23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

التسقيط الألِكتروني

التسقيط الألِكتروني

الفترة الطويلة التي مرت على الشعب العراقي والتي أمتدت الى أكثر من ربع قرن من التراجع والتخلف في مجال المعلوماتية و خدمات الإنترنيت , بسبب سياسة الظلم والمنع التي كانت مُفروضة على الشعب من قبل النظام السابق , حيث كان مُقتصر وجودها في بعض الوزارات  والدوائرالمُهمة , ولايمكن للمواطن البسيط من أمثالي أستخدام جهاز الحاسوب (الكمبيوتر) وا شبكات الإنترنيت للعمل الشخصي والإستفادة من الخدمات التي تُقدمها , و فرض عقوبات قانونية وغرامات مالية على مُستخدميها في أحسن الأحوال
اما بعد سقوط النظام والتغيرات الجذرية التي طرأت على الواقع العراقي بصورة عامة وا على كافة النواحي الاقتصادية والسياسية والدينية…., ودخول الأجهزة الألِكترونية والمعلوماتية الحديثة للبلاد ونِتشار وسائل الإعلام والاتِصال , فاأصبحت خدمات الإنترنيت مُتاحة لكافة أفراد الشعب تقريباً , و بإمكان أي شخص إنشاء موقع اِلِكتُروني وحساب في شبكات التواصل اِلاجتماعيٌ التي كانت لها التأثيرات الواضحة في زرع بذور الفتنة والحقد الطائفي في تربة العراق الخصبة مع توًفرالعوامل الخارجية لنجاح مثل هكذا زراعة , فالأحزاب العراقية كانت في أمس الحاجة الى مواقع اِلكترونية وصفحات في شبكات التواصل رسمية تمثلها اعلامياً, ينشِر كل حزب في هذه المواقع اراءه وافكاره التي يدعوا لها , المواقع الرسمية التابعة لهذه الأحزاب تدعوا للوحدة والحرية والديمُقراطية والتعايش السلمي بين مُكونات الشعب و نبذ الطائفية والتطرف الديني والعنصرية , الشعارات الوَحدويه والوطنية التي تتبجح بها الأحزاب هي عبارة عن جدار  تختبئ خلفة او مظلة تحمي الأحزاب من الشُبهات والاتهامات لتظليل الرأي العام , أغلبية الأحزاب تسعى للوصول الى السلطة والسيطرة على ثروات البلاد بالطرق المشروعة والغير مشروعة , حيث يوجد لكل حزب او جهة سياسية مواقع الِكتروني وصفحات في شبكات التواصل الاجتماعي فرعية و باسماء مُختلفة كاْن تكون اسماء وطنية او دينية او رمزية … الى اخره من الأسماء المُهمة التي تجذب المعجبين ,مُهمة المواقع والصفحات الالكترونية هو التسقيط السياسي والديني للخصوم المُنافَسين على الحكم والسلطة , وهذه المواقع هي أكثر أهمية من المواقع الرسمية وفوائدها أكبر لتشوية سُمعة الطرف الاخر وجلب أكبرعدد من المؤيِدين والأنصارللحزب , وبتالي تنعكس فوائد هذه الافعال الرخيصة التي يفعلونها ضد الخصوم على نتائج الأنتخابات في يوم الاقتراع , لم يُكن أنشاء مثل هكذا مواقع وصفحات بصوره إعتباطية او صدفة او بحجة المُساهمة والمساعدة في حل مشاكل مُعينة او تمثيل العراقيين أمام العالم الخارجي , حيث كان الإنشاء بخطط مدروسة والأشخاص الذين يتحكمون ويدِيرون هذه المواقع يملكون خبرة في أساليب التشوية و خلط الحق بالباطل لتظليل المشاهد والقارئ البسيط , وا من الأساليب التشويهية التي تقوم بها غرف الأحزاب , مثلاً تنشر صوره لنائب او مسؤول يتبع للحزب الذي يختلف معه بالسياسة او بالدين بعدما تم ادخال هذه الصورة الى برنامج تعديل وتصميم الصور(الفوتوشوب) ودمج صورة المسؤول مع صورة راقصة ونشرها في المواقع والصفحات التي تتبعه مع كتابة التعليقات على الصورة ان النائب اوالعضوالفلاني  يرقص في الملاهي الليلية , والموقع الحزبي الآخر يقوم بنِشر فديو فاضح لخصمة والهدفة منه تشوية سمعتة أمام الرأي العام , وغيره ينِشر و ثيقة تُثبت فساد جهة معينة والكثير من هذه الأساليب التسقيطية التافهة المُشينة , والهدف من التسقيط هو الحط من مكانة الشخص الإجتماعية والاسياسية والدينية إلى ادنى درجة , مُستثمرين كافة الوسائل الموجودة والمُتاحة في هذه المواقع الالِكترونية , استخدام المواقع والصفحات من قبل الأحزاب للتصقيط بسبب عدم امتلاك هذه الأحزاب دليل حقيقي ضد خصومهم المنافسين لذلك تجدهم يلجئون إلى هذه الأساليب , على الرغم من انها سلمية لكنها سلاح مؤثر خصوصاً على المجتمعات الشعبية البسيطة ,
حتى تصل الحالة الى كيل الشتائم والكذب والافتراء للنيل من سمعة الطرف المنافس , والتشوية بالطريقة المباشرة العلنية في الأيام الأخيرة مع اقتراب موعد الانتخابات في ظل واقع مرير مأساوي يسوده القتل والأنفجارات و فضائح الفساد , و تَكمِيم الأفواه الشريفة النزيهة البعيدة عن الطائفية التي  تدعوا للحرية والسلام والعيش الكريم , و فسح المجال أمام الأصوات المأجورة المُثيرة للفتن بغطاء وادعم حكومي واضح للعيان , فالهذه المواقع  والصفحات ثأثير كبير على الساحة العراقية و كانت السبب الرئيسي بتغيير نفسيات وخلاقيات المواطن البسيط الذي لايملك واعيٌ وأدراك للأمور او يُحاول ان يتغابا  في بعض الأحيان عن الحقائق الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار , القتل والأنفجارات اليومية التي يذهب ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى تتحمل الأحزاب العراقية المُتصارعة على السلطة مسؤوليتها مناصفتاَ مع الارهاب القادم من الخارج ,عشرة سنوات دامية مرت على العراقيين بسبب الارهاب  والصراعات الحزبية  التي لاتزال مُستمره ,الأحزاب المُتقاتلة على الحكم هي أحزاب فقدت كل القيم الإنسانية والأخلاقية وأصبح البلد غابة لصراعاتهم , صراع الحيوانات المُفترسة والسُذج من الناس الذين يؤيدون كلامهم في المواقع والصفحات المشؤمة التي تتبع لهذه الأحزاب اللعينة هم أظل من أسيادهم السياسين السارقين لقوت الفقراء, متى ياأغبياء تنتهون من تنظيف وتلميع أحذية السراق الفاسدين المجرمين , يااصحاب المواقع والصفحات الحزبية العفنة كفاكم تخلطون الاوراق كفاكم صراع فيما بينكم  ونزاعات وخلافات  وتصفية حسابات , اتستيقظوا من غفلتكم نُريد أن نعيش بسلام وطمئنان ومحبة بين السنة والشيعة بين العرب والاكراد بين المسلميين والمسيحيين هذا ما نًريده , اما الطائفية يستخدمها ضعاف النفوس من السياسيين للتقليل من فشلهم الواضح والتغطية على الجرائم التي يرتكبوها من قتل وفساد اداري , عودو إلى أخلاقكم إلى القيم الحضارية التي ورثتموها من آباؤكم واجدادكم والتاريخ الحافل بالإنتصارات والجمال والأبداع والفنون والادب , وانتخبوا مشروع جديد نقي خالي من ادران العملية السياسية السابقة