المتابع لمحاضرات المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني ، وخصوصا ما يطرحه هذه الايام خلال محاضرات مرئية وصوتية وعبر سلسلة تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي ، يرى بوضوح سمة الاعتدال والموضوعية في تناول المشكلات والاختلافات التي طرأت على التاريخ الاسلامي والتي تسببت في كثير من الوقائع والفتن والتحارب بين المسلمين انفسهم ، وكما يمكن ان يرى المتتبع بوضوح الخط المنهجي العملي الجريء الذي انتهجه سماحته في طرح المواضيع المختلفة والتي كانت ولازالت موضع حذر من اغلب المتصدين لبحوث التاريخ الاسلامي وبالخصوص من يتناول جانب مذهبي دون اخر ، اما المرجع الصرخي الذي اطلق عليه المتتبعون لبحوثه والكتاب والنقاد لقب ” سيد المحققين” فقد تناول في محاضرته الاولى ضمن بحثه الموسوم ” السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد” التي القاها عبر قناة مركزه الاعلامي على اليوتيوب مسألة جدا حساسة ومهمة وهو التدليس الذي وقع في كتب الفريقين السنة والشيعة وتسبب في ” وقوع الفتن والاحداث الدموية بين المسلمين على طول التاريخ الاسلامي” ، حيث لفت انظار وافكار الجميع الى ان هناك روايات عند كلا الفريقين ، روايات تدل على انحراف السنة وروايات تدل على انحراف الشيعة ، ولكن هذا لايعني تكفير السنة او تكفير الشيعة بسبب وجود تلك الروايات ، بل ان ذلك جاء من اجل ” تنوير العقول وترويض النفوس على الانطباع بالمنهج القرآني في المجادلة بالحسنى والأخلاق الحميدة واحترام الإنسان بما هو إنسان قد أكرمه الله تعالى بالعقل والدين والأخلاق وجعله خليفة في الأرض ” .
ولكن هذا الامر لم يعجب الكثير من الطائفيين والانتهازيين المستأكلين بأسم الدين ، فدلسوا في كلام سماحته واقتطعوا كلامه وقالوا انه “يذم ويكفّر الشيعة ومذهبهم ورموزهم وأئمتهم ” كما اقتطعوا كلاما آخرا له وقالوا ” أنّه يذم ويكفر الصحابة والسنة ومذهبهم ورموزهم” ، لكنه في حقيقة الامر قد نقل روايات الفريقين ، حيث اكد سماحته على انه ” لا يصح ولا يجوز أن نفتري ونكذب ونقوّل الشخص ما لم يقله ، فنصبّ عليه كل غضبنا ونتهمه بشتى الاتهامات لمجرد أنه نقل آية قرآنية أو حديث أو رواية أو أثر أو حادثة معينة، فهل يُعقل أن نتهم ناقل حديث نبوي فيه ذم ما، ونقول أنّه يذم الشيعة أو يذم السنة أو رموزهم مع العلم أن الشخص مجرد ناقل لحديث نبوي أو قول لامام او صحابي يذم فيه الشيعة أو السنة أو بعض رموزهم ؟!”.
ان ما وقع على السيد الصرخي من كذب وافتراء وتدليس هو نتيجة طرحه العلمي الجريء وخصوصا في تلك المحاضرات العلمية التاريخية ، يعكس بوضوح حجم الطفرة النوعية في التحقيق التاريخي الاسلامي وبمنهج علمي اخلاقي من قبل مرجع ديني ومحقق بارع استطاع ان يضع النقاط على الحروف ويصدح بقول الحق الذي تغافله الكثير من الباحثين السابقين واستنكره عليه الطائفيون والانتهازيون والمستأكلون من كلا الفريقين مؤكدا سماحته على ما جرى من قبل هؤلاء هو بسبب ان ” الكلام كان عن الانتهازيين الطائفيين السنة والشيعة وعن التدليس عند المستأكلين الشيعة والتدليس عن المستأكلين السنة ” وبالطبع هذا الامر لم يعجب لا هؤلاء ولا هؤلاء ، فقاموا بتقطيع وتركيب مقاطع صوتية كي يوهموا الاخرين بمرادهم الخبيث .
وقد اوضح السيد الصرخي منهج الوسطية والاعتدال والحقيقة بخصوص ذلك انه ” بعد أن ذكرنا وأثبتنا وجود المدلسين السنة الكذابين الانتهازيين المنتفعين الطائفيين وما وضعوه من آلاف الأحاديث المكذوبة، فهل يعني هذا أن أهل السنة كلهم كذّابون مدلسون؟! …. فلا يصح اتّهام السنة والحكم عليهم بذلك كذلك لا يصح اتّهام شيعة أهل البيت عليهم السلام بذلك ، بالرغم من وجود المدلسين الشيعة الكذابيين الانتهازيين المنتفعين الطائفيين المستأكلين وما وضعوه من آلاف الأحاديث المكذوبة “. ومهما كتبنا او قلنا فانه بالتاكيد لايغني القاريء الكريم عن الاطلاع على تلك البحوث العالية والتي بسطها سماحته لتصل الى اذهان الجميع وخصوصا ما ذكره سماحته في محاضرته الاولى بهذا الخصوص والموجوده على الرابط المرفق ، كي تكون الصورة متكاملة عند القاريء الكريم . https://www.youtube.com/watch?v=QXKlyKLWXFY