9 أبريل، 2024 1:42 ص
Search
Close this search box.

الترويج للتطبيع مع العدو : تبديل عدو بشقيق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما زالت حملات الترويج للتطبيع مع العدو الصهيوني رائجة , وآخرها كان في برنامج “حديث الخليج ” الذي تقدمه الكاتبة السعودية – الاسرائيلية الهوى سكينة عبد الله المشيخيص في قناة الحرّة , حيث اجلست ثلاثة كائنات من الكويت والسعودية والبحرين على الهواء وهم على التوالي عيسى العميري وعبد الله العساف والنائب البحريني السابق جمال بوحسن .
وعلى الرغم من انهم لايمثلون بلدانهم من الناحية السياسية لكونهم ليسوا في مؤتمر اوفدتهم اليه , إلا أن الكائن السعودي الداعم للتطبيع وكائن البحرين تم اختيارهم من قبل القناة ليكونوا اداتهم في الترويج والتهريج لبرنامجهم بحجة ان حدث التطبيع الخاص بالإمارات والبحرين كان حدثآ مهما لعام 2020 وكان ذلك العام بالنسبة لهم عامآ للسلام .
اما السبب في اختيار هؤلاء فلأنهم من طور السياسة العمياء التي اتبعها النظام السعودي والبحريني وبدفع من المعتوه ترامب وجريآ وراء صفقة الإذلال لخلق التوترات في منطقة الخليج لإدامة التدخل الأمريكي فيها من اجل الاستمرار بعقد صفقات بيع الأسلحة لهم وإمتصاص ثروات العرب , على الرغم من ان كياناتهم تتقنع بقناع الديمقراطية إلا انها وبشهادة دول العالم الحر تعتبر دولآ قمعية لما اقترفوه من انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية وعلى كافة المستويات , لذلك لايعني ان شعبي النظامين يتفقان معهما في اجراء عملية الترويج للتطبيع لكونها خرجت وبالأغلبية الساحقة من السكان في البحرين وكذلك في الإمارت وهي الطرف الثاني في التطبيع معها بمظاهرات مناوئة له ومؤيدة للحق الفلسطيني .
لذلك فإن الكائن السعودي الذي هو غير معني بالتطبيع لعدم وجود تطبيع رسمي وجهير مع العدو الصهيوني , إلا انه كما قلنا من طور تلك السياسة وهو مهيأ مزاجيآ ليقوم بدوره في البرنامج والترويج للتطبيع ولا يستبعد تكليفة بالخفاء من قبل بعض ذكور الإوزّ السعوديون .
أما الكائن الكويتي , فهو لايمتلك المزاج الذي يمتلكه رفيقه السعودي فبدا بالبرنامج بعيدآ عن فلسفة التطبيع في تقديمه للأدلة المقنعة والداعية الى تطبيع دول الخليج مع العدو وهذا يدل على انه اقتيد ليكون المروّج لبلده لدفعها نحو التطبيع مع العدو . ولا أحد يعتقد ان الكويت بهذا الكائن الجاهل وطروحاته الباهتة تنقاد الى التطبيع , سيما ان رئيس برلمانها الشاب الحالي يقف ضد التطبيع ويقف معه شعب الكويت الحر الأبي تحت قيادة الشيخ نواف الأحمد وستكشف الأيام صواب او خطأ مانقول .
وبدأ هؤلاء الثلاثة كأنهم مجندين على ايران الإسلامية بالإجابة عن الأسئلة الجاهزة التي اعدتها القناة والكاتبة للبرنامج الموجهه للترويج عن التطبيع وهي بالطبع تتخندق مع القناة وتقف شخصيآ وراءه كجهة داعمة , إذ ان الكاتبة نفسها ابدت في لقاءات سابقة عن استعداد بلادها السعودية لإقامة علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني حيث وصفته بأنه لم يطلق رصاصة واحدة على بلادها , وكأن فيه شيء من المروءة , أو كأن الذي اطلق الرصاص على بلدها رجل أشر لا عمل له سوى إطلاق النار على أشقائه السعوديون , وهي تعلم ان الذي اطلق النار على بلدها هم اشقائها في اليمن الذين وقفت بلادها بأشقائهم مع قوى الأستعمار والصهيونية لقتل شعبها وتشريده بالقنابل وكافة الأسلحة وبالحصار الأقتصادي الجائر سعيآ وراء بسط سلطانهم الوهابي على دول الخليج وإخضاعها لرايتها الباطنية وخير مثال خضوع الإمارات والبحرين ورائها والويل لهم إن جلسوا على طرف عباءة الملك او ولي عهده ولو بالحلم , وتملّص نظام قطر ونجاته من الإنخراط في سرب الإوزّ الخانسات.
في هذه المقابلة التي بدا فيها الإنحياز واضحآ لمحور التطبيع المتمثل بالامارات والبحرين ومن سيأتي بعدهم والادعاء بان التطبيع جاء للإحتماء بالكيان الصهيوني كبديل عن الولايات المتحدة البعيدة ضد دولة ايران الإسلامية التي اتهموها بالإرهاب , حيث نطق الكائن الكويتي عيسى العميري ان ايران بعكس اسرائيل قد احتلت اربعة دول ويعني في مقارنته هذه ان اسرائيل احتلت دولة واحدة فقط وكأن في هذا تبرير للتطبيع معها ,
علمآ ان دول الخليج هي نفسها بعيدة عن اسرائيل ولايوجد اي سبب موضوعي يدعو دول الخليج الى التطبيع معها . ومن هي الدول التي احتلتها ايران هل هي العراق واليمن وسوريا ولبنان كما قلت ايها السقيم المنافق ؟ ومن انت ياكليل الصوت والنظر حتى تحكم على هذه الشعوب بانها خاضعة الى ايران ايها السمسار الأمريكي – الصهيوني ؟
الا يكفي ما اصاب الكويت من استفزاز للغيرة العربية وتريد إعدادها لمسرحية اخرى اكثر إبادة جراء ما تزينون من الكلام الباطل والمحرّض لتضاعفوا حلكة الدنيا تحت غضب الله عليكم بالجائحة ؟ هل تريد للصهيونية ان تسكن بالكويت لتجاور العراق ؟ وماذا سيحدث على المدى البعيد ايها الشقي ؟ اليس الأجدر بك وبالكائنين السعودي والبحريني ان تقفوا مع الأسرى الرهائن في السجون السعودية والبحرينية المقبرة بدلآ من ان تسوسوا العلاقة بين ايران الإسلامية وشعوب دول الخليج ليأمن الجميع بالسلام والمحبة ؟! لماذا تشدون المئزر بالكلام الباطل عن ايران وتحلّون السراويل عند الكلام عن العدو الصهيوني ؟! مالذي جعلكم بهذا الزنا مع الأباطيل ؟
مايهم في هذه المقابلة التي جرت في اليوم الاول من شهر كانون الثاني 2021 , ان هذه الكائنات قاموا بإكتيال المصطلحات العدائية لإيران والتغنج بالمفردات التي تشيد بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي انتهك كل مايتصل بحقوق الإنسان من اعراف وقوانين , ناهيك عن انتهاك الاعراض وزج الرجال والنساء الفلسطينيات في السجون والتهجير القسري لآلاف اللاجئين ونهب الأراضي الفلسطينية إضافة الى قيامه بغارات جوية بدعم من المعتوه ترامب على مواقع الحشد الشعبي في العراق ما ادى الى استشهاد العديد من المقاتلين .
كل هذا ويقولون انهم بالتطبيع سينعمون بالأمن وبالنماء والإزدهار الأقتصادي , وهم في حقيقة الأمر استبدلوا العدو الصهيوني الكافر بشقيق مسلم يريد ان يحرر لهم فلسطين لينعم العرب والمسلمين بشرف التحرير وإعادة الكرامة للأرض التي استبيحت جراء خذلانهم .
لكن هذا الإستبدال سيجعلهم غير آمنين بقدر السنين التي امضاها العدو الصهيوني مع العرب ومنذ عام 1948 وهم يتلفتون رعبآ ليلا نهار لأنهم اساءوا وجاروا على القيم السماوية وابدلوا دموعهم على فلسطين بدموع البكاء على الدينار والدرهم . اما الترويج بريقٍ معسول من خنادق ترامب وكوشنر للتطبيع وتصويره على انه يجللهم ببردة الصهيونية التي تحف بالنرجس والورد وتعد بخزائن قارون بالمال , وعيونهم شهود على جرائم العدو ونكثه للوعد , إنما ترويج للذات خمر لن تنالوا منه وعدآ ولا زَبَدآ .
الاول من كانون الثاني20

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب