الترند أهم من المرأة: النسوية الفاشنستا..!

الترند أهم من المرأة: النسوية الفاشنستا..!

في العراق حيث تتراكم الأزمات وتتوالى الخيبات برزت على الساحة ظاهرة لافتة تُسمّى “الحركة النسوية” لكن ما كان يُفترض أن يكون مشروعاً حضارياً جاداً للدفاع عن حقوق المرأة تحوّل في كثير من جوانبه إلى استعراض إعلامي أجوف. نساء يتنقلن من فضائية إلى أخرى يرفعن الصوت بالصراخ والعناوين الرنانة لكن من دون أثر حقيقي في الواقع حتى غدت بعضهن أشبه بـ”فاشنستات” سياسية همّهن الأساس هو البقاء على منصة الترند لا حماية المرأة ولا ضمان كرامتها.

لقد شهدتُ بنفسي قبل أيام موقفاً كاشفاً ومخجلاً اتصلت بي سيدة عراقية وزميلة فاضلة تحمل شهادة عليا تجيد اللغة الإنكليزية وتعمل موظفة في إحدى الوزارات وضعها صعب فهي المعيلة الوحيدة لوالدتها المريضة بالفشل الكلوي وتبحث عن نقل وظيفي داخل وزارتها يوفّر لها مبلغاً إضافياً لتغطية تكاليف العلاج أوصيتها بالتواصل مع رئيسة القسم المعنيّة وذكّرتها أنني صاحب فضل سابق على هذه المسؤولة متأكداً أنها ستفتح أبوابها أمامها
وهي شخصية نسوية معروفة تتنقل بين الفضائيات ليل نهار رافعة راية الدفاع عن المرأة. ظننت – بحسن نية– أنها ستقف إلى جانب هذه السيدة لكنها لم تفعل بل على العكس قابلتها بالتجاوز والإساءة بل وصلت بها الجرأة أن أساءت لي شخصياً ثم قامت بحظرها من الواتساب وكأن كل شعاراتها لا تتجاوز حدود عدسة الكاميرا.

الصدمة كانت كبيرة لكن الموقف كشف زيف الخطاب تواصلت فوراً مع السيد الوزير مشكوراً وأطلعته على تفاصيل الواقعة والرسائل المسيئة( افشار ) والمقابلات الإعلامية للنسوية المذكورة وكيف تدّعي الدفاع عن المرأة بينما تسقط في أول امتحان واقعي النتيجة أن الوزير اتخذ إجراءً مباشراً بطردها من القسم وإسناد المنصب إلى تلك السيدة الكفوءة بل ومنحها مكافأة شهرية لدعمها في مواجهة ظروفها القاسية.

هذه الحادثة لم تكن مجرد استثناء بل هي مرآة لواقع مشوّه تعيشه الحركة النسوية في العراق منابر وصراخ خطابات وهاشتاغات لكن بلا جوهر ولا فعل حقيقي وكما هو حال الساسة المقاولين الذين يتاجرون بحقوق المواطنين فإن بعض النسويات صرن يتاجرن بحقوق المرأة ليبقين في دائرة الضوء دون أي التزام أخلاقي أو مسؤولية إنسانية.

عهداً على نفسي من هذه اللحظة أن أطرق كل الأبواب الرسمية بدءً من الأمانة العامة لمجلس الوزراء لكشف هذا الزيف وتمييز النسوية الحقيقية التي تناضل بصدق وبالذات الموظفات عن “النسوية الفاشنستا” التي تتخذ من القضية مجرد بطاقة مرور إلى الشاشات والندوات فالمرأة العراقية تستحق صوتاً صادقاً مؤمناً شجاعاً شريفاً
لا استعراضاً أجوف ولا هاشتاغات عابرة.