اعلنت وزارة التربية عن استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد الوزارة , واتها عازمة على تكثيف الجهود لتنفيذ خططها بشفافية ونزاهة من خلال اختيار النخب المهنية المحاربة للفساد والعمل على حد الظواهر السلبيَّة منه ، وفق آلية فاعلة, وقد بدأت بعقد اجتماع موسع لكوادرها الاعلامية .
في الواقع هذا الاعلان خطوة مهمة في نهج الحد من الفساد الذي طال مرافق كثيرة في وزارة التربية , لاسيما في المدارس بدءا من الادارات المدرسية التي مزجت بين المهام العامة المكلفة بها وعملها الخاص بفتح مدارس ومعاهد للتدريس الخصوصية الاهلية , وقد انتبهت وزارة التربية الى هذه المعضلة ومنعت الجمع بينهما , ولكن الاوضاع الراهنة تشير الى خلاف ذلك , فلا تزال ادارات تهمل تطبيق قرار الوزارة , رغم خطورة ذلك على العملية التربوية ومستوى التعليم في المدارس الحكومية ..الى جانب انه هناك طرق اخرى ترتكب بها الادارات والاسرة التعليمية اخطاء وتجاوزات على القانون واتخاذ اجراءات لتحقيق منافع خاصة , من قبيل جمع مبالغ مالية من الطلبة في بعض المناسبات وتحريض للطلبة على اخذ دروس خاصة من قبل بعض المدرسين والمعلمين حتى ان بعض التلاميذ في الصفوف الاولية يضطرون الى الحصول على الدروس الخصوصية لانهم لا يجيدون القراءة والكتابة لغياب الاشراف والمتابعة الجيدين والمحاسبة على مثل هذه الظواهر الضارة .
الفساد في التعليم ينتشر في العديد من البلدان غير انه في العراق ينتشر عموديا وافقيا و يشمل التعينات والسلوكيات ونظام التجهيزات المدرسية والكتب والامتحانات والشهادات وبناء وصيانة البنى التحتية مما ادى الى تعقد المشكلات في مختلف مراحلة واجهاض لدعوات الاصلاح، وادى بالتالي الى تدمير نظام التعليم الجيد .
ولا يقتصر الامر على ما ورد اعلاه , فالبعض يتحدث عن فضائيين في التعليم يغطى عنهم او يعطون حصص قليلة , والمهم الذي نريد قوله ان الوزارة بحاجة الى احصاء للكوابح وسلوكيات الفساد وطرقه واساليبه واشكاله وبالتالي التعريف بها ورفع مستوى الوعي لدى الناس بضرورة الوقوف ضد هذه الظواهر وغيرها .