يكفي ان نعرف ان السبب الاول لتأسيس الجيش العراقي الباسل هي ثورة العشرين التى اندلعت في تلعفر التركمانية وبعدها شملت جميع انحاء العراق ففي صبيحةالثالث من حزيران 1920 قام الثوار التركمان بهجوم على الحامية البريطانية وقتلوا نائب قائدها ومن ثم قائد الحامية بعد هروبه الى ضواحي تلعفر وفي نهاية حزيران من نفس السنة اعلنت كافة المدن العراقية انضمامها للثورة ليلحقوا بالبريطانيين الخسائر الفادحة.
حينها فكر المحتلون بحل فجاؤا بالملك فيصل الاول ونصبوه ملكا على العراق وشكلّوا حكومة صورية برئاسة عبدالرحمن النقيب ولم تمضي مدة طويلة على تشكيل الحكومة حتى لمس الشرفاء من ضباط العراق الحاجة الى جيش وطني عراقي .
اجتمع الفريق جعفر العسكري ومعه العقيد الركن خليل زكي باشا والعقيد الركن نوري السعيد ومَن هم بأمرتهم من الضباط في 6 كانون الثاني 1921 في مقر مديرية الميرة ببغداد لتأسيس الجيش العراقي الباسل واتخذوا التدابير اللازمة من كافة النواحي لتأسيس هذا الجيش.
المجتمعون في 6 كانون الثاني هم القادة التركمان نواة الجيش العراقي وهم الذين وضعوا الحجر الاساس لهذا الجيش العظيم منذ اليوم الاول من بزوغه . لكن ومنذ سنة 1968 ولغاية هذا اليوم حُورب التركمان وهُمّشوا من جميع المواقع العسكرية المهمة وفق خطة مدروسة وموضوعة من قبل قوى تريد اعاقة تقدم العراق.
لاتظهر بطولات اي جيش الاّ في حالة الحرب ومن اوائل الحروب التى خاضها الجيش العراقي هو حرب تحرير فلسطين في 1948 وسجل التركمان ضباطا ومراتبا ملاحم بطولية لانزال نتذكرها ويتذكرها اهلنا في فلسطين لحد يومنا هذا، واستشهد منهم المئات وروت دمائهم الزكية ارض فلسطين في القدس وجنين وطولكرم وغيرها من المدن في الاراضي الفلسطينية.ومقابر شهدائنا بقرية قباطية في الجنين تشهد لنا بذلك.
لانقلل ابدا من شجاعة وشهامة جميع العراقيين الذين اشتركوا في حرب 1948 اذا اشدنا بجسارة الضباط التركمان وخاصة قائد القوات العراقية في فلسطين “اللواء الركن مصطفى راغب باشا والعقيد الركن عمر علي والعقيد الركن هادي علي رضا والعقيد مصطفى يحيى والعقيد الركن غازي الداغستاني والمقدم الركن عبد الأزل الهادي والرائد الركن سلمان حسن البياتي والرائد عبد الله عبد الرحمن والرائد شاكر صابر الضابط والنقيب عطا خير الله والنقيب صدرا لدين سيد هادي والنقيب إسماعيل حقي والنقيب شوكت نجم ألصالحي وم أول ضياء ألخالدي وم أول رضا حسن طوزلي والملازم حسن البياتي والملازم قاسم البياتي والملازم فكرت جلبي والملازم موسى ولي “وغيرهم.(*)
عمر علي :
عندما يكتب التاريخ يجب ان يعطى كل ذي حق حقه وحق هذا القائد البطل يجب ان يذكر في كل كتب التاريخ العسكري الاسلامي حيث ارعب اليهود فكانوا يموتون فزعا عند سماع اسمه. ففي حرب جنين اطلق شعار (الجندي العراقي يأكل لحم اليهودي ) لمحاربة العدو نفسيا فكانوا يتحاشونه ويخافون ويفرون امام فوجه هذا الفوج الذي هزّم لواء اسرائيلى كامل المتكون من ثلاثة افواج من ساحة المعركة وبذلك حطم الاسطورة العسكرية(عدد المهاجم يجب ان يكون ثلاث اضعاف المدافع ).
هذا التاريخ الحافل بالبطولات والشهامة نابع من اصل هؤلاء الضباط الشرفاء والذين هم نواة الجيش العراقي الشجاع والملقب بــ (ابو خليل) لتحريره مدينة الخليل المحتلة حاليا .
وما التصفيات الجسدية للضباط التركمان ابتداءا من اللواء عطا خيرالله في 1959 ومرورا بالزعيم عبدالله عبدالرحمن 1979( المشتركين في حرب1948) وانتهاءا بعقيدين شهمين العقيد جنيد محمد عبدالله والعقيد شاهين نشأت 2012 الاّ مسلسل انتقام من شعبنا الابي والخوف من تكرر ظهور قادة عسكريين مثل خليل زكي باشا وعمر على .
هذا الجيش اشترك ايضا في حرب 1967 وقدم نماذج فريدة في البطولات والتضحيات من اجل الدفاع عن مقدسات الامة الاسلامية وبقيت قطعات منه في الجبهة الاردنية الى مابعد الانقلاب في 1968حيث تعمد القادة الجدد للعراق عدم ارسال العتاد والمذخرات لهم لغرض ابعاد هذا الجيش الغير المؤسس على اسس عنصرية من العراق خوفا من انقلابه عليهم وتم اعادتهم الى ارض الوطن بعد عدة سنين عقب تأسيس جيش عقائدي.
حينها اصبح النائب الضابط الحزبي أو رئيس العرفاء يتحكم بالعقيد الادنى منه في الدرجة الحزبية . هذا العقيد الذي تلقى تعليمه في الكلية العسكرية التى كانت ترّكز وبصورة دقيقة عند القبول فيها على الناحية الاخلاقية للمتقدم اليها الى جانب اللياقة البدنية والعقلية وهنا احب ان اشير الى موقف نوري باشا السعيد في الخمسينيات عندما توسط لديه احد شيوخ العشائر لقبول ابن احد افراد عشيرته في الكلية العسكرية وبعد مرور فترة لابأس بها سأله الشيخ ما اخبار قبول ابن عشيرته في الكلية فأجابه الباشا : هذه كلية عسكرية يعني المتخرج منه بعد عشرون عاما سيكون برتبة زعيم ويحكم الالاف أو مدينة بأكملها فيجب وقبل قبوله أن نسأل عن اصله وفصله. هكذا كان القبول الى كلية الشرف .
حتى في سنة 2001 عندما تأسس جيش القدس للتحرير اصدرت القيادة العراقية امرا بموجبها منعت الضباط التركمان من الانضمام الى هذا الجيش خوفا من ظهور مصطفى راغب باشا أو عمر علي أو غازي الداغستاني جدد على الساحة النضالية وبذلك ولانها قوة اسست على اسس غير سليمة ذهبت ادراج الرياح.
استنادا الى كل ماورد اعلاه فإن الجيش المؤسَس على اسس سياسية أو عقائدية أو طائفية لايتمكن ان يخدم العراق ، حيث تختل المقاييس العسكرية والموازين ولايمكن احراز اي نصر على اي عدو خارجي محتمل .
ونحن كقومية تركمانية نؤيد النائب ارشد الصالحي و نطلب من الجهات المسؤولة رعاية التوازن والمقاييس في الجيش واعطاء الدور الحقيقي للتركمان في قيادات الجيش العراقي لكونهم من مؤسسي هذا الجيش.
جيش مؤسس من جميع اطياف الشعب وعلى اسس سليمة وطنية عراقية بحته هو الجيش الذي اتمناه وارجوه لعراقنا الحبيب.
يلماز ابراهيم
المصادر:
موسوعة تركمان العراق
موسوعة ويكيديا العربية
موقع عراقيون- الكاتب ابراهيم اوجي)(*)
موقع تسعين القديمة