25 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

التزام مقابل التزام

التزام مقابل التزام

اعلان فوز الرئيس بايدن في الانتخابات الامريكية، وعودة عرَّابوا الاتفاق النووي الى مراكز القرار الامريكي ، رافقته تصريحات لكل من ايران وامريكا بالرجوع الى طاولة المفاوضات ، إلا ان هذا الرجوع يريده الطرفان مشروطا ً، فالولايات المتحدة تدعو ايران الى الايفاء بالتزاماتها وتضمين المفاوضات المزمع انعقادها ” برنامج تطوير الصواريخ الباليستية ” وايران من جانبها تشترط رفع العقوبات والعودة الى الاتفاق قبل الجلوس.
أي التزام مقابل التزام .
وقد صرح وزير الخارجية الامريكي بلينكن ان لا مفاوضات دون ان تفي ايران بالتزاماتها ، هذا الموقف جاء مع الاعلان عن نوايا اسرائيلية لعرقلة اي حوار امريكي ايراني ، ويشترط الاسرائيليون التشديد على مشروع طهران النووي وتوقيع اتفاقية معها قبل رفع العقوبات، ايران تقول ان واشنطن هي التي انسحبت من الاتفاق. وعليها العودة، ورفع العقوبات ، ومن ثم يصار الى الجلوس على طاولة المفاوضات .
البعض يرى ان هذه التصريحات من الجانبين عبارة عن غزل بين الطرفين ، ويربطون ذلك برغبة الطرفين بالحوار .
فايران لا طريق لها غير الحوار ، نتيجة تدهور وضعها الاقتصادي والازمة الداخلية المتفاقمة والضغوطات التي تواجهها في بعض مناطق نفوذها .
وادارة بايدن من طرفها تريد الايفاء بوعودها الانتخابية، وانتهاج سياسة مغايرة للادارة السابقة، لكنها تعلم كذلك ان اسرائيل والسعودية لن توافقان على على مثل هذا الحوار دون ان تفرضان رؤيتهما على المفاوضات.
فكل ما تريده اسرائيل هو منع ايران من الحصول على السلاح النووي ايبقى تفوقها العسكري في المنطقة، وهذا باعتقادي خيار امريكي. قبل ان يكون اسرائيلي، اما ما تريده السعودية هو الابقاء على ايران ضعيفة محاصرة ، كي تضمن الاستمرار في سيادتها للمنطقة وبسط نفوذها على محيطها الجغرافي.
ومن باب رفع سقف المطالب، وممارسة مزيد من الضغط على ايران ، أقترح الرئيس الفرنسي اشراك السعودية في المفاوضات ، كما طالبت اسرائيل ان يكون لها دور في الحوار القادم . وهذا الموقفان يشيران انهما لا يمانعان توجهات بايدن ولكنهما يريدان الضغط على المفاوض الامريكي ليكون اكثر تشدداً مع الايرانيين .
ولربما جاء المقترح الفرنسي تلبية لرغبة سعودية ، بعد ان التمست عزم الادارة الامريكية على المضي في طريق فتح ابواب الحوار.
او اندفاع فرنسي لاحراج بايدن ، لكن وزير الخارجية الامريكية بعث برسالة قوية للجميع حينما اعلن ان مقتل جمال خاشقچي يمثل عملا ً شائناً لصحفي يقيم في امريكا . هذا التصريح قلب الطاولة تماماً ، كان التصريح بمثابة اعلان امريكي في تحديد الاطراف المحاورة بينها وبين ايران .
ايران الدولة التي تعرف لغة المفاوض الاوربي ردت هي الاخرى على المقترح الفرنسي بشكل قانوني ، اذ قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن الاتفاق “متعدد الأطراف وقد جرت المصادقة عليه عبر القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي؛ وعليه فإنه غير قابل للتفاوض الجديد إطلاقا، كما أن أطرافه محددين لا يمكن تغييرهم”.
المعروف ان فرنسا تسعى لاكمال صفقات اسلحتها للسعودية ودول خليجية اخرى، فقامت بمحاولة بيع موقفها للمملكة ، وان تستغل الموقف الامريكي الاخير بايقاف صفقة بيع الطائرات الى الامارات وان تدخل على خط الازمة النووية ، كي تستميل الخليجيين الى جانبها، ثم تابع ماكرون تصريحاته بالقول : ستكون المفاوضات بين ايران وامريكا والاوربيين اكثر تشدداً ، في حين يعلم الرئيس الفرنسي ان المعني بالتفاوض هي الولايات المتحدة وانها هي التي انسحبت من الاتفاق وليس حكومته التي لازالت ملتزمه بالاتفاق .
كما يعلم ايضاً بأن الموقف الاوربي خلاف ما يتحدث به فالمانيا وبريطانيا لا توافقان على ما يقول . وان هناك رغبة في حل المشكلة عن طريق الحوار ، والسيطرة على تطلعات ايران النووية باشراف منظمة الطاقة النووية .
فالتجارب تقول ان محاصرة اي بلد ستلجأه الى ايجاد طرق بديلة لحماية نفسه . وهذا ما لا تريده اوربا .
فالايرانيون يقول بكل وضوح وصراحة ان شعار المفاوضات القادمة هو التزموا و نلتزم ،

Alaa Alkhatib

أحدث المقالات

أحدث المقالات