17 نوفمبر، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

التدخل التركي في الموصل هل هو بداية لدخول اللاعب الرئيسي الى اللعبة بدلا من اللاعب الثانوي داعش ؟ 

التدخل التركي في الموصل هل هو بداية لدخول اللاعب الرئيسي الى اللعبة بدلا من اللاعب الثانوي داعش ؟ 

كانت ولاية الموصل جزءاً من الدولة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما احتلت من قبل بريطانيا. وبعد حرب الاستقلال التركية، إعتبرت تركيا الجديدة الموصل واحدة من القضايا الحاسمة المحددة في الميثاق الوطني. عيّن مجلس عصبة الأمم لجنة تحقيق والتي أوصت بأن تعود ملكية الموصل الى العراق، فأُجبرت تركيا على قبول القرار على مضض من خلال التوقيع على معاهدة الحدود مع الحكومة العراقية في عام 1926. قام العراق بمنح إتاوة 10 في المئة من الودائع النفطية في الموصل إلى تركيا لمدة 25 عاماً.
بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب، وقع العثمانيون معاهدة مودروس مع الحلفاء يوم 18 تشرين الأول 1918م.و نص القرار السادس عشر من المعاهدة استسلام الجيش العثماني في دول المشرق واليمن والحجاز . لكن المعاهدة لم تحدد الحدود الجنوبية للدولة العثمانية و حكومة الأستانة طالبت بالموصل كجزء من أراضيها.(عن الموسوعة الحرة ويكيبيديا )
هذه المقدمة تعطي صورة أولية عن احد اهم اسباب  التدخل التركي في قضية الموصل في وقتنا الحاضر ، فهي لاتزال في الذهنية التركية الطامعة . وبمتابعة تصاعد الأزمة بين العراق وتركيا يتبين لنا انها تتركز فيما يلي من فعاليات وسلوكيات :- قطعات تركية  تتمركز في بعشيقة وبالتحديد في معسكر ( زليكان) منذ اكثر من سنتين.وحديث عن وجود 19 موقع عسكري تركي في الاراضي العراقية منذ 1995.- التواجد التركي اضطر العراق لللجوء إلى مجلس الأمن من اجل استحصال قرار بإخراج القوات التركية
 ، وانتهت الأزمة آنذاك بالتدخل المباشر للرئيس الأمريكي الذي أقنع نظيره التركي بالانسحاب نهاية ديسمبر، ولكن ذلك لم يحدث.
 – وتجددت الأزمة بعد تصويت البرلمان التركي بالموافقة على تمديد مهمات القوات العسكرية التركية في سوريا والعراق لمدة عام. تبعه تبادل استدعاء سفيري البلدين، وتصريحات شديدة اللهجة من الجانبين، انتهت بتقديم شكوى رسمية ضد أنقرة إلى مجلس الأمن لم يتم حسمها حتى الآن.
– تركيا قامت بتقديم التدريب لمقاتلين بقيادة محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي تعرف باسم “الحشد الوطني” جميعهم من أبناء نينوى ، وهؤلاء سيكون دورهم ومهامهم القتالية في داخل الموصل وليس قبل الدخول اليها ، ما يوفر فرصة تصادمهم مع القوات العراقية او البشمركة او الحشد الشعبي  في اي مكان على ارض نينوى اثناء عمليات التحرير او بعدها.
– تاكيد تركي لأكثر من مرة وعلى لسان رئيسها اردوغان على انها سوف تشارك في معركة الموصل وستجلس على مائدة اية مفاوضات تتعلق بالمدينة وهو يعزز الدلائل حول الاطماع التركية بوضوح .
– اردوغان يصرح يوم امس ان ضرورة مشاركة تركيا في معركة الموصل يعود الى ان حدودها مع العراق تمتد الى حوالي 350 كيلومترا ، وهو عذر غير مبرر لأن ايران مثلا تمتد حدودها مع العراق الى اكثر من 1200 كيلومترا.
– اعطاء العراق لحزب العمال التركي PKK  المعارض للحكومة التركية سوف يزيد الطين بلة كما يقال لأنه سيوفر فرصة تصادم عسكري على الاراضي العراقي. 
– في الاسبوع الماضي اندلعت حرب كلامية بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي واوردغان الذي قال في آخر تصريحاته خلال اجتماع في اسطنبول الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول، موجهاً جزءاً من كلامه الى العبادي، “انه يهينني شخصياً. انت لست نظيري، ولست على مستواي”. واضاف “من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي !، اعرف حجمك اولاً!”. ورد العبادي على اردوغان بالقول: ” بالتأكيد لسنا نداً لك. سنحرر ارضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب”.
-اردوغان وبكل صلافة يقول ان سبب التدخل التركي هو حماية العرب والتركمان السنة في الموصل ، ولا نعلم ممن يحميهم ؟ من أبناء جلدتهم العراقيين القادمين لتحريرها من الدواعش المدعومين من قبل تركيا؟
– الإصرار التركي مستمر واغاضها بدء المعركة يوم امس دون مشاركتها ، فبعثت بوفد برئاسة نائب وزير الخارجية التركي الى بغداد ، اعتقد انه لم يأتي للاستجداء  من أجل المشاركة لأن الأتراك لازالوا يتصورون انهم يعيشون عصر الغطرسة العثماني ، بل جاءوا لفرض إرادتهم  بالمشاركة في المعركة او سيحدث ما يحدث في الموصل ، حسب قولهم ، وهو ما صرح به اردوغان محذرا من حرب أهلية اذا شارك الحشد ولم يشارك الأتراك .بعد هذا اللقاء  صرح سعد الحديثي الناطق الرسمي باسم الحكومة  بالامس  : للاسف انقرة تصر على المشاركة بعمليات تحرير نينوى والعراق يرفض.
– آخر تصريحات العبادي يوم امس يهدد فيها بضرب اي قوات تركية تدخل العراق للمشاركة بمعركة الموصل.
– احد ابرز قادة الحشد في العراق صرح بأن مشاركة الأتراك في المعركة ودخولهم الموصل سوف يؤدي الى حرب أهلية لا يحمد عقباها.
جميع هذه المعطيات توفر فرصة للتشويش على الانتصارات في الموصل وقد تؤدي الى صدامات عراقية تركية تفتح جبهة جديدة اوسع من جبهة داعش ، لا نعلم كم من الزمن سوف تدوم  . فسكوت الأمريكان على التواجد التركي في الموصل وعدم رغبتهم في تقديم العراق طلبا لمجلس الأمن بإصدار قرار اخراجهم من المدينة ، وتنسيقهم مع الأتراك في اطلاق يد داعش منذ تسهيل دخولها للموصل في حزيران 2014 وتصريحات القادة الأمريكان حول وضع المنطقة بعد تحرير المدن العراقية من داعش ومنها تصريح السفير الامريكي السابق ( الان كروكير) الذي قال بنبرة تشاؤمية  : ((لاتوجد نهايات في الشرق الأوسط . الدولة الإسلامية سوف تهزم في الفلوجة وفي نهاية المطاف الموصل . إلا أن العواقب من المحتمل أن تكون أسوأ )). يمكن الرجوع الى مقالتنا المنشورة في موقع كتابات يوم 23 حزيران 2016  جميعها تنبؤ بأن هنالك بدايات جديدة بعد نهاية داعش. 
فهل يمكن التنبؤ بأن ما تقوم به تركيا يمثل دخول اللاعب الرئيسي في اللعبة الكبرى بدلا من اللاعب الثانوي ( الكومبارس) داعش ؟ للقيام بدور اوسع ومعارك اخطر .. هذا ما ستكشفه الايام القادمة .

أحدث المقالات