22 ديسمبر، 2024 5:41 م

التسقيط السياسي اسطوانة مشخوطة

التسقيط السياسي اسطوانة مشخوطة

يلاحظ هذه الايام وما سبقها كثرة ما يتردد لفظ التسقيط السياسي سواء في المقالات او عند دفاع السياسيين عن انفسهم ازاء فساد معين او تهمة معينة , اضافة الى ان بعض الامعات الذين يدافعون عن اشخاص معينين اما من كتلتهم او من المرتزقين الذين اعتادوا التملق في كل زمان ليحظوا برضى المسؤول . فاذا ما ساق احدهم معلومة صحيحة عن بعض الاشخاص المتصدين للعمل العام ترى منهم من لا ينفي المعلومة عنه او التهمة المتهم بها وانما يقول ان اثارتها هو لتسقيطه سياسيا ويبدأ بعدها المطبلون له بتكرار ماقاله وهي ان المعلومة وان كانت صحيحة فهي جاءت للتسقيط السياسي .

ان هؤلاء السياسيين الذين جاؤوا في غفلة من الزمن واتباعهم من الامعات التي يحركونها لايجدون ما يدافعون عنه من فساد وهفوات واخطاء وجهل وعدم معرفة وجميعها صفات مؤكدة ومثبتة عليهم فيقولون بان اثارتها جاءت لتسقيطهم سياسيا , ونحن نقول صحيح انها جاءت من شخص او جماعة تريد اسقاطكم سياسيا لانها تعارضكم بل واكثر من ذلك تحاول ازاحتكم من مناصبكم , ونسال ما هو الضير في ذلك ؟ المهم هنا هو هل ان المعلومة التي سيقت عنكم كانت صحيحة ام لا ؟ عليكم ان توضحوا ابتداء هل ان التهمة الملصقة بكم ملفقة ام صحيحة عليكم الاجابة عن هذه النقطة اولا ومن ثم الحديث عن الهدف من اثارتها ان الساسة الجدد حقا لايفقهون من السياسة شيئا وسحبوا معهم انصارهم المساكين الذين اصابتهم عدوى جهل زعمائهم فراحوا يرددون عبارة التسقيط السياسي وكانها سترفعهم الى مصاف المثقفين .

فمثلا عند فشل المالكي في ادارة الدولة والانفلات الامني التي صاحبها وانعدام الخدمات وسريان الفساد في مرافق الدولة كافة عندما تم اثارتها من قبل بعض الاشخاص انبرى السيد سامي العسكري انذاك وقال ان ما يثار من هذه الاكور هي لتسقيط المالكي سياسيا !! حسنا نؤيدك يا اخي سامي انها تريد تسقيط المالكي سياسيا ولكن هل ان ما اثير حقيقة ام تجني عليه ؟ هل ان العراق في امن وامان وهل ان الفساد اشاعة ومرافق الدولة فيها العدل والانصاف ؟ ام هل ان الخدمات متوفرة وباعلى المستويات ؟ هل سنبني الدولة بهذه العقليات السطحية ؟

ونموذج اخر عندما قيل عن علي الاديب وزير التعليم العالي انذاك بانك من حزب الدعوة وان المفتش العام الذي عينته في الوزارة من حزب الدعوة ايضا وهذا لايجوز فكيف الخصم والحكم من كتلة واحدة ؟ وينبري احد الامعات ليصرح بان اثارة هذا الموضوع هو من اجل

تسقيط الاديب سياسيا ! ويجب الا تثار هذه القضايا وهذه المخالفات لانها تسقيط سياسي ! نريد ان نعرف اصل الموضوع اولا هل ان المفتش العام في وزارة التعليم العالي هو من حزب الدعوة ام لا ؟ فان كان صحيحا فلتسقط سياسيا ثم ماذا ؟ وان كان خطأ فعليك ان توضح ذلك كي لاتسقط سياسيا .

انها حقا زمن سياسيي الغفلة الذين لم يعرفوا الف باء السياسة ومع الاسف تجد بعض البلهاء الذين يكتبون تعليقاتهم على المقالات يكررون لفظ التسقيط السياسي دون ان يعرفوا معنى ذلك

نسال الله للعراق ان يزيل هذه الغمة عن هذه الامة , ويبعد الجهلة والفاسدين والاميين عن مناصب المسؤولية في العراق ويعيد الكفاءات الوطنية الحقة لبناء البلد واعماره .