19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

التركمان ونتائج انتخابات 12 مايس 2018

التركمان ونتائج انتخابات 12 مايس 2018

شهدت نتائج الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت بتاريخ الثاني عشر من شهر مايس 2018 تلاعبا وتزويرا مبرمجا في صناديق الاقتراع في عدد من المحافظات العراقية ببينها كركوك . والتزوير الحاصل في نتائج الانتخابات قي صناديق الاقتراع في هذه المحافظات تختلف دوافعها عن دوافع التزوير في صناديق الاقتراع في كركوك . فالتزويرفي كركوك له دوافع سياسية في غاية الخطورة للتركمان وللعراق على حد سواء. التزوير الانتخابي المبرمج مسبقا في كركوك يستهدف قبل كي شئ القومية التركمانية وبدافع غيرخاف على القاصي والداني، وهو اظهاراالمكون الكردي بمظهر المكون الذي يشكل الاغلبية قي كركوك ومن ثم السعي لتسخير النتيجة المزورة لاحياء المادة الدستورية 140 التي فقدت شرعيتها في 31 كانون الاول 2007 وجعلها ذريعة لسلب كركوك والحاقها بالاقليم الكردي.

مجلس النواب العراقي المرتقب تشكيله ومباشرته بعمله بعد فترة سوف يعتبر باطلا ويظل فاقدا لشرعيته للاعوام الاربعة القادمة ، الا قي حال الغيت نتائج الانتخبات واعيد فرز الاصوات وعدها من جديد بهدف اعادة الاصوات المسروقة الى اصحابها المرشحين لنيل العضوية البرلمانية ، فضلا عن احالة المتلاعبين في المفوضية العليا للانتخابات الى القضاء .

ان نتائج انتخابات 12 مايس 2018 المخيبة للآمال يجب ان لا تعتبرهزيمة لحقت بالتركمان تقضي عليهم كقومية في موطنهم توركمن ايلي، بل يجب اعتبارها ظلما واجحافا يلحق بالتركمان من جراء أخطاء استراتيجية ارتكبوها وطريق مسدود دخلوه قبل عقود.غيرأن الضرورة والمصلحة القومية العليا تحتم وتلزم جميع الخيرين من القادة السياسيين التركمان للعمل على تحويل هذا الاجحاف الذي تعود اسبابه الى ما بعد الحرب العالمية الاولى حيث اندحرت الدولة العثمانية ، والى سياسات عقيمة اتبعها التركمان ولا يزالوا يتبعونها منذ اعلان الدولة العراقية، الى حافز قومي مؤثر وسريع مبني على اسس علمية يقضي على الفتنة الطائفية البغيضة والنزعة المناطقية  المقيتة التي يريد بها الاعداء تشتيت  الشعب التركماني والاستحواذ على موطنه توركمن ايلي الذي يسمونه زورا بالاراضي المتنازع عليها ، ويساهم بقوة في نشرالوعي القومي التركماني وترسيخه في نفوس المواطنين في جميع أرجاء المناطق التركمانية .

وان كانت نتائج الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في الثاني عشر من شهر مايس الجاري والتي تخللتها عمليات تلاعب وتزوير واسعة قد حالت دون أن يصل اكبرعدد ممكن من النواب التركمان الى مجلس النواب العراقي وهو ما كان يتمناه الشعب التركماني ، ولكنها من جهة ثانية قد علمت شعبنا التركماني في كركوك كيف يعتصم ويتظاهر ويتصدي للظلم ويطالب بحقوقه المغتصبة واصواته المسروقة ، فهي رد فعل قومي بناء يبشر بالخير وبمثابة  فاتحة صحوة  قومية مباركة فريدة من نوعها في تاريخ التركمان ، سوف تنمو وتتعاضم وتخلق أجيالا واعية لا تفكر الا بهموم ومستقبل القومية التركمانية المغتصبة حقوقها. واجيالا تضع مصالح قوميتها فوق كل اعتبار ولا تتردد في التضحية بكل ما هوغال وثمين في سبيل شعبها التركماني، واجيالا تهرع برؤوسها قبل أرجلها لتلبية نداء خدمة القضايا القومية التركمانية المصيرية منها على سبيل المثال التوجه وقت الانتخابات البرلمانية الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثلي التركمان في البرلمان.

نحن التركمان الشعب الوحيد في منطقة  الشرق الاوسط لا ردود فعل لنا رغم جميع الويلات والمصائب وحملات الاعدام التي لحقت بنا منذ العهد العثماني ولغاية عام 2003 . تصوروا أن الدولة العثمانية اهتمت بتعليم الاكراد في السليمانية أكثرمن اهتمامها بتعليم التركمان في كركوك، واقامت تكايا للاكراد في مدينة كركوك التركمانية دون ان تفكر بنفس الشئ للتركمان واستملكت الاف الدونمات من الاراضي الزراعية التابعة للتركمان في داقوق وطوزخرمانو ووزعتها على عدد من قطاع  الطرق الاكراد . واما الحكومات العراقية فغضت نظرها منذ ثلاثينات القرن الماضي عن عملية تكريد  مدينة أربيل التركمانية، وانتهجت سياسات صهرالتركمان وتعريبهم في الموصل وكركوك وديالى وازدادت هذه السياسات شراسة في العهد البعثي واستمرت حتى عام 2003 ومن ثم اعقبتها بعد الاحتلال الامريكي للعراق سياسة التكريد في مناطق توركمن ايلي. ومع هذا فاننا رضحنا كشعب لكل هذا الظلم والاضطهاد والتعريب ، ولم نرفع صوتنا  ضده اونحتج عليه ونتظاهر ضده كالاعتصامات والتظاهرات التركمانية الاخيرة في كركوك ضد خروقات التزوير والتلاعب بنتائح انتخابات 12 مايس 2018 .