يشتكي غالبية السياسيين والمسئولين العراقيين من كونهم ضحية لعمليات التشهير والتسقيط السياسي التي يمارسها ضدهم منافسيهم في السياسة والحكم.
وفي الوقت الذي تستهجن فيه معظم الأحزاب والكتل السياسية عمليات التشهير والتسقيط تلك، إلا إن الكثير من هذه الأحزاب وأدواتها الإعلامية تمارس التسقيط ضد الأخر سواء علنا أو بوجوه وأقنعة بديلة.
وبالتالي أمتلئ المشهد السياسي في العراق بالاتهامات المتبادلة، وأصبح منهج التشهير الرخيص تجارة يروج سوقها مع اقتراب موعد كل انتخابات، حيث يبدأ سياسيو الصدفة بعرض بضاعتهم الرخيصة بأسمائهم الصريحة او الاختباء خلف عدد من الأسماء الوهمية، للبدء بحرب التسقيط والتشهير التي تتحول أحيانا إلى مسرحيات سخط وسخرية لدى المواطن البسيط.
ومع إن أغلب المراقبين والمختصين يؤكدون على إن من يلجأ للتسقيط والتشهير هو غالبا الطرف الضعيف، العاجز على ان يقدم شيء ومنجز لجمهوره، أو الخائف من قدرة منافسه وقوته، وإيمانه بعدم قدرته على مواجهة خصمه إلا من خلال استخدام هذا النوع من الاستهداف.
كما أن قراءة سريعة لتجارب ممارسة التسقيط والتشهير ونشر الغسيل الوسخ يبين لنا إن نتائج هكذا ممارسات غالبا ما تعود بالضرر على من يتبعها فيما تقوي الخصم وتتحول في بعض الأحيان إلى دعاية مجانية له من باب إن “الشجر المثمر يرمى بالحجر دوما”.
لكن تبقى الآثار السلبية لهكذا ممارسات من خلال تشويه الواقع السياسي للبلد، وزيادة حالات عدم الثقة بين الأطراف السياسية المختلفة، وبقاء الصورة مشوه لدى المواطن البسيط عن حقيقة ما يجري من حوله، وترسيخ مبدأ فساد الكل بداخله، وبقاء ثقافة عدم وجود من يعمل لمصلحته تزداد كلما ازدادت عمليات التسقيط تلك.
ولهذا وجدنا المرجعية الدينية العليا حريصة كل الحرص على تقديم نصحها وتوجيهها لكل المتنافسين في انتخابات مجلس النواب القادمة في الابتعاد عن ممارسة هكذا أساليب في تسقيط الأخر والتشهير به.
لتكون الكرة في ملعب الأحزاب والكتل السياسية لتثبت للشارع العراقي مدى التزامها بقول المرجعية الدينية وتوجيهاتها ومدى قربها منها من عدمه.
وقبل الختام اذكر الجميع بان الفارس النبيل يأنف دائما من أخذ خصمه غيلة أو البحث عن مثالب وعيوب ينفذ منها اليه، فكلي امل ان يكون كل سياسيينا فرسان نبلاء.