الطائفية التي تزيد من الاحتقان السياسي، يتسم حواره بالهدوء، خاليا من المشاحنات العنصرية، كان عصيا على القوم عند النقاش، حتى صاح القوم منه، وقالوا المدد المدد .
الكثير من التهم التي أطلقت جزافا، على أبو كلل، ومن أمثالها: إنه يكشف أسرار اجتماعات التحالف الوطني، إنه يستغل هذه الاجتماعات للنيل منا، ويجب تغييره هذا ما طلبه البعض من كتلة المواطن، لكنهم لم يجدوا أذن صاغية لمطلبهم .
حتى وصل الحال بهم، الطعن بعائلته وتاريخها المشرف، وما حقق والده الراحل، على الصعيد الوطني الذي كان مثلا يحتذى به . .
غريب في ما وصل إليه هؤلاء القوم، من الدناءة والانحطاط الخلقي، الذي لم يكن بالأمر العجيب، فأبو كلل غني عن التعريف فهو يستحق كل شيء ، فما فعله من صولات وبطولات لكشف الحقائق للرأي العام، والذي لم يستطع الآخرون عن إيصال ما يجري من الخفايا التي تدار خلف الكواليس.