23 ديسمبر، 2024 6:48 م

التدخل الروسي في سوريا .. ذُكر بروايات آخر الزمان

التدخل الروسي في سوريا .. ذُكر بروايات آخر الزمان

الجزء الثاني
جاء في عدة روايات مسندة، عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: ألزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا، حتى ترى علامات أذكرها لك أن أدركتها و ما أراك تدرك ذلك، و لكن حدث به من بعدي عني و ذكر جملة منها – إلى أن قال – و نزول الترك الجزيرة، و نزول الروم الرملة – و في رواية – و تنزل الروم فلسطين – و في رواية – و ستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، و ستقبل إخوان مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة – و في رواية – و مارقة تمرق من ناحية الترك حتى تنزل الجزيرة، و ستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة.

  في رواية أخرى: إذا خالف الترك الروم أو و يتخالف الترك و الروم، – و في رواية – فإذا استأثرت عليكم الروم و الترك و جهزت الجيوش( الحديث) – و في رواية – عن أمير المؤمنين عليه السلام: و ظهرت رايات الترك متفرقات في الاقطار و الجنبات و كانوا بين هن وهنات.

الترك: صيغة جمع، يراد منها مجموعة دول الأتراك، التي تنتمي لعائلة اللغات التركية، وتنتشر هذه الدول في شمال ووسط وغرب آسيا، فمصطلح الترك يطلق على هذه الشعوب.

ما الذي حدا، بأكثر الشرّاح من المتأخرين في تفسير( الترك) بأتراك تركيا؟ أغلب الظن عندي، إن منشأ الترجيح عندهم هو لفظ( الجزيرة) المصاحب للفظ( الترك) ـ نزول الترك الجزيرة ـ الوارد في الروايات، والمقصود (بالجزيرة) عند المفسرين، والمختصين في شرح علامات الظهور، بل المتسالم عندهم، إنها: الممتدة شمال شرق سوريا، وشمال غرب العراق، وجنوب تركيا، فمن المنطق السياسي، والعسكري، ان يكون المقصود بالترك، هي:( تركيا)، وهو تفسير سليم جداً، في تحليل أحداث الظهور، وبذلك يكونوا قد أستبعدوا روسيا عن معنى( الترك)، ولم يشيروا أليها لا من قريب ولا من بعيد في الأحداث، وخاصة أحداث الشام، بينما العلماء السابقين فهموا من الترك، هم الروس!.

ذكر الشيخ الصغير ـ حفظه الله ـ في كتابه(علامات الظهور)، قال:( اما إخوان الترك، فأغلب الظن أن المراد بهم هم أتراك تركيا تمييزاً لهم عن أتراك آسيا الوسطى، لأن أتراك تركيا لم يكونوا معروفين في زمن الخبر… ولا حدود مباشرة للأتراك مع الجزيرة السورية العراقية،)، لنرى صحة ما يقول الشيخ، لكن قوله:( لم يكونوا معروفين في زمن الخبر)، هذا غريب منه، وما علاقة النص الغيبي المستقبلي الوارد عن المعصوم، في كون الشيء موجود زمن الخبر، أم غير موجود!.

هناك من قسّم الترك إلى قسمين: ترك الخزر الصقالبة السلاف( بني قنطورة)، ترك السلاجقة المسلمين في تركيا.
معنى الخزر: ضيق العين وصغرها، الذي أقبلت حدقتاه إلى أنفه.
في الحديث: ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك قوما حمر الوجوه، صغار الأعين…)،وفي بعض:( الترك قوم وجوهم حمر عريضة، عيونهم صغيرة متقاربة…”كأن وجوههم المجان المطرقة”، ينتعلون الشعر، ويلبسون ملابس ثخينة)، وجاء في إلزام الناصب ج٢، عن الشيخ محي الدين في العلائم:(لابد مما ينزل الروم حلبا .. مدججين بالسلاح وأبواق .. والترك تحشر من نصيبين من حلب ـ إلى أن ذكر الروس والأفرنج ـ).

تناقلت وسائل الإعلام منذ يومين، عن وصول أسطول المشاة البحرية الروسية إلى محافظة طرطوس، وقبل شهر نشرت مواقع التواصل الإجتماعي السورية، والبريطانية( فيسبوك)، صوراً وفيديوهات لجنود روس، تقاتل الأرهابيين مع القوات النظامية السورية، هذا الصراع الروسي العسكري ضد الإرهابيين، تدعمه بعض الأخبار مثل:(يتفق الترك”الخزر” والروم على قتال الرايات السود، الذين أحتلوا العراق وسوريا)، وفي خبر آخر:(لا تزال الرايات السود ظاهرة على ناوأهم حتى تدخل الترك من باب أرمينية).
تقع أرمينية شرق تركيا، شمال أيران، غرب آذربيجان، جنوب جورجيا فروسيا، والخبر لا يقصد أتراك تركيا، حيث ان طريق أرمينيا، ليس على تركيا ولا على العراق وسوريا، بالأضافة إلى الرايات السود( داعش)، موجودة بالجزيرة العراقية السورية، منذ بضعة سنوات، وتركيا تقدم لها الدعم، وأكثر من ذلك أن روسيا، صرحت ان عزمها لدخول سوريا، هي محاربة الأرهاب!(أذا خرج الترك على أصحاب الرايات السود فقاتلوهم…)، والظاهر ان لفظ( قاتلوهم) بصيغة الماضي وليس الأمر، حيث ان رواية اخرى تفسّر الخبر المتقدم:(حتى تأتيكم الرايات السود، ثم يخرج عليكم الترك فيقاتلونهم فيقتلونهم… ).

تبيّن أن المقصود من( الترك)، هم الروس وليس ماذهب إليه المتأخرين من الشرّاح، ويكفي الواقع الخارجي دليلاً راجحاً، وهذا ما جعل من الشيخ الكوراني، أن يتراجع عن رأيه الأول، ويقول: إن الترك المقصود بهم روسيا، ذكر ذلك على قناة الولاية الفضائية، في برنامجه المباشر!.
لكن يبقى لدينا لغز محير، فأذا كان الترك هم الروس، فكيف يدخلون الجزيرة السورية العراقية؟ هذا ما سنعرفه في الجزء الثالث.