يقدم إليوت جملة من التصورات التي يطابق بها قضية الزمن عبر تجريد خصوصيات الزمن الثلاث ويميل الى جعل الأشياء التي تتحرك الى العزلة والباطنية ليكون الشعر مسمىً للزمان وبديلاً له ، لم يتقاطع إليوت رغم هذه الرؤية مع ما يشكل الزمن من طاقة استثنائية سواء تلك الطاقة الايجابية الخلاقة او تلك التي الطاقة المحددة بعوامل الخيبة والانكسار فالزمن يحيا بالسحر ويتقاطع ويشكل تماسكا في ظواهر الأشياء التي تعيد تشكيل زمنها
وفق مايترك من تأثيرات فيها وليس ذلك فحسب وإنما دورة الانحلال هي دورة الرجوع ودورة الرجوع تعني اللحظة التي تنبعث من خيط مرئي عبر نزق ملاك اكتسب صفات الأبدية المطلقة ليتم الانبعاث بالشكل الغيبي حيث لاعودة الى نقطة الانطلاق ، بتقديرنا أن إليوت يرى أن هناك ظلام غير مقروء وعرض متوال لأي فكرة إنطلاق وهذا المفهوم ساعده الى أن يذهب بعيدا في فكرة التقصي الذي يرى أن لانهاية لها في أي شئ فهناك إذابة اللحظات الكبرى واللحظات الصغرى وهناك خليط من زمن بعيد وزمن قريب كلاهما لايحملان مدلولها وكذلك اشتباك بين اللامتوافقات لتكون تلك الافعال بدون غاية وبدون قصد فالتدقيق بالزمن يعني لدى إليوت بانه غير مكترث به
والتركيز على المعتقد و (لحظة الإفتداء ) فيه يعني معاينة تأثير القوى النفسية عبر رمزها واشاراتها التي تطرق بها أبواب المخيلة :
التحرر الباطني من الرغبة العملية
العتاق من الفعل والألم
الإضطرار الداخلي والخارجي
ضوء أبيض ساكن ومتحرك
ارتقاء من دون حذف لااستطيع ان أقول
كم إستدمنا
لأن ذلك
يضعها
في حيز الزمان
إن تكثيف المدلولات الشعورية مقابل إختصار المشاهد العينية رغم هول هذه المشاهد ( الحرب العالمية الثانية ) جعل من غير الممكن أن تكون هناك لحظة زمانية متأنية يستطاع بها أن يوضع لكل شئ خصائصه وليس من شك إن مخادعة المشهد أي الظفر بغير الواقع للوصول الى ذروة الفعل العكسي يؤمن ذروة الإنفعال الفريد والذي يخلق الطقس المطلوب لتدارك المشاهد المكررة التي تحفل بها ويلات الحرب ،
فالأشياء لدى إليوت لاتصبح تراثا إلا بعد أن تكشف عن لحظاتها التي ستؤثر في فعالية الماضي وقد أتت صوره المختصرة والعنيفة بما يشير لطبيعة فهمه لمفهوم المفارقة والإختيار والأسرار إذ لم يمد يدا للعلاقات الطبيعية مابين الأشياء وأن ذكر البعض منها لكنه يشبر الى العلاقات المجهولة والتي تحتاج وكما ذكرنا الى المزيد من التقصي للوصول الى المزيد من التقصي دونما أي ذكر للوصول الى الإكتشاف لأن الإكتشاف تحجيم ونهاية :
كيما تمتلك مالست تمتلك
عليك أن تذهب في طريق التجرد
كيما تصل الى مالست إياه
عليك أن تذهب عن الطريق الذي لست فيها أنت
ومالست تعرف
هو الشئ الوحيد الذي تعرف
وما تمتلك
هو مالست تمتلك
وحيث أنت
هو لست أنت
من المفيد ملاحظته أن هناك شكلا عاما ينحو الى الخاصية التي تتطابق في رسم الصور الشعرية يتم بكشف المألوف أي تسليط الضوء على كميات مكونات اللغة المستخدمة التي تتهيأ بموجبها العبارات بعد أن تتم إقامة علاقات متباينة بين مشهد وأخر ولاشك بأن هناك أنقاض ما في مجاهل الغيب يراد منها وضع الزمان أمام دوائر إستفهامية ليكون موقف إليوت من الجمال موقفا يخضع الى التساءول وهذا يعني أن مثير العاطفة واقع تحت تأثير الصور الحسية السردية التي تبهر المتلقي بالتدرج وبشكل يوحي ان لاخاتمة فيه سوى تكرار الصعود والهبوط في مجاهل مايترك لإعادة إستقرائه من جديد ، ولعل هذه الجدية في إدامة تصوير الأبعاد وتنظيم هندستها وإحلال الممكنات بدلا من تنصيب الفعل الأحادي ربما يؤشر الإرتباط الوثيق مع اللحظة الزمكانية التي تظهر كمستكشف هنا وهناك ،
ثمة المزيد الاخير
الواهنة, الإمتعاض لوهن القوى
الولاء للا احد
في قارب منجرف يدلف الماء فيه ببطء
الإصغاء الصامت للغطِ الأكيد
لجرس الإعلان الأخير
إن عدوى النقل العاطفي المحدد للأفكار يشغل بنيان الأشياء المحسوسة خاصة تلك التي لها بناءاتها في الفكر الفلسفي وأغلبها مايشيع به الكون
بدءا من الطبيعة وملحقاتها والتي يبث الزمن فيها رسائله السرية حيث تقدم لنا زمانا لانعيشه بل نتخيله بدليل أن إليوت وجده في أي عرض مبهم أو أي إطار مفتوح ،،،