23 ديسمبر، 2024 2:26 ص

التدهور الاقتصادي وتدمير العراق

التدهور الاقتصادي وتدمير العراق

منذ اللحظة الاولى للاحتلال الامريكي الصهيوني للعراق بدأت هنالك بوادر لتحطيم البلاد وتدمير البنى التحتية وتدهور الاقتصاد وتشجيع الناس على الفوضى والجريمة المنظمة وسياسة البطش وفرق تسد .
كما ان هنالك افكار وأهداف كبيرة حمّلت الدول العظمى المجيء الى العراق متحملة هذه الخسائر بالأرواح والمعدات والأموال .وأتت بأشخاص هيئتهم لهذا العمل واتفقت معهم على كل الامور التي تحصل والتي تستجد .
فهي لن تأتي لسواد عيون العراقيين بل اتت لمصالحها الخاصة .
وهذا غير خافي عن الانظار ويعلمه من هب ودب .
وعلى الذين سوف يقودون العملية السياسية بالمستقبل تطبيق ما يأمرون به .
ومن هذه الافكار والأهداف هي تسليم النفط والغاز الى شركات منصوص عليها مسبقا .وهي شركات عالمية داعمة لعملية الاحتلال .
كذلك المشاريع العملاقة والكهرباء والصحة والتعليم وكل ما هو مثمر .
ورفع يد الدول عن الدعم بل زيادة الضرائب بشكل ملفت للنظر .
كذلك تقسيم العراق الى ثلاثة اقسام(ثلاثة دويلات )وكانت تلك وعد امريكي بامتياز الى الكيان الصهيوني (طابو صرف )(وعد جوبايدن )بحيث لا تترك امريكا العراق ألا ان ينجز كل ما اقدمت علية الولايات المتحدة الامريكية ومحركها الاساس الحركة الصهيونية ومن اهمها والذي على رأسها .
وهوتحويل العراق الى ثلاث كيانات متناحرة (شرط اساسي ) ليست متصالحة وهي كردي وشيعي وسني والساسة العراقيين المتنفذ ين في السلطة على دراية تامة ولكن لا يظهرون ذلك للعلن وحاولوا ان يستنكروا كل عمل من هذا النوع فقط امام الاعلام والتهويل به لكي يخلوا ساحتهم من ذلك الفعل ولا يكونوا محط انظار الجماهير .
وها نحن لاحظنا عند استفتاء البصرة عندما طالب اهلها ان تكون اقليم الجنوب ومحاولة المنطقة الغربية بطلب الانعزال كان الكرد من يمانع وها هم اليوم والعكس يجري على الساحة العراقية وكأنها تبادل ادوار .
مع العلم النتيجة الحتمية هي التقسيم شئنا ام ابينا والأيام حكم فيما بيننا .
لست بهذا الصدد لانه معلوم لكل العقلاء والمثقفين ومن لهم باع في الجانب السياسي واصحاب الحكمة .
عودة على بدء .
بدأت بوادر التدمير منذ ان شرعت القوات الامريكية الى الشعب وسمحت بالنهب والسلب وتخريب مؤسسات الدولة الحيوية وتهديم البنى التحتية المهمة وحل قوى الامن والجيش والشرطة مما فسح المجال الى كل ما هوى مساعد على تدمير هذا البلد حيث لاقى هذا الفعل المشين صمت مطبق من قبل الساسة المتنفذين وكافة الشخصيات المهمة في البلاد ولن يستنكر احدا عن ذلك العمل بل كان متفق علية وحتى مثقفينا كانوا مغيبين عن الساحة السياسية لا يعلمون كيف ستستتب الامور .
منها بدأ رفع قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار وذلك لارضاء الجانب السلطوي .حيث اصبح الدولار 125 الف بدلا من 250 الف دينار عراقي بين ليلة وضحاها لسعر الورقة ذات الفئة 100 دولار .
كذلك ارتفعت اسعار النفط في العالم الى مستويات مخيفة غير مسبوقة وزيادة في التصدير العراقي وفتح الباب على مصراعيه من اجل ارضاء الحكومة والشعب وانشغاله عن ما هو اهم من ذلك .ورفع قيود الجمارك عن البضائع القادمة الى العراق بامر من سيد العراق انذاك السيد بوش الابن حفظه الله ورعاه .
لاستيراد كل ما هو ممنوع وجديد على العراقيين من اجهزة وألبسة وسيارات فاخرة وذلك لاستنزاف الاموال وتحويلها الى الشركات التي ساهمت بالحرب وفاءا لها .
مما قابله ارتفاع فاحش في اسعار المواد الغذائية والوقود وكافة المستلزمات الحياتية بالعكس من قانون العرض والطلب
وبالعكس من قيمة الدولار بالارتفاع والانخفاض حيث ارتفع سعر قنينة الغاز على سبيل المثال من (250)دينار الى(6000)الف دينار اي اربع وعشرون مرة ضعف وهكذا البنزين والبيض والرز والزيت والحليب وهكذا على سائر المواد ثم انعكس على قيم الصحة والبطاقة التموينية والكهرباء والتعليم والضرائب وكل امور الحياة دون استثناء .
وعندما تسائل ما هذا الذي يطرأ في البلد ؟! تجاب لان هنالك ارتفاع في نسبة الرواتب .
امنة بالله… و العاطلين عن العمل ما ذنبهم ؟ وهم الاغلبية العظمى في البلاد كيف يكون التعامل معهم .؟..كيف تكون معيشتهم وكيف تكون قدرتهم الشرائية بين هذا المستورد الجديد الذي اغرقت البلاد به .
الى جهنم وبئس المصير ..!الا نتوقع ردات الفعل من هؤلاء المحرومين .
وهذا هو الذي حصل بعينه .
كذلك الموظفين لماذا يمنحون رواتب لابأس بها في اليد اليمنى وتسلبهم اياها باليد اليسرى ما هو السر في ذلك الفعل ؟..يجيبك حتى يشعروا انهم افضل رواتب وافضل حال مما كانوا علية .
ولكن دون ان ينتفع منها بتطوير حياته نحو الافضل في السكن والراحة والأثاث حيث اصبح العقار بمئات الملايين .
هذا العمل وغيره خلق الفوضى لدى التاجر اولا ثم سرت على موظفي الدولة بتقبل الرشوة والمحسوبية ثم الى كافة ابناء المجتمع وأصبح قانون لا يمكن محاسبة المتلاعبين فيه.
كثر الاعتداء على املاك الدولة والمواطن على حد السواء والسلطة عاجزة ان تحرك ساكنا لماذا ؟
لأنها من سمح من البداية وهي بحاجة الى كل هؤلاء المتجاوزين في انتخاب قادم ولذلك يبقى الامر على ما هو علية .
هذا الذي خلق الفوضى والسلب والنهب والعصابات والتحايل والخطف والعمل بالممنوع وأتباع بعض الموبقات المخلة بالشرف .
ومن ثم من يأتيك من السلطة يسأل عن الاسباب وكيف التخلص منها .
كذلك ولا تزال الامور اكثر تعقيدا وكثرة البطالة ألان تنبأ بدمار شامل للدولة اذا لم يوضع له حد وبصورة سريعة ومستعجلة .كذلك تخفيض الضرائب والانتهاكات في الشارع من قبل القوى الامنية ضد المواطن بحيث اصبحت تفوق عشرات المرات من ذي قبل في الزمن المباد .
والى هنا اعتذر عن الاطالة تحية للقارئ الكريم