29 سبتمبر، 2024 5:20 ص
Search
Close this search box.

التدخل الإيراني – التركي في العراق

التدخل الإيراني – التركي في العراق

يشكل التدخل الإيراني –التركي العقبة الرئيسية لإصلاح العملية السياسية  في العراق، وإنهاء مظاهر العنف والتفجيرات والاغتيالات والصراع على السلطة ،إضافة إلى هيمنة إدارة الاحتلال الأمريكي بالملف الأمني وتفجيره من خلال شركاتها الأمنية الإجرامية،ويمثل التدخل الإيراني الأكثر خطورة على مستقبل العراق والمنطقة العربية(البحرين-سورية –لبنان-اليمن –العراق)، وقد فضحت تصريحات المسئولين الإيرانيين هذا التدخل وبشكل علني ، حيث أعلن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني ( بعظمة لسانه ) بأن ( العراق ولبنان يخضع لإرادة إيران ) ، ثم أعقبه السفير الإيراني ببغداد حسن دانائي بـ ( رفض إيران إقامة الأقاليم في العراق ) وقبلها تصريحات كثيرة على لسان خامنئي ورئيس البرلمان لاريجاني وغيرهم ، ولم يعد خافيا على احد هذا التدخل الذي يتباهى به حكام طهران بل ويعتبرون العراق محافظة فارسية في وقت صمتت حكومة المالكي عن هذه التصريحات الوقحة ولم تنبس ببنت شفة خوفا وخضوعا لاهي ولا أعضاء دولة القانون . أما التدخلات الإيرانية الأمنية داخل العراق فمعروفة للجميع ومنذ أول أيام الاحتلال الأمريكي للعراق حيث دخلت معه المجاميع الخاصة وفرق الموت والميليشيات الطائفية التي تدعمها وتسلحها إيران إضافة إلى فيلق القدس الإيراني، والتي مازالت هذه المجاميع تعمل بشكل شبه علني وبعلم وتواطؤ الحكومة ( عصائب الحق ، حزب الله العراقي وغيرها ) ،والتي قال عنهما مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بأنها ( ملطخة أيديها بدماء العراقيين وهم قتلة ومجرمون ) ، وتدخل إيران لم يكن عسكريا امنيا استخباريا فحسب، وإنما كان أيضا اقتصاديا تدميريا ( المخدرات ، الأدوية الفاسدة ، الأغذية الفاسدة ، قطع الأنهر ، إدخال مياه البزل الى الأراضي العراقية ) إضافة الى تواجد مئات الجمعيات الإنسانية والخيرية والطبية والشركات الوهمية ،والتي هي بالأساس مقرات لاطلاعات إيران، وفي كافة المحافظات عدا القنصليات ، ناهيك عن سيطرتها وسطوتها ونفوذها الواسع على الحكومة وأحزابها وقراراتها . إذن التدخل الإيراني له أجندته السياسية والقومية والطائفية وأطماعه التوسعية الفارسية لإعادة امبراطريته البائدة ،من خلال الهيمنة على القرار السياسي وتأجيج الصراعات الطائفية ونشر الفوضى الأمنية ( تفجيرات واغتيالات ) ، وإرباك العملية السياسية  وتفجيرها من الداخل، كما يحصل الآن من حكومة ناقصة بلا وزارات أمنية وكتل متصارعة وانفلات امني غير مسبوق وتفرد طائفي في الحكم وغياب التوازن الحكومي ، هذا ما تريده إيران في العراق لملء الفراغ الذي تعمل عليه منذ سنوات وعلى لسان حكامها … أما التدخل التركي وان كان بدرجة اقل وبأطماع محدودة معروفة لدى الشارع العراقي فهي اقل خطورة ولكن تصريحات اردوغان الأخيرة وتهديداته لحكومة المالكي، قد دقت ناقوس خطر حقيقي للعملية السياسية والحكومة، هدفها إعادة التوازن الطائفي في الحكم حيث قال ( بأن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما حدثت حرب طائفية أهلية من قبل الحكومة العراقية )، وكانت مناوشات سبقت هذا التصريح ومكالمة هاتفية بينه وبين المالكي فجرت العلاقة وأججت الشارع العراقي ،بين مؤيد ومعارض وفتح شهية اردوغان مثل هكذا تصريح تهديدي ، وتركيا عندما تقول تفعل استنادا الى وقائع التاريخ كما إنها تريد أن تلعب دورا محوريا ليس في العراق فحسب بل في المنطقة العربية ، وكثير من توجهات اردوغان تؤكد هذا الأمر، ويذكر أن لتركيا قنصليات وشركات وحركات سياسية تركمانية عراقية تدعمها ولها جمعيات خيرية إنسانية  تعمل بدور مخابراتي قوي في العراق وخاصة محافظاتها الشمالية ،كما وإنها تعلن وبشكل علني دعمها للتركمان في العراق ودعمها لأحزاب وحركات وكتل وشخصيات في العملية السياسية، وتحتضن مؤتمرات لها في أنقرة واسطنبول ، فالتدخل التركي له أجندته المعروفة هي حنينه الى عثمنة العراق ليس ببعيد عن أحلامه وهذا هو سر تدخل تركيا في العراق … إذن إيران تريد تفريس العراق …. وتركيا تريد تتريكه وعثمنته … هذه هي أوجه وأهداف التدخل الإيراني / التركي في العراق ……
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات