22 ديسمبر، 2024 8:57 م

التسقيط الجنسي في الانتخابات العراقية

التسقيط الجنسي في الانتخابات العراقية

لم تقصر الحملات الدعائية في هذه الانتخابات على التسقيط السياسي الذي اعتاد الشعب العراقي على ممارسته من قبل الساسة خلال فترة الانتخابات بل اخذ التنافس بين المرشحين منحى جديد عبر حملات تسقيط مسرحها منصات التواصل الاجتماعي التي اظهرت مقاطع فيديو إباحية قيل إنها لمرشحات عراقيات .
وشهدت الانتخابات العراقية هذا العام ، نوعا جديدا من التحديات التي تواجه المرشحات البرلمانيات، بالاضافة الى المقاطع الاباحية وصور الفوتوشوب نوع يمكن وصفه بالتحرش الجنسي ، حيث يتعمد بعض الشباب تقبيل صور المرشحات علنا ونشر صور قيامهم بذلك على مواقع التواصل الاجتماعي
لكن ما يثير ايضا في الدعاية الانتخابية للمرشحات الى البرلمان تركزيهن على المظهر والشكل اكثر من البرامج الانتخابية بحيث اصبحت هذه الصور حديث الشارع البغدادي، ويشرق بابتساماته لها، تلك حقيقة واضحة، فهناك النظر يجتمع في تلك الصور التي باتت تشكل علامة فارقة في الشوارع ، الكثيرون لا يخفون مشاعرهم عما يشاهدون ومن ثم يعززون ذلك بالمديح ومن ثم بالاشارة الى انهم سينتخبون الجمال.
ولم يقتصر ذلك على المواطن العراقي البسيط فقد اقامت احدى القنوات العربية مسابقة لاختيار ملكة جمال النساء المرشحات في البرلمان العراقي المقبل هي الأولى من نوعها في العاصمة بغداد، الأمر الذي أثار ردود فعل شعبية منتقدة، كونها لا تنسجم مع واقع البلد.
وبالرغم من كل ما تقدم تظهر العديد من الفرص أمام النساء في العراق، تتمثل في حكم المشاركة النسوية غير المسبوقة في الانتخابات حيث يبلغ عدد المرشحات أكثر 2014 مرشحة ، كما يعزز نظام الكوتة فرص حصول المرأة على ربع مقاعد البرلمان فالنظام الانتخابي ينص على فوز أمرأة مقابل كل 3 رجال فائزين من قائمة واحدة.
ومن هنا بدا المواطن العراقي يتساءل هل ان ما نراه اليوم من نشر مقاطع فيديو اباحية للنساء عراقيات يؤشر إلى انهيار المنظومة الأخلاقية والقيمية للطبقة السياسية في العراق.
ولماذا تستهدف حملات التسقيط الجنسية المرشحات الجدد من النساء ومن قام بالتشهير الا يعي طبيعة المجتمع العراقي المحافظ وما تخلفه تلك الاتهامات من آثار سلبية على النساء المستهدفات التي من الممكن ان تؤدي في بعض الأحيان إلى فقدانهن لحياتهن.
ولماذا لم يتم استهداف الفاسدين من الطبقة السياسية بهذه الطريقة التي استخدمت في التشهير بنساء عراقيات .
وهل اصبحت جميع الاسلحة متاحة لدى الجيوش الالكترونية لتسقيط الخصوم .
وهل تناحر الاحزاب والكتل السياسية في حرب الانتخابات حول المرأة من سلاح ترويجي الى سلاح تسقيطي.
وقبل ان تكون المرأة سلاح في هذه الانتخابات فان مقعدها محسوم وفق نظام الكوتا ، فضلا عن شكلها الترويجي الجميل للقائمة التي تنتمي اليها تماما مثل مفاهيم بعض الشركات التي تضع اجمل النساء في الاستعلامات لجذب الزبائن فلماذا الخوف اذا من منافسة المراة .
وهل تحولت المراة الام والمدرسة الفاضلة والاخت الى سلعة رخيصة بيد الاحزاب تستخدمها لتسقيط الخصوم.
وهل صورة المرأة العراقية تعرضت لأهانة كبيرة عبر زجها في هذا المسلسل الانتخابي الخادش للحياء.
وفي كل الحروب والصراعات مهما اشتدت هناك قواعد اخلاقية يجب ان تتمسك بها الاطراف فاين القواعد الاخلاقية والاعراف في هذه الحرب .
واين ميثاق الشرف الانتخابي الذي وقعته معظم الكتل السياسية برعاية الامم المتحدة وكانت من أبرز بنوده إدانة أي خطاب طائفي أو عرقي يستهدف أياً من مكونات الشعب العراقي، ومحاسبة أي جهة تقوم بذلك، ورفض العنف بكل أشكاله والتأكيد على المرشحين بالتصرف كرجال دولة، واحترام المتنافسين في الانتخابات وعدم توظيف النزعة الطائفية أو العرقية أو الإثنية، في البرامج الانتخابية.
وهل تحول جسد المراة ومظهرها الخارجي الى مفتاح لدخول البرلمان العراقي بدلا من البرنامج الانتخابي والكفاءة .
وهل ستكون ادوات الاستفهام ما – ماذا – لماذا – من – متى – اين – كم – كيف – هل – كفيلة لكي يحصل الشارع العراقي على هذه التساؤلات ، نترك الاجابه عن هذا السؤال هذه المرة الى المراة العراقية .