23 ديسمبر، 2024 12:23 ص

التدخلات الايرانية في کل مکان

التدخلات الايرانية في کل مکان

عندما يشير رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الى إن إيران وراء تفکك ائتلاف النصر وإن الحشد الشعبي المدعوم والمسير إيرانيا خارج سيطرة الدولة ويٶکد أثيل النجفي، محافظ نينوى السابق، بأن إيران ترفض مغادرة حزب العمال الکردستاني من سنجار وبعض المناطق الاخرى التي يتواجد فيها وإن”عض الجهات العراقية وبدعم ايراني غامرت بدعم حزب العمال لمحاربة الكرد، وخلق صراع كردي – كردي على حساب الوطن، ايمانا منهم بانها الطريقة الاسهل لتحجيم المطالب الكردية”مضيفا بأن”وجود الحزب في سنجار والمناطق الاخرى ينعكس سلبا على مجمل الوضع العراقي”، وأن”هناك جهات تستفيد من وجود الـ PKK، على الشريط الحدودي العراقي السوري، لاستخدامهم في الصراع الايراني الامريكي في المنطقة، والمتضرر الوحدي هو العراق”، فإن هذين التصريحين الصادرين من جانب شخصيتين عراقيتين مختلفتين تسلط الاضواء عمليا على الدور المشبوه والخبيث للنظام الايراني في العراق بمختلف الاتجاهات، ويٶکدان بأن النظام الايراني يريد أن يجعل من العراق ساحة لتنفيذ مخططاته وأهدافه المتعارضة مع مصالح الشعب العراقي.
الحديث عن الدور السئ جدا للتدخلات الايرانية في العراق بشکل خاص والمنطقة بشکل عام، صار حديثا ليس يدور في العراق والمنطقة فقط بل وعلى صعيد العالم کله ولاسيما من حيث قيام النظام الايراني بإستغلال ذلك لصالح مخططاته المشبوهة وتنفيذ مشروع خميني والملفت للنظر هنا بأن النظام الايراني لايکتفي بتدخلاته المباشرة فقط بل ويقوم بذلك أيضا عن طريق أذرعه في العراق والمنطقة والتي تساهم کلها من أجل إحکام قبضة النظام الايراني على العراق وجعله في خدمة مخططاته وأهدافه المشبوهة.
الامر الذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار هو إن المساعي المشبوهة للنظام الايراني وعن طرق وسائل مختلفة من أجل إبقاء العراق تحت وصاية النظام الايراني سياسيا وإقتصاديا وأمنيا، فإن ذلك يعني عمليا جعله جزءا من النظام في حال وقوع أية مواجهة معه، خصوصا وإن الدلائل والمٶشرات تشير معظمها بأن النظام الايراني محاصر في زاوية ضيقة وهو في أمس الحاجة للساحة العراقية کي يتنفس بعض الشئ لرئتيه الفاسدتين على حساب الشعب العراقي.
أکثر شئ يلفت النظر ويثير التعجب الى أبعد حد هو إن النظام الايراني يسعى فيما يسعى من أجل إحکام قبضته على العراق في سبيل أن يضمن القدرة على مواجهة الاحتمالات الواردة لإندلاع الانتفاضة العارمة بوجهه کما أکدها ويٶکده العديد من المسٶولين الايرانيين خصوصا وإن الارضية والاجواء الداخلية مهيأة لذلك، وإنه من المهم جدا أن يکون هناك مسعى وطني عراقي مخلص من أجل إخراجه من هذه اللعبة الخبيثة التي لاناقة له فيها ولاجمل.