توصف الرياضة بأنها حق من حقوق الانسان، وهي اضافة الى ذلك نشاطا اجتماعيا لعله من اكبر واهم ما اوجدته البشرية من انفعاليات ونشاطات واكثرها جذبا للانتباه كما وتعرف السياسة بأنها العلاقة بين الحكام والمحكومين وكل مايتعلق بشؤون الدولة الداخلية والخارجية فهي فن ادارة الدولة ..
عند الرجوع لكتب التأريخ نجد انه في بداية القرن العشرين كان التدخل السياسي في الجانب الرياضي واضحا، حيث تعطلت بطولة كأس العالم ودورة الالعاب الاولمبية لسنوات عديدة بسبب الحربين العالميتين، وقد استغلت العديد من الدول الاحداث الرياضية للدعاية لانظمتها، اذ استغل الرئيس الايطالي موسوليني استضافة كأس العالم سنة ١٩٣٤م في ايطاليا للدعاية لنظامه الفاشي، وكذلك فعل هتلر مع اولمبياد برلين سنة ١٩٣٨م .
ورغم الأحداث الدولية التي سبق ذكرها والتي استغلت الرياضة لتحقيق اهداف سياسية ألا أننا لاننسى دور الجانب الرياضي الايجابي في العلاقات الدولية، اذ مكن هذا الجانب عودة الكثير من العلاقات الدولية الى مجراها الطبيعي، منها عودة العلاقات بين امريكا والصين عبر كرة الطاولة كما واعادت الدفئ الى العلاقات الامريكية الايرانية عبر لقاءات المصارعة وكرة القدم والفنون القتالية الاخرى ..
أما في الوطن العربي عامة وفي العراق بشكل خاص اذ تعاني الكثير من المنتخبات والاندية من مشكلة التدخل السياسي في النشاطات الرياضية، فطالما تأجلت دورات والغيت اخرى بسبب المعاناة من الخلافات السياسية داخليا وخارجيا، كما وان التأخير في انتخاب او اختيار رؤساء الاندية وعدم تشكيل الاتحادات واللجان المسؤولة عن تنظيم الدورات سيذهب بالعديد من الانشطة الرياضية نحو الهاوية وبالتالي ضياع العديد من المواهب والخبرات الرياضية التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها لخدمة الرياضة، ويرجع سبب كل هذا الى تدخل القرارات والرغبات السياسية في العمل الرياضي ..
ومن خلال ماتقدم نرى انه لطالما اعتمدت الرياضة على الدعم الحكومي وبشكل كبير فأنه يستحيل فصل السياسة وتدخلاتها في الجانب الرياضي، لذلك يجب ان تكون هناك (استقلالية مادية) للرياضة والاندية وبهذا يمكن ابعاد او تجنب الاستغلال الذي قد تتعرض له الاندية والمنتخبات نتيجة حاجتها الى الدعم وبالتالي استغلال هذا الدعم لتحقيق اهداف واغراض سياسية، وان اختيار وانتخاب رؤساء الاندية ذوي الخبرة بعيدا عن التأثيرات والتدخلات السياسية وايضا التعجيل بتشكيل الاتحادات واللجان الرياضية دون تدخل الاطراف السياسية ورغباتهم قد يمكن نوعا ما ابعاد السياسة عن الرياضة وفعالياتها .