22 نوفمبر، 2024 3:18 م
Search
Close this search box.

التدوين السيء للتاريخ وفق منهج وسلوك طائفي يراد به تفكيك الأمة ونشر روح الحقد بين أبنائها!!

التدوين السيء للتاريخ وفق منهج وسلوك طائفي يراد به تفكيك الأمة ونشر روح الحقد بين أبنائها!!

نعلم جيدا ان في التاريخ الإسلامي حدثت وقائع وأحداث غيرت مسير الأمة وأحدثت أمرا لا يمكن أن يزول بسهوله أو ينسى بسرعة ومن تلك الحوادث على سبيل المثال لا الحصر هي حادثة مصرع الإمام الحسين عليه السلام وأهله بيته الكرام على يد طغاة ذلك العصر وجبابرته ،ومن المؤكد أن كل حادثة قد دونت لدى كتب المسلمين وأخذت حيز كبير في فكر ومنهج الأمة باعتبارها حادثة كبيرة ومهمة أخذ منها شجعان الأمة العظة والعبرة، لكن هناك أحداث تعامل مها بعض الكتاب والمؤرخين وفق منهج وسلوك طائفي يراد بها تفكيك الأمة ونشر روح الحقد بين أبنائها، والحقيقة أنه يجب أن نتعامل مع أي حدث تاريخ وفق رؤيتان أو جهتان
الأولى : الجهة الشرعية أو التشريعية فمثلا عند حصول الواقعة أو الحادثة نذهب إلى أقوال علماء الامة وهل أثبتوا تلك القضية ام نفوها؟ أو ما يسمى بعلم الجرح والتعديل كما حصل بواقعة العصرة والباب والتي اشار لها سيدنا الاستاذ المحقق حيث ذكر في كلام له حول هذه القضية
((بَعْدَ ذَلِك وَقُبَيْل مَعرَكَة القَادسِيّة، الخَليفَة عُمَر(رض) يَسْتَشِير، وَعَلِيّ(عَلَيه السّلام) يَنصَح وَيُشِير، فَحافَظَ عَلَى الإسْلام وَأدَامَ النّصْرَ بِالحِفَاظ عَلَى حَيَاة الخَليفَة المَوْصوف بِالقَيِّم وَالنّظَام وَقُطْب الرَّحَى وَأصْل العَرَب
جـ ـ قَالَ(عَلَيه السّلام):{مَكَانُ الْقَيِّمِ بِالْأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ، يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ…فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ وَذَهَبَ… وَالْعَرَبُ كَثِيرُونَ بِالْإِسْلاَمِ عَزِيزُونَ بِالاِجْتِمَاعِ…فَكُنْ قُطْبًا وَاسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ وَأَصْلِهِمْ…دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ… إِنَّ الْأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً، يَقُولُوا “هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ”، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ وَطَمَعِهِمْ فِيكَ…إِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ بِالْكَثْرَةِ وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ}
[نَهْج البَلاغَة، شَرح النّهج لابن أبي الحَديد(قَد استشَارَه عُمَر فِي الشّخوص لِقِتَال الفُرْس بِنَفسِه)، الفتوح2 لابن أعثم(فتح نهاوند)، الطبري4( سنة21هـ:وقعة نهاوند)، الكامل7 لابن الاثير(وقعة نهاوند)]
د ـ هَذا قَولُ عَلِيّ(عَلَيه السّلام) وَفعلُه وَسيرَتُه، فَأينَ صَارَت العَصْرَة وَالمِسْمَار وَالضّلْع وَالمُحسن والإسْقَاط؟!))
الثانية : الجهة العقلية أي يجب أن يدرس كل مسلم أو الشخص المختص الذي يحقق بتلك الواقعة أن يأخذ الجانب العقلي لأنه ليس من المعقول دس روايات وأحداث تخالف العقل ثم يأتي بعض المطبلين الذين غايتهم التفرقة بين المسلمين ويطلبون من عوام الأمة تصديقها أو لا يسمح لأحد حتى النقاش بها باعتبارها من المسلمات في الشريعة!! على الرغم من أن تلك الحادثة ليست من أصول الدين ولا من فروعه؟؟وبالنتيجة أن هذا الأمر هو عملية تحجير العقل وعدم إعطائه المساحة الكافية من التفكير والتحرر من كابوس الصنمية والعبودية والتقليد الأعمى.

أحدث المقالات