الدكتور حميد عبدالله صاحب قناة ” تلك الايام” على منصة اليوتيوب، وهي قناة مختصة بتسجيل التاريخ وتدوينه، هكذا خطوة رائعة ومهمة لحفظ تاريخ البلد والمراحل التي مر بها واهم الشخصيات التي تركت بصماتها سلبا او ايجابا في مسيرة البلد، لكن الملاحظ ان الدكتور حميد يحاول ان يلوي عنق الحقيقى وتزييفها بصورة او بأخرى وتجاوز مراحل مهمة لايمكن المرور عليها مرور الكرام، هنا نتطرق لاحد الحلقات التي تناولت مسيرة السيد مهدي الحكيم الذي اغتالته ايدي البعث في السودان عام ١٩٨٨، وقع الدكتور بعدة اخطاء ابرزها..
– وصف السيد مهدي الحكيم بأن اخ غير شقيق للسيد محمد باقر الحكيم والسيد عبدالعزيز وهذا خلاف الحقيقة فالسيد مهدي الاخ الشقيق الاكبر للسيدين محمد باقر والسيد عبدالعزيز..وهذا مؤشر جهل لايمكن لمن يتصدى لتدوين وراوية التاريخ ان يقع فيه..
– يقول ان السيد مهدي كان لين الخطاب مع البعث في حين ان السيد مهدي اول من وقف بوجه صدام حينما طلب مقابلته فرفض قائلا” من هو صدام” وعندما وصل الخبر لصدام رد ان ” هذا العطاس في خشمه لازم اطلعه منه”..
– البعث حدد قوة المرجعية من خلال سيد مهدي فقام بتوجيه اتهام باطل بان السيد مهدي يتعامل مع البريطانيين في قصة معروفة، مما يؤشر خوف البعث من السيد مهدي وتحركاته..
– ايضا مثال على التسويف تجاهل حميد عبدالله زيارة السيد محسن الحكيم لبغداد واهميتها البالغة التي جعلت البعث يعتبرها بمثابة اعلان الثورة ضد النظام، والمقدار الذي ذكر به الزيارة كان مليء بالمغالطات ففي حين سكن السيد في الكاظمية ادعى حميد ان السيد سكن في العطيفية..
– اشار في روايته لعدد من الشخصيات التي كانت لها ادوار محددة لكن لم يذكر الاسماء كما هي..
– الطامة الكبرى التي وقع فيها الدكتور حميد هو ان عملية اغتيال السيد مهدي لم تكن بعلم صدام! صدام الذي لايمكن ان يتحرك اي مسؤول في الدولة العراقية حراك.مهما كان بسيط بدون علمه، تجري عملية اغتيال في دولة عربية والبلد في حالة حرب ويحتاج لاي موقف تتم بدون علمه!!
ان هذه وشطحات اخرى لدى الدكتور حميد تضعه في دائرة الشك بان مايقوم به لايقصد منه تدوين التاريخ بل تزييفه لغايات ومقاصد تخدم البعث وتاريخه الاجرامي، هذا الاحتمال الاقوى وهناك احتمال ان يكون الدكتور يتحدث بمايعرف بدون تدقيق وهذا الاحتمال ان صح، يعتبر جريمة بحق التاريخ وتغييب لاحداث مهمة ومفصلية بدافع الجهل جهل مركب، دعوة للدكتور حميد جاهلا كان او متقصدا ان يدقق في رواياته وينقلها كما هي، فقد عاني التاريخ العربي والعراقي كثيرا على يد امثال الدكتور حميد ودفع ثمن كبير من وهج الحقائق التي اضاعها وعاض السلاطين من مؤرخي بلاط السلطة…