أعلن وزير التربية الدكتور محمد إقبال ، إقرار نظام ( المحاولات) والذي يسمح لطلبة السادس الإعدادي بفروعه كافة من الراسبين في السنة الأولى بأداء الامتحانات في السنة الثانية في مادة أو مادتين التي رسب فيها مع احتفاظ الطالب بدرجات النجاح التي حصل عليها في السنة السابقة ، وقال الوزير إن تجربة الوزارة لنظام تعدد المحاولات على الصف السادس الإعدادي تعد الأولى من نوعها في العراق وستثبت نجاحها وبشكل كبير ، مبيناً أنها تأتي في أطار تحديث العملية التربوية والتعليمية ومواكبة التطورات في العالم للوصول بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة ، وأوضح أن هذا النظام الذي تم إقراره يتيح للطالب الراسب في العام الدراسي 2014/2015 بدرس واحد أو درسين في السنة الأولى الامتحان بالمواد الدراسية التي رسب فيها (الامتحان بالمحاولات) في العام الدراسي 2015/2016 مع الاحتفاظ بدرجات النجاح التي حصل عليها في العام السابق ، وفي حال عدم رغبة الطالب الامتحان بالمحاولات عليه تقديم طلب إلى مدير مدرسته وفق الاستمارة المعدة لهذا الغرض ليعامل الطالب معاملة الطالب الراسب ، وعليه الانتظام بالدوام للعام الدراسي 2015/2016 وأداء الامتحانات العامة الوزارية بجميع المواد الدراسية في نهاية العام الدراسي ، مبينا أن الطالب الذي يرغب بالامتحان بالمحاولات سيكون غير ملزم بالدوام الذي يكون اختيارياً له ، وبين وزير التربية أن من فوائد تطبيق هذا النظام هو خفض التكاليف وإعطاء فرصة مقعد جديد ويقلل من كثافة الطلبة في المدارس كما إنه يقلل من نسبة الرسوب ويجعل فرصة تحسين المعدل متاحة دون إعادة السنة الكاملة .
ويحظى مثل هذه النظام بقبول وتأييد العوائل التي لديها طلبة من المتلكئين وغير القادرين على النجاح من خلال أداء الامتحانات في الدورين الأول والثاني , كما انه يفيد وزارة التربية في التغطية على العيوب المتعلقة بانخفاض نسب النجاح وارتفاع نسب المكملين والراسبين , فقد وصلت نسب النجاح في الدور الأول للسنة الدراسية الحالية إلى معدلات عالية ولكن وزارة التربية لم تعلن عن أرقامها الفعلية واكتفت بالقول أنها مقاربة للنسب في السنة السابقة ، والسبب هو إن عدد المؤجلين أو الذين دخلوا الامتحانات وتركوا دفاترهم فارغة مرتفع جدا ، لذا يظهر الارتفاع عند مقارنة عدد الناجحين إلى مجموع الذين يحق لهم أداء الامتحانات ، رغم إن الوزارة قدمت تسهيلات في التصحيح ، ويقال إنها أضافت درجات إلى الطلبة في بعض الدروس لكي يبلغوا درجة الحد الأدنى من النجاح ( 50) ، بدليل ظهور أعداد كبيرة من الطلبة في الفرع العلمي ممن حصلوا على 700 درجة وهي حالات نادرة الحدوث خلال السنوات الدراسية الماضية ، أما بخصوص تصريح الوزير بان هذا النظام يطبق للمرة الأولى في العراق ، فقد كان من واجب التربويون إعلامه بان هذا النظام طبق لبعض السنوات قبل الاحتلال حين سمح للطلبة بإعادة الامتحان بالدروس التي رسبوا فيها وتخصيص مدارس محددة لإعطاء دروس لأغراض التقوية بعد انتهاء دوام الطلبة الآخرين ، ولا يعني ذلك اتفاقنا على هذا النظام سابقا وحاليا لأنه يكرس الفشل ويضعف دافعية الانجاز لعموم الطلبة ويقلل من عدد المتميزين وينقل الضعف إلى الجامعات ليضيف لها عبئا في مجال زيادة عدد شبه الأميين الذين لا يجيدون الإملاء .
وتأتي تسهيلات وزارة التربية بخصوص إتاحة المزيد من الفرص لغرض اجتياز مرحلة الدراسة الإعدادية ، مع إنها من أهم محطات الدراسة في الحياة العلمية للفرد ، إذ اتخذت قرارا سابقا يقضي بإلغاء امتحانات نصف السنة رغم إنها صمام الأمان في معدل السعي السنوي ، وبالمجمل بات بإمكان الطالب أن يجتاز المرحلة الدراسية اعتمادا على درجات امتحانات الفصل الأول والثاني التي يضعها المعلم أو المدرس خارج الرقابة الحقيقية ، كما إن بإمكان الطالب أن يشارك في الامتحانات النهائية للدراسة الإعدادية بالطريقة نفسها (البكالوريا) ، ثم يدخل حلبة ( المحاولات ) لينهي دراسته الإعدادية بأي معدل لان المنقذ سيكون الكليات الأهلية أو غيرها من القنوات الجامعية التي تقبل الطلبة بمعدلات منخفضة ، وتدعي الجهات المعنية في التربية بان معالجة الخلل في هذا الجانب سيكون من خلال تطبيق نظام ( الكورسات ) الذي يخضع للتجريب حاليا ، وفي حالة إصرار وزارة التربية على إبقاء الحال على ما هو عليه ، فان المطلوب من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تغير من طريقة القبول المركزي المعتمد حاليا ، فاغلب الدول قد غادرت هذا النوع من القبول وأصبحت تتبع أنظمة تعتمد على إجراء اختبارات الرغبة والمقدرة عند التقديم للدراسة في الجامعات ، ويكون معدل الطالب في الإعدادية جزءا من متطلبات القبول ولا يتم التعويل عليه بشكل كلي ، ورغم إننا نقف بالكامل إلى جانب الجهود التي تصب في انسيابية انتقال الطلبة للمراحل الدراسية اللاحقة ، إلا إننا نطالب باستخدام منهج علمي مؤكد وليس التجريب والخضوع للاضطرار بشكل لا يجعلنا بحاجة إلى مراجعة وإصلاح فيما بعد .