18 ديسمبر، 2024 6:15 م

التدخلات الخارجية حقيقة ام وهم ؟

التدخلات الخارجية حقيقة ام وهم ؟

كثيرا مانسمع ان هناك تدخلات اقليمية في الشأن العراقي او ان الجهة الفلانية او الشخص الفلاني يعمل بأجندة خارجية وهذاالمصطلح (الجهات الخارجية) غالبا  مايعني ثلاثة دول وهي (ايران, امريكا , تركيا) وهذا لايعني ان ليس لبقية الدول تدخلات في الشأن العراقي لكن الاعم الاغلب يجمع على اتهام هذه الدول الثلاث بالتدخل فهل هذه حقيقة ام انها مجرد تكهنات؟ وهل هناك اسبابا ومقدمات تتيح لهذه الدول التدخل بالشأن العراقي ؟ وحسب فهمي ان هذه التدخلات هي مما لايمكن انكارها او اغماض العين عنها وذلك بسبب خصوصية الوضع العراقي الراهن المبني على وجود ثلاث جهات رئيسية في المشهد السياسي وهم الشيعة والسنة والاكراد وهذه الجهات  لم تكن وليدة هذه الاحداث بل هي منذ مئات السنين ولم يخلو زمان من الازمنة من وجود صراع او تناحر بينها الا انه  كان في دهاليز السياسة ولم يخرج الى الشارع كما هو المعاش الان وكانت اكثر جهة تضررت وقدمت الالاف من الضحايا هم الشيعة وبالدرجة الثانية الاكراد وبالدرجة الثالثة السنة ومع كل هذا كانت نسبة التأثير الخارجي قليلة نوعا ما لذلك كانت النتائج على الارض اقل مما نشاهده الان من الاحتقان ونتيجة التصرفات البربرية للملعون الهدام والتي كانت مبنية على اضطهاد وقتل الشيعة والاكراد ادت الى وجود حالة من الكره والضغينة ضد المكون الثالث في الطيف العراقي وهم السنة الامر الذي ادى الى  هجرة الكثير من ابناء الشيعة والاكراد الى خارج العراق ولجوئهم الى دول الجوار وتكوينهم احزابا وتكتلات للعيش اولا وللمقاومة ثانيا واستمر هذا الحال الى وقت سقوط الملعون الهدام حيث جاء وقت استرداد الحقوق  والايفاء بالالتزامات فكان للشيعة ايران وللسنة تركيا وللجميع وبالدرجة اكثر للأكراد كانت هناك امريكا ولذلك وكنتيجة طبيعية فعندما يراد عمل شيء معين في العملية السياسية في العراق وبغية التأثير على الجهة الشيعية  يتم التحرك على ايران وهكذا اذا كان الامر متعلقا بالسنة يتم التحرك باتجاه تركيا واذا كان الامر متعلقا بالأكراد  يتم التحرك باتجاه امريكا وهناسؤال يطرح نفسه هل ان هذه الدول الثلاث تنظر لمصلحتها ام لمصحة الشعب العراقي فيأتي الجواب وبدون عناء ان مصلحة هذه الدول هي المقدمة امام كل المصالح  واما مايتعلق بالشعب العراقي فهو خارج قوس  اذن من يتحمل المسؤولية في ذلك ؟ حسب فهمي أن الشعب العراقي هو الذي يتحمل المسؤولية وذلك لأنه هو الذي يستطيع ايصال الوطني والغيور على شعبه ووطنه وفي نفس الوقت هناك سببا اخر وهو ضياع روح المواطنة عند اغلبية ابناء الشعب العراقي فلو انهم رفضوا هذه التدخلات واعلنوا رفضهم لكل شخصية تحاول الركون الى هذه الجهات الثلاث او غيرها  لما كان هناك اي تدخل من اي دولة في  شؤون الشعب العراقي  وهذا مما لا اعتقد انه سيكون في القريب العاجل بل قد يستمر لسنوات الى ان يقضي الله ما هو قاض وخلاصة الكلام وحتى لايقال انني لم آتي بشيء جديد فكل ماطرحته اغلب  ابناء الشعب العراقي يعرفونه ويتعاملون معه يوميا فأن الذي اردت ان اقوله  هو الا يطلع علينا شخص ما من السياسيين ويتهم الشخصية الفلانية بانها تتلقى الاوامر من الخارج لان الحقيقة وهي اننا في الهوى سوى .