من الركائز الاساسية التي يجب ان يتحلى بها المواطن وضمن منظومة المواطنة الحقة هي الترويج للوطن , وهذا الترويج يختلف من حيث الشكل تبعا لطبيعة الوظيفة المؤداة من قبل هذا المواطن ضمن حياض الوطن مع وجود سقف اتفاق حول المضمون والفحوى في كيفية الخدمة والترويج , وهنا اسال السؤال التالي ما هو الحد الفاصل بين الترويج للوطن والترويج للفرد او للمؤسسة او للكيان الحزبي او للطائفة او للعرق ؟ وهل ثمة تعارض وتداخل بين الترويجين , ولا اريد ان اكون في هذه السطور منظرا فقد اتخمنا من المنظرين , ولكن ارى باننا بحاجة ماسة للخوض في هكذا موضوع , فالكل الان يتحدث باسم الوطن واختلط الحابل بالنابل على المواطن المسكين , فمن من هؤلاء يروج حقيقة للوطن واعتقد ان ثمة مسالة لا تخفى على كل لبيب وهو انك حتى تصل الى اجابة لها شئ من الموضوعية عليك مراقبة الخط البياني للاحداث وما اسفرت عنه وبنفس الوقت تراقب ردود الافعال الصادرة عن المتحدثين باسم الوطن عند ذاك ستعرف مفتاح الوصول الى الاجابة الشافية هذا اولا وثانيا لا بد من توفر جهد تحليلي لقرارات وتصريحات الاحزاب والافراد المتصدين للمشهد السياسي في الوطن من اجل التعرف على مقدار التباين في التصريحات ومقدار الاختلاف بين الاهداف المرفوعة من قبلهم والتي تشكل العمود الفقري لاحزابهم ومؤسساتهم وبين طبيعة التصريحات والسلوكيات الصادرة منهم حيال الازمات والاحداث الحاصلة وهذا ما يستوجب منا قراءة دقيقة لمعرفة خارطة الطريق في الوصول الى المروج الحقيقي للوطن علما انه لا مانع ان يكون هناك اتفاق بين مصلحة الوطن والمصلحة المعبرة عن ارادة اي كتلة او حزب اذا اشتركا في المضمون الايجابي الذي يصب نهاية مطافه في سلة الوطن فضلا عن معيار ثقيل اخر لمعرفة المروج الحقيقي للوطن الا وهو مقدار مراعاته للاجندات الخارجية على حساب الوطن الذي يعيش فيه واعتقد ان الاحداث الاخيرة في البلاد كشفت الكثير من الوجوه التي لا يمكن ان يسترها الف قناع , وهنا تجدر الاشارة الى حزمة البيروقراطيين الثانويين وكما يسميهم المفكر العراقي عزيز السيد جاسم ودورهم في تغييب المصلحة العليا للوطن وتفعيل مصلحة الكتلة او الحزب الذي ينتمون اليه وضمن المناصب التي منحوا اياها ما جعل عجلة شفاء الوطن لا تدور الا بصعوبة , وبنظرة سريعة الى العديد من دول الجوار التي اصبحت تشكل علامة فارقة في عظم الدور وثقله في المنطقة نجد انها بلغت ما بلغت اليه بالترويج الصحيح لاوطانها ما منحها ثقة كبيرة اكبر من حجمها .