27 ديسمبر، 2024 7:16 ص

التسعينيون او جيل المنفى – –  جماعة ليبيا مدخلا

التسعينيون او جيل المنفى – –  جماعة ليبيا مدخلا

توطئة:   
أرح ركابك من أينّ و من عثر
كفاك جيلان محمولا على خطر
“الجواهري”
وقف عند تفسير هذه القصيدة عند مفردة ( جيل ) حيث أستدرك الشارحون انّ الجيل هو 25 سنة أكثر أو أقل بقليل و يبدو لي أنّ هذا التفسير هو السائد قبل ثورة الحداثة الشعريّة منتصف أربعينات القرن الماضي و التي غيّرت الكثير من المفاهيم و منها مفهوم الجيل و سوف نأتي على هذا لاحقا” — و هكذا و بتعاقب الزمن أصبحت مفردة جيل تطلق على كل عشريّة أو أكثر أو أقلّ بقليل حتى أصبحت في الحيثيات و لا سيّما العراقيّة منها أنّ كل عشر سنوات ترمز الى جيل ما و بالذات الى جيل شعري و كثيرا” ما يكون له لونه و اسلوبه و ثقافته و جذوره و مرجعيته التي تكوّن رؤيا هذا الجيل و أخيرا له شعراؤه
و أكاد أجزم انّ الدلالة العشريّة للجيل ترسخت فقط بعد الأربعينات من القرن الماضي أي جيل الروّاد و هذه الدلالة لم تكن كذلك قبلهم أطلاقا” و لعلّ تفسير الجيل ب 25 سنة كانت تسميّة واردة في بداية عصر النهضة في العراق و الوطن العربي — و هكذا كان شعراء عصر النهضة في العراق و في الوطن العربي يأخذون بهذه التسميّة و يسمون بها — فتستطيع أنّ تسّمي ( الكاظمي و الزهاوي و الرصافي ) مثلا بجيل العشرينات حيث أمتدّ هذا الجيل من بداية القرن الماضي الى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي و عندها ظهر جيل اخر هو جيل الثلاثينات ( الجواهري و الصافي النجفي و البصير ) أبتداءا” من نهاية العشرينات وامتّد الى منتصف الأربعينات حيث أبتدأ عهد جديد في انطلاق الحداثة العربيّة على يد الشعراء الروّاد أو جيل الروّاد أو الأربعينين ( السياب و نازك و البياتي ) و بأنطلاق الحداثة الشعريّة على يد الأربعينين أخذ مفهوم الجيل أنعطافة أخرى و أنحصر بالفترة العشريّة أكثر او أقلّ بقليل –حيث من الملاحظ أنّ هذه الفترة الجديدة بدأت أكثر و ضوحا” واستخداما” بعد الأربعينين أو جيل الرواد — فأصبحت الأجيال الشعريّة في العراق تقاس أو تنتمي الى العشر سنوات أقلّ او أكثر بقليل و التي يظهر بها الشاعر أو الجماعة الشعريّة ( كجماعة كركوك او جماعة ليبيا ) و هكذا ترسخت هذه التسميّة العشرية شيئا” فشيئا في انطباعات الأدباء و النقاد واصبح الشعراء ينسبوا الى فترة ظهورهم الحقيقي و أقصد فترة ألتماع نجمهم او ظهورهم على الساحة الشعرية في العراق بمسمى الجيل — و هكذا جاء جيل الرواد او الأربعينين ( السياب و نازك و البياتي و الحيدري ) من منتصف الأربعينيات الى منتصف الخمسينيات حيث ظهر جيل الخمسينين ( سعدي يوسف و محمود البريكان و شاذل طاقة و عبد الرزاق عبد الواحد ) واستمر هذا الجيل الى منتصف الستينات حيث حصلت أنعطافة أخرى لا تقل عن ثورة الحداثة الأربعينية في الشعر العراقي بظهور جماعة كركوك ( فاضل العزاوي و سرجون بولص و جان دمو و مؤيد الراوي) الذين أسسوا لقصيدة النثر في العراق و كانوا فرسانها الشرعيين وأستمر هذا الجيل الى منتصف السبعينات حيث ظهر جيل اخر هو جيل السبعينين ( خزعل الماجدي وزاهر الجيزاني و سلام كاظم و رعد عبد القادر ) من منتصف السبعينيات الى بداية الثمانينات وظهرت أولى مجاميعهم الشعريّة في بداية الثمانينات حيث بدأ جيل الثمانينات منطلقا” من مجلة الطليعة الأدبيّة ( محمد جاسم مظلوم و نصيف الناصري و أحمد عبد الحسين ) و أستمر هذا الجيل الى نهاية الثمانينات حيث ظهر جيل التسعينين أو جيل المنفى ( غريب أسكندر و رسول عدنان و حسن النصار و حسن الخرساني و حسين علي يونس و علي سعدون )

التسعينيون– او جماعة ليبيا
المسّلم به انّ المثقفين و الأدباء و الساسة العراقيين قد تعرضوا الى ثلاث هجرات متعاقبة و كل حسب عمره او جيله — فالهجرة الأولى كانت 1968 و الثانيّة كانت 1978 و الهجرة الثالثة 1991 و كانت الأسوأ و الأكثر أيلاما حيث صاحبها الفاقة و العوز و الحرمان و محدودية الأماكن التي تستقبل النازحين من جحيم يوليوس قيصر و مغامراته التافهة التي كادت تؤدي بالوطن — في ظل هذه المنازعات و الظروف الأكثر من قاسيّة من الصعب على الأنسان ايّ انسان انّ يشقّ طريق الحياة– فما بالك بأكثر المخلوقات حسّاسيّة و رقة و جمالا روحيّا” — ألا وهو الشاعر هنا أتذكر ما ذهب اليه د- عبد العزيز المقالح بوصفه البديع للشعراء اذ يقول ( انّ أعصاب البشر تحت جلودهم أمّا أعصاب الشعراء فهي فوق جلودهم– لذلك يكونون أكثر عرضة للألم و الفرح من غيرهم ) هكذا و في هذه الظروف القاسّية ولد جيل التسعينين — الذين أنقسموا كبقية شعراء الأجيال الأخرى الى شعراء الداخل و لعلّ أبرزهم ( حسين علي يونس و علي سعدون ) و ما يميّز هذين الشاعرين فأن حسين علي أكثر التسعينين أعتناءا” بجملته الشعرية و هي أقتربت في الكثير من مواطنها من محاكاة الشعر الغربي و غالبا” ما يبني جمله الشعرية حول الفكرة و لا تكاد تتلمس الغنائية مطلقا في جمله الشعرية و هو الأسلوب الغربي في كتابة الشعر أما على سعدون فغالبا ما يترك العنان للغنائية في جمله الشعرية مع الأمساء بالعنان هذان أهم تجربتان في الشعر التسعيني في داخل العراق أما شعراء الخارج او جيل المنفى و لعلني لا أستطيع أن أحيط بجميع شعراء هذا الجيل لذلك أرتأيت أن اخذ ( جماعة ليبيا ) مدخلا” لهذا الجيل و هم ( غريب أسكندر و رسول عدنان و حسن النصار و حسن الخرساني اضافة للناقد د حسن ناظم ) و لعل العنوان يوحي بعض الشيء بقلق التسمية فالمتعارف عليه كما جرت العادة في الأدب و الشعر بالذات انّ الجماعة او المجموعة عادة ما تخرج بمشروع شعري موحد يؤرخ ببيان و رؤيا و جغرافية معينة — فأنت عندما تتحدث عن مشروع ( جماعة براغ او حلقة براغ ) فأنما تتحدث عن الجغرافيا ( المدينة ) التي و حدت هذه المجموعة من النقاد كذلك الحال عن جماعة أبولو أو عصبة الأندلس او جماعة الديوان و في العراق جماعة كركوك فكل هذه الجماعات قد تأسست بسبب الجغرافيا أولا” و ثانيا” وجود رؤيا مشتركة معززة بثقافة و موهبة و هم مشترك — و بما أن جماعة ليبيا ضمتهم رقعة جغرافيّة واحدة علاة على صداقة جميلة كانت في الوطن قبل المنفى و الكثير من المشتركات منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- جميعهم من حملة الشهادات الجامعية
2- جميعهم في تخصص واحد هو اللغة العربية
3- جميعهم من جيل واحد هو الجيل التسعيني
4- جميعهم عملوا مدرسيين للغة العربية في ليبيا
5- جميعهم يكتبون قصيدة النثر
6- كانت هناك منافسة لا أروع و لا أحلى بينهم
7- كان الأربعة يقرأون نتاجهم الشعري لبعضهم
8- بعد العودة الى عمّان 2001 تبلورت رؤيا شعرية متقاربة لهؤلاء الأربعة
9- كان هناك مشروع ان يكون د حسن ناظم المنظر لهذه الجماعة
10- السفر العاجل لغريب اسكندر و حسن الخرساني و رسول عدنان و حسن النصار و كل لمنفاه وبقاء د حسن ناظم في عمان حال دون ذلك 0
11- علاقة الزمالة بين رسول عدنان و حسن الخرساني و لاحقا” حسن النصار كانت في العاصمة الثقافية لليبيا مدينة ( درنة) الساحلية 0
12- أمتدت هذه الزمالة من 1994 الى 2001 و هنا لا بد من التنويه الى ان خزعل الماجدي ألتحق بنا في مدينة درنة عام 1998-1999 0
13- أصدارات هذه الجماعة كانت متقاربة ففي عام 1998 صدرت المجموعة الشعرية الأولى لرسول عدنان في تونس ( ميتافيزقيا الألهة لمانيرو ) ثم تلتها ( شبق التيه ) تونس عام 1999 و كان عام 2001 شهد صدور ثلاثة مجاميع شعرية أخرى ففي سوريا صدرت مجموعة حسن النصار الفائزة بجائزة عبد الوهاب البياتي و الثانية ( سواد باسق لغريب أسكندر ) و الثالثة ( غياهب العزلة لرسول عدنان ) عن المؤسسة العربية الدراسات والنشر و في عام 2002 صدرت في أسبانيا المجموعة الشعرية الأولى لحسن رحيم الخرساني قمر ليس للموت 0
14- كان الأربعة يلتقون في عمّان في مقهى المعارضة العراقية ( السنترال) و أحيانا” في بيت د حسن ناظم و كانت الاحاديث كلها تدور حول الشعر و قصيدة النثر و ما يكتب كل واحد من الجماعة
15- نشرت مجلة الثقافة الأردنية دراسة في السيمياء لغريب اسكندر تلتها دراستان في الشعرية على حلقات لرسول عدنان في صحيفة الزمان0
16- أقيمت أمسية شعرية لرسول عدنان في بيت الشعر في عمان 2001 تلتها محاضرة عن الشعرية العربية في أتحاد الأدباء الأردنيين ألقاها رسول عدنان بحضور كبير للأدباء الأردنيين و العراقيين
17- الموقف الواضح من النظام القمعي الدكتاتوري المقبور في العراق
18- في الشهر الخامس من عام 2001 تفرقت هذه الجماعة جسديا” و جغرافيا” و لكنهم ظلوا على تواصل بعد ذلك في شتات المنافي 0
هذه الظروف كلها للأسف حالت دون أتمام مشروع شعري جميل كان ممكن أن يكون نواة لجماعة ليبيا و لكن المنفى مرة أخرى حال دون ذلك 0

الرؤية الشعرية — لجماعة ليبيا
لعل قصيدة النثر في العراق و التي أنطلقت على يد جماعة كركوك لم تشهد تطورا” ملحوظا” و ملموسا” الأ في جيلين فقط و هما السبعينيون و التسعينيون — حيث كان التطور السبعيني من حيث المضمون ( المعنى ) فقط و هي محاولات لا بأس بها قادت الى تطور أكثر جرأة و وضوحا” على يد التسعينين ( جماعة ليبيا ) من حيث الشكل و المضمون ( اللفظ و المعنى ) حيث تمّ أدخال تقنيات شكلية مدروسة لم تكن قبل ( جماعة ليبيا ) و هو ما يحسب لهذه الجماعة و هو ما لم يجرأ عليه أيّ جيل كتب قصيدة النثر لا في العراق ولا في غيره — حيث أدخلت القصيدة التسعينية قصيدة النثر في أنعطافة تأريخية في رؤية الكتابة الشعرية بالأضافة الى جعل قصيدة النثر أكثر قربا” للمتلقي بعد ان أسكنها السبعينيون في برج عاجي يصعب على المتلقي تسلقه و سيّجوها بسياج من الغموض المطلق الذي أذهب ماء الشعر من القصيدة و دفقتها الشعريّة ( روحها ) فتحولت قصيدة النثر لدى السبعينين الى أرض يباب قاحلة ممحلة لا ماء فيها و لا حياة- ثّم ما الشعر الأ تلك العفوية الرصينة – فحاولوا الألتفاف على غضب المتلقي بأيجاد مسمى اخر لقصيدة النثر وهو ( النص المفتوح ) و هي بلا شك محاولة للهرب الى الأمام — فالنص المفتوح ليس شعرا” لأنّه ببساطة لا يحتوي على أيّ قدر من الموسيقى والشعر هو الموسيقى — و أنّما بقيت قصيدة النثر في دائرة الشعر لأحتوائها على قدر من الموسيقى الأ وهوالأيقاع بينما تخلّى النص المفتوح حتى عن الأيقاع فوقع في دائرة النثر المطلق — لذلك فشل النص المفتوح بأقناع المتلقي لذا توقف أصحابه عن المواصلة في كتابته — فالتطور الشكلي أخذ بعدا” اخر لدى جماعة ليبيا فأدخلت رموز الرياضيات أول مرّة في قصيدة النثر عامة و بنجاح لدى هذه الجماعة — أنظر قصيدة رسول عدنان مملكة الأشيئاء البعيدة و قصيدة الهاجس وكذلك يوتوتيا حلم الزهرة و غيرها من مجموعته غياهب العزلة فهذا على سبيل المثال التطور الشكلي أما ما طرأ على القصيدة التسعينية من تطور في المضمون فأعتقد أنّ قصيدة النثر تخلصت من تلك العقد و البرج العاجي الذي أسكنها به السبعينيون أنظر مثلا” ( خزائيل ) لخزعل الماجدي و المجاميع الأولى والثانية للسبعنيين حيث أنّ القصيدة السبعينية لم تكن تقرأ الأ من شعرائها او المختصيين في المجال الشعري او النقدي فقط و لكن الملاحظ أنّه بعد التسعينين أخذت قصيدة النثر بعدا” جماهيرا” أوسع و أصبح القارئ يستسيغ هذا النوع من الشعر و يتفاعل معه لنقف مع غريب أسكندر في هذه القصيدة من مجموعته ( سواد باسق ) :
سقطت أدراجك في الرمل
سقطت زقوراتك
سقطت بداية العالم
لا جلجامش يسعى
لا أنكيدو يبكي
فقط عشبة الموت باقية صلدة
تثمر يوما بعد اخر
والواضح في هذه القصيدة هو تخلصها من عقدة الغموض المطلق و الطلاسم البعيدة التي أدخلت الشعر في متاهة القراءة و التعامل مع الموضوعة بشفافية مطلقة و لرسول عدنان من مجموعته الثالثة غياهب العزلة :
أيّتها الحاضرة في ثياب الغياب
عيناك — تساقطتا كالبرحي
في سلال الحيرة
و أنا أجثو خلف برزخ ما
لأحوك من خوص شعرك ألف
زنبقة و ذكرى
يا بقايا الآه في غربال الندم
و الواضح في القصيدتين هو ذلك الحزن الرقيق و التوظيف الأنساني الرمزي له بعيدا” عن الغموض المطلق و الطلاسم البعيدة و أستلهام الموروث الأنساني المحلي بعيدا” عن شطط السبعينين و بعض الثمانينيين في استلهام الرموز التي لا تمت لبيئتهم بشئ 0
و لحسن رحيم الخرساني من قصيدته زوربا :
في الحزن ِ
ثمة َ أسماء ٌ
تتهجى الخسارات
ونيازك ٌ
تحيلـُكَ إلى نهير ٍ غريب،،
ثمة َ أطفال ٌ بلا رغبات
لا ينتمون َ للمطر ..،
ثمة َ قارب ٌ شيخ
عاطل ٌ عن الرحيل ..
في الحزن ِ
يكتب ُ الليل
ذكريات ِ الخريف
هذه الكلمات الرقيقة و ذات التركيبة البسيطة هي الخلطة السحرية التي أعطت للقصيدة التسعينية حظورا” جماهيرا” أستشنائي و ترجمة تلك العلاقة الروحية بين الأبولونية و تعني (“التوازن والتناسب والتناغم” ) و الديونيزوسية و تعني (المصادفة والعشوائية والغرابة ) و القصيدة التسعينية تراوح بينهما

ايدلوجيا جماعة ليبيا
المعروف انّ المد اليساري ( الشيوعي) سيطر على الثقافة العراقية لأكثر من ثلاثة عقود (الأربعينات, الخمسينات , الستينات) و بعد وصول البعثيين للسلطة في العراق و فكرهم الدموي المتخّلف أرتأوا وقف المد اليساري ( الشيوعي) بتبني ثقافة مضادة لوقفه فكانت فكرتهم الدموية تقوم على ثلاثة محاور تم التخطيط لها بعد ثورتهم القمعية 1968 و تنفيذها في بداية السبعينات :
1- حل الجبهة القومية التقدمية مع الشيوعيين 0
2- القضاء على المد اليساري ( الشيوعي) ثقافيا” و أبداعيا” بمطارة ما تبقى من رموزه الأبداعية 0
3- خلق ثقافة و أبداع بعثي و احتضانه من بداية السبعينات 0
وهكذا ولد جيل السبعينين البعثي و بأيعاز و أحتضان وزارة الثقافة البعثية لوقف و القضاء على المد اليساري ( الشيوعي) ثقافيا” و أبداعيا” وأخذت المؤسسه البعثية بطبع و توظيف و ترويج مجاميع السبعينين الشعرية و أوعزت الى مسوؤلي الصحف و المجلات بتبني السبعينيين حتى لم نعد نسمع شئ عن الثقافة العراقية الأصيلة غير جوقة الأبواق السبعينية و التي استغلت الدعم البعثي لهم فقاموا بنسف رموز الثقافة العراقية من جذورها و أوجدوا لهم مرجعية أخرى ( غربية ) و تهجموا على جميع الأجيال من سبقوهم و من لحقوهم على الطريقة البعثية العنجهية بنسف الأخرين وتجاهلهم 0
أمّا التسعينيون فلم يكن لهم مرجعية لا يسارية ( شيوعية ) و لا يمينية ( بعثية ) بل كانت مرجعيتهم مرجعية ( وطنيّة ) خالصة ولا أكثر من دليل على هذا من تسميتهم ب (جيل المنفى ) و جميع مجاميعهم قد صدرت على نفقتهم الخاصة و خارج الوطن , و لم يسارعوا الى مهاجمة أحد أو معاداة أيّ جهة بل كانت الروح الأكادميّة و الحس و المنهاج العلمي هو وسيلتهم للأبداع.