17 نوفمبر، 2024 1:59 م
Search
Close this search box.

التخلّف المنظّم .. اغتيال الأدمغة في الشرق الأوسط

التخلّف المنظّم .. اغتيال الأدمغة في الشرق الأوسط

المبحث الأول : التخلّف المنظّم
لا حاجة الى سعي وجهد كبيرين للمناقشة في اثبات تشابك المعرفتين الدينية والعملية بعد ان اعتبر الدين ذاته ان المعرفة الطبيعية او العملية جزء من الدين ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد ) ، والشهادة هنا لها معان يحتاج المسلم الى معرفتها كما يحتاج العارف الطبيعي الى قراءتها ضمن مفهوم الانضباط والقانونية في حركة الكون . او قوله تعالى ( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ) فمناط العقلانية والتعقل هو بيان الآيات ومعرفتها ، ومن ثم نضوج ما به يثيب الله او يعاقب . بل ان جل الأعمال المثابة في الأديان ترتبط بالعطاء للآخر ، كالصدقات والعتق والبر والإحسان ، سوى بعض الأفعال التي ظاهرها الفردية كالصلاة ، لكنّ العقل الحديث يكاد يرى لها تأثيراً ابعد .
الا اذا شاء احد القول ان عدم وجود النص غير الديني تاريخيا لا يعني عدم وجود المعرفة خارج الدين ، وبالتالي لا ربط منطقي بين الوجودين ، انما وجود النص في احسن أحواله زيادة معرفية قد يستغني عنها الانسان . لكنّ التجربة تفيد خلاف هذا الرأي ، إذ لم تنطلق المعارف البشرية الا من خلال النص ، لذا كان ( تحوت – إدريس – هرمس – اخنوخ ) هو المقدس الأكثر الفة في التاريخ البشري ، اذ اعتبرته الحضارة المصرية اله المعرفة ، فيما اعتبرته الحضارة الإسلامية اول من خط بالقلم . فيما يقول شيخ الكيميائيين ( جابر بن حيان ) في احدى رسائله ( واعرف قدر هذا الكتاب ، فلو قلت ان ليس في جميع كتبنا هذه ” الخمسمائة كتاب ” الا مقصراً عنه في الشرف ، لقلت حقاً ، فاذا كانت كتبنا هذه اشرف من جميع ما لنا واشرح وأبين منها ، وافضل لما فيها من علوم ” سادتنا ” ، ومن جميع ما للناس غيرنا ، فقد صار هذا الكتاب افضل من جميع ما في العالم من الكتب لنا ولغيرنا بجمعه حقائق ما في هذه الكتب ، على ابين الوجوه واصح الحدود وأوضح الطرق ، فاعلم ذلك ) .
وبغض النظر عن دراسة إمكانية وصول البشرية للعصر الراهن من حيث الوجود لولا وجود النص فانها لا شك كانت ستحتاج ربما الى حقب أطول بكثير وجهد اكثر كثافة لمعرفة بعض الذي صارت تعرف ، وربما كانت العلمانية سبباً في خسارتنا للوقت والجهد اليوم بحسب ما سنعرفه في المستقبل ، من يدري ! .
ان التدرج البشري من الوحشية الى الانسانية كان بفضل سلسلة النبّوات السماوية وتهذيبها ، للطف الله ببني الانسان ، وهذا ما نراه واضحا من وجود الكتب المقدسة وتعاليمها ، وكذلك من المكتشفات الاثرية التعليمية والتوجيهية ، التي غالبا ما تبدأ بعبارة ( قال حكيم … ) ، ويقيناً انّ ذلك الحكيم لم يكن بدعاً من البشر ، إِلَّا بفضل توجيه خارجي لطيف ، ومن هناك نعلم انّ ذلك الحكيم كان نبيًّا ما . ونجد ذلك مثلا في كتيب ( الإرشادات الزراعية ) السومري ، او في رحلة بحث ( گلگامش ) الملك الخالد عن ( اوتونبشتم ) ، ليسأله عن سرّ الخلود ، ولم يكن اتوبانشتم سوى نوح النبيّ . وهذا المعنى التربويّ والتعليمي التطوريّ نقلته النصوص المقدسة ايضا ، فقد ورد في قصة داوود عليه السلام ( وعلّمناه صَنْعَةَ لَبوسٍ لكم لتُحْصِنَكمْ من بأسِكمْ فهلْ أَنْتُمْ شاكرون ) ، ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) . وقد نجحت الأديان والنبوات في تحريك الشعوب على مر التاريخ لإحداث قفزات حضارية وفكرية شجّعت على التقدم وتوفير أجواء البحث العلمي ، كما حدث للعرب والشعوب التي تجاورهم بعد اعتناقهم الإسلام ، حيث قادوا ركب الحضارة لقرون ، ولم يستطع التاريخ تغييب شمس انجازاتهم . وقد تنافست الدول والإمارات الإسلامية في تكريم الظاهرة العلمية ، حتى ان سيف الدولة الحمداني تزاحم على بابه الشُعراء والعُلماء، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي وابن خالويه النحوي المشهور، والفارابي الفيلسوف الشهير، كما اعتنى بابن أخته أبو فراس الحمداني وكان يهتم كثيرا بالجوانب العلمية والحضارية في دولته، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل “عيسى الرَّقي” المعروف بالتفليسي، و”أبو الحسين بن كشكرايا”، كما ظهر “أبو بكر محمد بن زكريا الرازي” الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا ، ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام “أبو القاسم الرَّقي”، و”المجتبى الإنطاكي” و”ديونيسيوس” و”قيس الماروني”، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجمع عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: “الفارابي”، و”ابن سينا ، كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل “المتنبي”، و”أبو فراس الحمداني”، و”الخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان”، و”السرى الرفاء” و”الصنوبري”، و”الوأواء الدمشقي”، و”السلامي” و”النامي”.
والباحثون المسلمون ليس أولهم ابن سينا او ابن النفيس ، وليس آخرهم الفلكي جمشيد الكاشي او الرياضي الكبير ابن حمزة المغربي او المخترع المتعدد المواهب محمد بن معروف الشامي .
وهذا شيخ الكيميائيين في العالم ( جابر بن حيّان ) يقول في رسائله : ( ( وهذا – وحق سيدي – وأمثاله سبب كشف العلوم المستصعبة في العالم وتقريب الأزمان الطوال فيها وفي ذلك بلاغ لأولي الألباب . فإن كنت إنساناً فستعلم ما فائدة ذلك وتحرص على جمع كتبنا هذه وتأخذ منها : علم النبي ، وعلي ، وسيدي ، وما بينهم من الأولاد ، منقولاً نقلاً مما كان وهو كائن وما يكون من بعد إلى أن تقوم الساعة. وبذلك أمرني سيدي أن أقول في هذه الكتب المائة والأربعة والأربعين … وعليك بالهندسة تصل إلى ما تحب من هذه العلوم ، وهذا من خواص الخواص إن فطنت والسلام )
ربما كانت للعقيدة الإسلامية خصوصية الحث على طلب العلم ( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ) ، من منطلق رؤية الآيات الافاقية والانفسية التي طلب القران متابعتها ، وكذلك شعور المسلمين بضرورة البقاء في الجانب الأقوى من باب ان العزة للمؤمنين ، كما ان المسلم يعتقد بأن رسالته رحمانية عالمية تحتم عليه ضرورة المساهمة في خدمة الإنسانية .
الا ان الجانب السياسي كان دائماً هو المتغلب فوق الاندفاع العقائدي ، فعند ظهور السلاجقة ( البدو ) كان واضحاً الانهيار المؤسساتي للمنظومة العلمية في العالم الإسلامي ، الأمر الذي تعزز بغلبة خلفائهم وشركائهم العثمانيين .
وأوروبا – المنطقة التي اتحفت العالم بمظاهر الصناعة الأولى – انطلقت من خلال المدرسة العلمية الكنسية ذاتها التي تم عزلها مؤخرا ، بل ان هناك رجال دين ساهموا إسهاماً في توليفة الحضارة الحديثة ، مثل كوبرنيكوس رائد الفكر العلمي الحديث ، والذي أخذ بدوره نصوصاً لعالم مسلم هو ( ابن الشاطر ) ، وكذلك الدور الكبير الذي لعبه الفرنسي العقائدي الينسيني بليز باسكال ، أو صاحب نظرية الانفجار العظيم القس البلجيكي جورج لوميتر ، وكذلك الفلكي والرياضي اللوثري تيخو براهة ، أو الرياضي الكاردينال نيكول من كوزا ، فيما كان الفيزيائي الميكانيكي الأشهر إسحاق نيوتن ذا اهتمامات دينية تفوق ما كتبه من نصوص علمية بحتة حيث كان يستخدم العلم كأداة لدعم رؤيته الدينية ونظرية التصميم الذكي التي آمن بها ، فيما كرز عالم النبات الانجليزي المهم وليام تيرنر لصالح الإصلاح وكان عميداً لكاتدرائية ويلز .
اذن نخرج بنتيجة ان العقيدة لا تتدخل في تقدّم الدول او تخلّفها ، بقدر ما تتدخل السياسة العامة للسلطات الحاكمة والرغبة الشعبية . وحتى على مستوى الدولة الأكثر تطرفاً في عقيدتها – لا في مظاهرها السياسية والمدنية – وهي المملكة العربية السعودية نجد – في غرابة ملحوظة – أنها الحليف الاهم في منطقتها لأكثر دول العالم تقدماً مدنياً وتقنيا .
بل المساهمة التنموية للتقنية في العالم تكاملية تضامنية مشتركة ، تتواجد فيها العقول من مختلف بلدان وأمم وثقافات وعقائد البشرية .
لكن فيما يتجه العالم الى توحيد جهوده على الصعيدين القومي والدولي لتغطية مساعي العلوم والتكنولوجيا من خلال الإحصاء والتبويب والمقارنة ، عن طريق منظمات مثل منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والمكتب الاحصائي التابع للاتحادات الأوروبية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية والإدارة العامة للأبحاث الأوروبية ومؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة والمكتب الياباني لتسجيل براءات الاختراع وغيرها ، اذ يتم وضع مناهج قياس ومعايرة للابتكار كدليل فراسكاتي ودليل أوسلو ، في ذات الوقت نجد العالم الشرق أوسطي في الغالب يخضع لفوضى إدارية مخيفة في مجال إدارة التقنية أو إدارة تطبيقاتها ، فضلاً عن الإهمال شبه المتعمد لاصحاب براءات الاختراع ، حيث ان المؤسسات المالية والإنتاجية في هذه المنطقة شبه حكومية في العموم ، وليس هناك رأس مال خاص دائم النشاط في هذا المجال ، بالإضافة للبيروقراطية الحكومية التي تعيق اغلب الحركات خارج دائرة السلطة ، رغم وجود عدد معتد به من المخترعين ومن براءات الاختراع ، الامر الذي ينعكس واقعاً انهزامياً منكسراً في نهاية المطاف .
ان ما عليه دول الشرق الأوسط غالباً هو تقليد أو استعارة التجارب الفلسفية أو الاقتصادية أو الصناعية أو الزراعية لدول خارجية ، كتقليدها للفلسفة الاشتراكية المميتة أو الفلسفة الرأسمالية الاحتكارية ، دون وعي لخصوصية المنطقة أو شعوبها وخصائص كل دولة على حدا . وفِي الحقيقة لا توجد دولة في العالم تتبع استراتيجية معينة بشكل مستمر وبدون تأهيل أو إعداد أو تقويم ، ولا وجود أيضاً لحالات ولا لتجربة تحت السيطرة في العالم الحقيقي ، ومع ذلك فان بعض الدول اقتربت من كونها تشكّل نموذجاً اساسياً لاستراتيجية معينة ، ودراسة حالاتهم بعناية يشكّل فائدة كبيرة .
ان الانكسار النفسي أحد الأسلحة التي تفتك بالأمم والشعوب ، وهو خطير على مستوى الفرد الواحد ، فمن باب أولى أن يكون أكثر خطراً على مستوى الأمة . والأمم التي تعيش تخلّفاً تقنياً ومدنياً تحاول بعض مراكز الفكر فيها إحالة هذا التخلّف في جزء كبير منه على العقيدة التي تعتنقها الأمة ، لا سيما حين تكون هناك خصومة بين هذه المراكز وبين تلك العقيدة او رجالاتها . لكنّ الحقيقة – وبحكم التجربة التاريخية – ان ليس هناك كثير ارتباط بين العقائد الميتافيزيقية وبين التقدم التقني والمدني ، فرغم أن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تشتركان في الكثير من عقائدهما وفي ميراثهما الثقافي ، إلا أنهما تختلفان كل الاختلاف في الظاهرة المدنية ، بل ان كوريا الشمالية – التي تعيش حالة مدنية متدنية في جانب الخدمات والبنى التحتية ومظاهر استراتيجيا البناء والحضارة – الا أنها حققت تقدماً كبيراً في تقنياتها العسكرية والقدرات الأمنية . والهند الدولة التي يقدّس شعبها مجموعة من الظواهر الساذجة حققت ايضاً تقدماً في المجال التقني النوعي والرياضيات ، رغم استمرار ظاهرة الفقر كحالة عامة للبلد . اما الصين – التي تعد من اكبر قوى العالم الاقتصادية ومحرّك أساس لاستراتيجيا العالم – فهي ملتقى ثقافي غير متجانس ومجتمع مختلف ومتمايز في عقائده ، إلا أن الجميع يساهم في خلق التقدم .
وقد عاش العراق والجزائر مرحلة صناعية ضخمة لعدة سنوات ، رافقتها مظاهر تنمية سكانية وبشرية ملحوظة ، حين خرجا من دائرة تأثير تبعيات ( سايكس – بيكو ) ، لولا رعونة النظام في العراق الذي سقط عام ٢٠٠٣ م .
ففي الجزائر ، تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة – وهي مؤسسات تعمل برأس مال محدود وعدد العاملين فيها لا يتجاوز ثلاثمائة شخصاً لكنها ترفد الصناعة الوطنية وتدر الأرباح وتشغل اليد العاملة – من ٣٧٦٧٦٧ مؤسسة سنة ٢٠٠٦ الى اكثر من ٦٢٥٠٦٩ مؤسسة سنة ٢٠٠٩ .
واستطاعت إيران – الدولة الأكثر تمظهراً عقائدياً ميتافيزيقياً في المنطقة – بلوغ مراتب مدنية وتقنية عالية ، رغم الحصار الدولي العجيب المفروض عليها منذ عام ١٩٧٩ م .
وقد أبطأت العقوبات الدولية النمو الصناعي والاقتصادي – في ايران – وحدت من الاستثمار الأجنبي وصادرات النفط والغاز ، وتسببت في انخفاض قيمة العملة الوطنية والتضخم الشديد . ومن الواضح ان العقوبات قد سرعت الانتقال من الاقتصاد القائم على الموارد الى اقتصاد المعرفة ، وذلك عن طريق تحدي صناع السياسات للنظر الى الصناعات الاستخراجية والنظر الى الموارد البشرية لخلق الثروة التي تتضمن مجموعة كبيرة من الشباب خريجي الجامعات . فخلال عامي ٢٠٠٦ و ٢٠١١ وصل عدد الشركات العاملة في أنشطة البحث والتطوير الى اكثر من الضعف . وعلى الرغم من ذلك ، جاء ثلث الإنفاق الإجمالي على البحث والتطوير من قطاع الاعمال خلال عام ٢٠٠٨ ، والذي يقدر ب ( ٠،٠٨ ٪‏ من اجمالي الناتج المحلي ) . تبنت السلطات الإيرانية إستراتيجية شاملة تسعى لتطبيق إصلاحات تقوم على عوامل السوق، كما يتضح في وثيقة الرؤية التي تعتمدها الحكومة وتمتد 20 عاما، وخطة التنمية الخمسية السادسة لإيران لفترة السنوات 2016 – 2021. وتتألف خطة التنمية الخمسية السادسة من ثلاثة أعمدة، هي: تطوير اقتصاد مرن وقادر على التحمل، وتحقيق تقدم في العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التفوّق الثقافي. وعلى الصعيد الاقتصادي، تتوقع خطة التنمية تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي نسبته 8%، وتنفيذ إصلاحات في المؤسسات المملوكة للدولة، والقطاع المالي والمصرفي، وعملية تخصيص وإدارة الموارد النفطية ضمن الأولويات الرئيسية للحكومة خلال فترة السنوات الخمس. وقد شرعت الحكومة الإيرانية في تنفيذ إصلاح رئيسي لبرنامج الدعم الخاص بالسلع الأساسية كمنتجات البترول والمياه والكهرباء والخبز، مما أدى إلى تحسن طفيف في كفاءة بنود الإنفاق والأنشطة الاقتصادية. وحل برنامج للتحويلات النقدية المباشرة إلى الأسر الإيرانية محل نظام الدعم العام غير المباشر، الذي قُدر بما يعادل نحو 27% من إجمالي الناتج المحلي في 2007 / 2008 (أي حوالي 77.2 مليار دولار). وبدأ تطبيق المرحلة الثانية من خطة إصلاح نظم الدعم في ربيع عام 2014 التي تشمل تعديلا أكثر تدرجا مما كان مخططاً له فيما سبق لأسعار الوقود وتحسين توجيه التحويلات النقدية للأسر منخفضة الدخل. وتم بالفعل رفع أسماء نحو 3 ملايين أسرة مرتفعة الدخل من قائمة متلقي التحويلات النقدية، ونتيجة لذلك، تشير التقديرات إلى تراجع حجم إنفاق مؤسسة الدعم الموجه إلى 3.4% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2016 مقابل 4.2% في عام 2014. وفي أعقاب حدوث انكماش يقترب من 2% في عام 2015، انتعش الاقتصاد الإيراني بصورة حادة في عام 2016 ليصل إلى حوالي 6.4%. وتشير أحدث البيانات المتاحة للنصف الأول من السنة الفارسية 2016 (التي تنتهي في مارس/آذار 2017) إلى أن الاقتصاد الإيراني قد نما بوتيرة غير مسبوقة بلغت 9.2% (مقارنة بالعام الماضي) في الربع الثاني من العام (يوليو/تموز – سبتمبر/أيلول 2016) بعد تسجيل نمو نسبته 5.2% في الربع الأول . تشير التقديرات إلى أن نسبة الفقر قد انخفضت من 13.1% إلى 8.1% بين عامي 2009 و 2013 (استنادا إلى خط قدره 5.5 دولار للفرد في اليوم وفقا لتعادل القوى الشرائية في عام 2011).
وفي ماليزيا ، كان الماليزيون تحت خط الفقر بنسبة 52% من إجمالي السكان في عام 1970، أي أكثر من نصفهم، فصار الفقراء 5% فقط في عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من 1247 دولارا في عام 1970 إلى 8862 دولارا في عام 2002، أي إن دخل المواطن زاد لأكثر من سبعة أمثال ما كان عليه منذ ثلاثين عاما، وانخفضت نسبة البطالة إلى 3% ، وذلك حين وجدت ماليزيا رغبة سياسية – مع بقاء الواقع الثقافي والاعتقادي ذاته – في القفز خلال سلّم التنمية .
وفي مصر مثلا حدث تغير جذري في سياسة العلوم والتكنولوجيا والابتكار منذ بداية أحداث الربيع العربي ، والحكومة الجديدة تنظر إلى السعي لتحقيق اقتصاد المعرفة على أنه افضل السبل للحصول على قاطرة نمو فعال ، وقد نص دستور ٢٠١٤ على ان تخصص الدولة ١ % من إجمالي الناتج المحلي على البحث والتطوير .
لقد ساد – نتيجة الأسلوب الدعائي الكبير والمكثف للشركات المتعددة الجنسيات – اعتقاد خاطئ في الدول النامية مفاده بان التكنلوجيا سلعة تباع وتشترى كأي سلعة أخرى . وهذا بدوره قاد الى اعتقاد خاطئ اخر وهو ان حيازة التكنلوجيا يأتي عن طريق شراء وامتلاك الاَلات والمعدات والتجهيزات التكنلوجية الحديثة . لذلك فقد سارعت البلدان النامية ومنها البلدان العربية – بهدف نقل التكنلوجيا – الى شراء الاَلات والتجهيزات الحديثة وفِي كثير من الأحيان شراء المصانع الجاهزة . الا ان الواقع والتاريخ أثبتا ان ذلك لم يحقق النقل المرجو للتكنولوجيا ، لان التكنولوجيا ليست سلعة حرة محددة المعالم بوضوح ومتاحة بلا قيود لكي تستخدمها اَي شركة وفِي اَي مكان . نقل التكنولوجيا عملية يتم بموجبها نقل المعرفة بأبعادها المتشعبة سواء اكانت المعرفة علمية أم تقنية ، وصولاً الى الصورة المتكاملة لإثبات العلوم وتقانتها في المجتمع ، والنقل يجب ان يوصل المجتمع الى مستوى علم التقنيات ( من التقانة ) وليس الهدف هنا هو الحصول على التقنية بمعنى معرفة تشغيل وإدارة الأجهزة والآلات التي تستورد لغرض المؤسسات الإنتاجية ولغرض إيجاد صناعة تقليدية هدفها فقط الإنتاج والربح ، ومنعزلة عن أية حالة مطلوبة للتطور العلمي والتقاني ، اَي المطلوب نقل علم وتقانة بمفهومها الشامل : استيعاب ، تمثيل ، موائمة ، تطوير وتصنيع لعناصر تطبيقية مفردات العلم والتقانة وليس بمفهوم مجرد تحقيق التدفق التقاني ( التكنولوجي ) .
ان العنف والهجرة من اهم العوامل المنتجة للتخلف على الصعيدين المحلي والخارجي للدول ، والعنف ينتج الهجرة لا شك ، اَي هجرة العقول والكفاءات ، كذلك يفعل الإهمال الإداري والسياسي .
ومحور الكتاب يقوم على إيضاح حقيقة الواقع المحيط بأفراد الأمة ، من حيث الجمهور العام ، وكذلك ما يتعرض له المبدعون في كل مجال من مجالات الإبداع .
وهجرة العقول عبارة ابتدعها البريطانيون لوصف خسارتهم خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الأولى من العلماء والمهندسين والأطباء بسبب الهجرة من بريطانيا الى الخارج وبصورة خاصة الى الولايات المتحدة الامريكية . الا ان العبارة ( هجرة العقول ) الان أصبحت تطلق على جميع المهاجرين المدربين تدريباً عالياً من بلدانهم الأصلية الى بلدان أخرى ، واعتبرت منظمة اليونسكو ان هجرة العقول هي نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق باتجاه واحد ( ناحية الدول المتقدمة ) أو ما يعرف بالنقل العكسي للتكنولوجيا لان هجرة العقول هي فعلاً نقل مباشر لأحد اهم عناصر الإنتاج وهو العنصر البشري .
ان وصول المتعلمين الى مرحلة علمية متقدمة يتطلب اعدادها علميا ومعرفيا مبالغ باهظة في وطنها حتى تصبح جاهزة لممارسة العمل المنتج والمبدع ، حيث خريج الجامعة عندما يهاجر تكون مرحلة التكوين المعرفي المكثف تتراوح بين ١٦ – ٢٠ سنة ، كما ان مرحلة الدراسة الجامعية لوحدها تكلف مبالغ طائلة حيث تبلغ دراسة الطالب الواحد نحو ١٠٠ الف دولار أمريكي في الجامعات الامريكية للمرحلة الجامعية الأولى ( ٤ – ٦ سنوات ) – وفق التقديرات الأولية – ففي حالة تعطل / تهجير الكفاءات العلمية تتمثل هذه التقديرات بنزيف لاستثمارات كلفة التنشئة والتدريب وبالتحديد خسارة الكلفة التاريخية للعلم . في حين يشير الأستاذ ( رفين بريتز ) في جامعة ماكجيل الكندية ان كل عام يغادر العالم الإسلامي الى الغرب ما يقدّر عددهم بحوالي ١٨ مليون من المتعلمين ذوي الخبرات والمهارات ، وعند افتراض ان تعليم احد هؤلاء المهاجرين يكلف في المتوسط ١٠ آلاف دولار ، وهذا يعني بالمقابل تحويل ١٨ مليار دولار من الأقطار الإسلامية الى الولايات المتحدة واوربا كل عام ، وعند تراكم هذا المبلغ نظريا على مدى عدة سنوات يصبح مفهوماً اكثر لماذا تزداد الأقطار الغنية غنى والفقيرة فقرا .
ومنطقتنا تعاني الامرين معاً نتيجة الطغيان السياسي ، وكونها منطقة استراتيجية للاقتصاد والعقائد في العالم ، فتعاني تركيزاً مخابراتياً وعسكرياً وفتنوياً عاليا ، تساهم فيه الأنظمة المتخلفة من الدكتاتوريات المختلفة ، والتي هي في تناقض غريب جداً تكون حليفة لأكثر الدول تقدماً في العالم ، كما كان الحال مع النظام العراقي البعثي قبل اسقاطه عام ٢٠٠٣ م ، أو مع النظام السعودي الحليف الرئيس للغرب في الشرق الأوسط .
تبدأ مشكلة العقول المركّبة منذ الطفولة في هذه المنطقة من العالم ، اذ اننا اما ان نخسر قسم عظيم من الأطفال غير المسجلين والذين يعانون الفقر أو التشرد أو النزوح القسري ، أو اننا نخسرهم عند الكبر بسبب قابليتهم الذهنية المتأثرة بمشاكل الطفولة للتخلي السريع عن واقعهم السياسي والاداري القاسي والذي لا يحترم كينونتهم .
ففي الشرق الأوسط يحدد ويقرر العنف حياة الكثير من الأطفال . ففي فلسطين بلغ عدد الأطفال في سن التعليم الابتدائي غير الملتحقين بالمدارس حوالي ١١٠٠٠٠ طفلاً بعد ان كان عددهم ٤٠٠٠ طفلاً قبل عشر سنوات . وحرمان الأطفال الفلسطينيين من التعليم يعني حرمانهم من حقهم في الحياة وسد نافذة الأمل والفرح في وجوههم . وفِي العراق يحرم الفقر وانعدام الأمن اكثر من نصف مليون طفل من حقهم في التعليم الابتدائي ، فيُترك هؤلاء الأطفال لمصيرهم وتختزل دروسهم اليومية الى معاناة الجوع والإحساس بالضياع والخوف الذي يتحول شيئاً فشيئا الى شعور بالمرارة ، ومن ثم تستولي عليهم مشاعر الكراهية والحقد .
وقد أصبحت مشكلة الأطفال خارج المدرسة مركزة على نحو متزايد في الدول المتأثرة بالنزاعات . ففي العام ٢٠١٢ كان ٨٧ ٪‏ من أصل حوالي ٤،٥ مليون طفل خارج المدرسة في الدول العربية يعيشون في دول تعاني من الصراعات ، وهذا يعد ارتفاعاً ملحوظاً عن العام ١٩٩٩ حين كانت هذه النسبة تبلغ ٦٣ ٪‏ . ومن بين الدول السبع المتأثرة بالنزاعات في المنطقة كانت السودان ، حيث بلغ عدد الأطفال خارج المدرسة ٢،٨ مليون طفل في العام ٢٠١١ ، اَي ما يعادل حوالي ثلاثة أخماس الأطفال غير المسجلين في المنطقة .
ولا شك في ان المعلمين هم العنصر الأساسي الذي يحدد مستوى الجودة ولكن غالباً ما لا يكونون بالتدريب والعدد الكافيين . ففي عام ٢٠١٢ بلغ متوسط نسبة التلامذة الى المعلمين في التعليم ما قبل الابتدائي حوالي ٢٠ تلميذاً لكل معلم ٢٠:١ ، فتراوح اقل من ١٠:١ في المملكة العربية السعودية و ٣٠:١ في مصر . وقد انخفض هذا المتوسط في ١١ من أصل ١٣ دولة توفرت بياناتها في العام ١٩٩٩ ، فتراجع بنسبة اكثر من ١٠ تلامذة لكل معلم في فلسطين ، اَي من حوالي ٢٨ الى ١٨ تلميذاً بين عامي ١٩٩٩ و ٢٠١٢ . من ناحية أخرى ارتفعت هذه النسبة في لبنان وبمستوى اكبر في مصر حيث بلغت النسبة ٢٤:١ في العام ١٩٩٩ . ومن بين الدول القليلة التي قدمت بياناتها بلغت نسبة المعلمين المدربين في التعليم ما قبل الابتدائي ١٠٠ ٪‏ في المغرب وعمان وفلسطين والإمارات العربية المتحدة في العام ٢٠١٢ ، في حين كان هناك نقص في المعلمين المدربين في البحرين وقطر حيث لم تبلغ هذه النسبة الا ٤٧ ٪‏ و ٢٩ ٪‏ على التوالي .
وفِي دراسة لليونسكو اشارت الى ان عدد المعلمين غير المدربين في المدارس الابتدائية وحدها في العالم العربي لعام ١٩٦٥ م هو ٦٦٠٠٠ معلم . وكان هؤلاء المعلمون مسؤولين عن تعليم أكثر من مليوني طالب . وهذا يعني ان هناك ما لا يقل عن ٢٠ ٪‏ من مجموع الطلاب في المرحلة الابتدائية يتلقون التعليم من معلمين غير مؤهلين وغير مدربين للتعليم والتثقيف .
وقد أظهرت تقييمات EGRAs في بعض الحالات نتائج مثيرة للقلق اذ انها بيّنت ان العديد من الأطفال يقضون سنتين أو ثلاث سنوات في المدرسة من دون ان يتعلموا قراءة كلمة واحدة . ففي العراق مثلاً كان ٢٥ ٪‏ من طلاب الصف الثالث غير قادرين على نطق الحروف العربية .
وكذلك فان الكثير من الأيام الدراسية يضيع في الكثير من الدول ولاسيما في المدارس الموجودة في المجتمعات الفقيرة بسبب التعيينات المتأخرة للمعلمين ، وتدريب المعلمين اثناء الخدمة ، والإضرابات والنزاعات المسلحة . ففي المغرب وتونس تراوحت نسبة ساعات التدريس الضائعة بين ٣٩ ٪‏ الى ٧٨ ٪‏ من ساعات التدريس الرسمية .
وعلى مستوى القاعدة والبيئة الحاضنة للمدرسة والطفل ، اشارت توقعات العام ٢٠١٥ الى ان ١٤ دولة عربية توفرت فيها بيانات قابلة للمقارنة والتي بلغ فيها معدل القرائية أدنى من ٩٥ ٪‏ بين ١٩٩٥ و ٢٠٠٤ ستكون من خفض معدلات عام ٢٠٠٠ لامية الكبار . وقد سجلت الكويت اعلى نسبة انخفاض للأمية في المنطقة بما يعادل ٨٣ ٪‏ ، في حين سجل العراق أدنى النسب اَي ٢١ ٪‏ . ومن جهة أخرى فان معدلات القرائية في المغرب والسودان واليمن ستكون لا تزال متدنية عن ٨٠ ٪‏ ومن غير المرجح ان تحقق هذه الدول أهدافها ، وهذا ما ينطبق أيضا على الجزائر والعراق وليبيا والجمهورية العربية السورية وتونس ، وفقاً لمعدلات القرائية المتوقعة .
وحين نلاحظ دولة تنخفض فيها معدلات الأمية ، مثل الكويت ، قد لا نجد استراتيجية حكومية واضحة للتقنية ، وبالتالي لا يساعد انخفاض الأمية في انتاج حالة وطنية متقدمة ، لان دول الخليج عموماً تخضع لتأثيرات اتفاقيات الخمسينات الاستهلاكية مع الغرب . فيما يمكن ان تكون دولة ترتفع فيها نسبة الأمية بشكل نسبي قادرة على الإنتاج النوعي ، لكنها متأثرة بفوضى الجهل السياسي الناشئ عن تفشي الأمية القرائية أو المعرفية .
كما أوضحت دراسة لليونسكو ان هجرة الكفاءات تؤدي الى تأخر تنمية الجامعات العربية كمراكز للامتياز العلمي ، وتؤجل عملية النهوض بالبحوث وملاءمتها للحاجات عن طريق الجامعات لعشرة سنوات .
تعد ظاهرة هجرة الكفاءات والخبرات أو ما اصطلح على تسميتها هجرة الادمغة أو هجرة العقول واحدة من اكثر المشكلات حضوراً على قائمة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلدان النامية ، منذ ان باشرت هذه البلدان بوضع البرامج للنهوض بأوضاعها المتردية الموروثة عن حقب طويلة من الحكم الاستعماري والهيمنة الأجنبية . ان الأقطار العربية والعراق على وجه الخصوص تعاني الْيَوْمَ من نقص كبير في القوى المؤهلة المتقدمة من كفاءات في شتى المجالات ، في حين تعتمد خطط التنمية وتقدم هذا البلد بشكل كبير على توفير هذه القوى وان هذه الحاجة سوف تزداد اكثر يوماً بعد يوم بزيادة محاولات النمو والتقدم خاصة بعد توفر الإمكانات المادية والشروط الأخرى التي تساهم في عمليات التنمية ، في حين يقابل الحاجة الشديدة من هذه القوى استمرار الهجرة ، وتخلُّف المبعوثين في الدول المتقدمة . لقد أصبحت ظاهرة هجرة العقول العربية الى الخارج ، خاصة الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأوربية ، تشكّل هاجساً للحكومات والمنظمات على حد سواء ، وقدّرت التقارير ان تلك الهجرة التي تكاد لا تتوقف تتسبب في خسائر مالية تتجاوز ٢٠٠ مليار دولار .
وفِي حال ثابت عاملي الادخار والاهتلاك فان التغير في قوة العمل سوف ينعكس بتغير حصة الفرد في قوة العمل من رصيد رأس المال ، وهو الذي يحكم الإنتاجية والناتج الكلي في نهاية المطاف ، وفق دالّة الإنتاج هذه يحمل كل عامل معه حصة من رأس المال ، وهو عند خروجه من حلقة الإنتاج يخرج تلك النسبة ، وهو في حالة الهجرة يقدّمها للدولة المضيفة ، وقد تبيّن من خلال الدراسات التي تمت على الاقتصادات المستقبلة للهجرة ” توصل التحليل الاحصائي لبيانات ١٥ دولة أوروبية للفترة ١٩٩١ – ١٩٩٥ ” ان زيادة تعادل ١ ٪‏ من سكان تلك البلدان ناجمة عن الهجرة تؤدي الى زيادة الناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين ١،٢٥ و ١،٥ ٪‏ . اما بالنسبة للدول المصدرة للعمالة الماهرة فان الفاقد سيكون اكبر من ذلك نتيجة ان وسطي سنوات التعلم بالنسبة لتلك الفئة من المهاجرين تفوق بدرجة كبيرة وسطي سنوات التعلم للعاملين في الاقتصاد الوطني ، اَي ان حصتهم من رأس المال تكون اكبر من الوسطي الوطني ، وهذه الحصة لم ترفد الاقتصاد الوطني ، وحرم من التراكم في رأس المال الإنتاجي ( رأس المال وقوة العمل ) .
ولتوضيح المشكلة بشكل ادق اشارت اليونسكو ان ٨١،٢ ٪‏ من الطلبة العراقيين على نفقة الحكومة الى الدول الغربية وأمريكا يتخلفون . وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق في ٩ نيسان ٢٠٠٣ تعرّض حملة الشهادات العليا للاغتيالات واستخدام وسائل تهديد مباشر لإجبارهم على مغادرة العراق ، فقد قُتِل جراء ذلك نحو ٢٤٦ عالماً وفقاً لما أعلنه السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، فيما هاجر اكثر من ٢٠٠٠ منهم الى الخارج . لذلك فان هجرة العقول العراقية تعكس خسارة فادحة واستنزافاً لشريحة نادرة ومؤثرة وفاعلة في المجتمع العراقي .
وبسبب كثافة الهجرة المتبادلة غير المتكافئة في المنطقة ، انبثق اعلان الكويت لعام ٢٠١٤ م الذي أكدت فيه الدول المشاركة دعمها لمشروع تجريبي لتنمية المهارات وتوثيقها والاعتراف المتبادل بها في بلدان المنشأ وبلدان المقصد وتعهدت الدول بوضع برنامج شامل للإعلام والتوجيه خاص بالعمال المهاجرين ، يرمي الى توعيتهم بمسارات الهجرة وبحقوقهم والاليات الخاصة بحل المظالم التي تنطوي عليها الهجرة ، لكي يكون قرارهم بالهجرة مبنياً على معلومات وافية .
من كل ما تقدم يمكن تجسيد تنمية الموارد البشرية واهمية الكفاءات العلمية بتصريح ( شمعو شامير ) وهو احد الأساتذة في جامعة تل ابيب في مقابلة صحفية آنذاك انه ” بخلاف ما يعتقده إسرائيليون كثيرون ، العرب ليسوا بحاجة فعلية إلينا ، ففي الميدان التكنولوجي على سبيل المثال يوجد تحت تصرفهم العرض الحديث للعالم الشمالي من اليابان حتى الولايات المتحدة ، ثم انهم هم أنفسهم يخرجون سنوياً اكثر من ٢٠ الف مهندس ” .
وفي العراق الحديث تواجدت الانتهازية الصحراوية في السلطة على اختلاف مصالحها ، كما تبدّل مصالح البريطانيين ، أدّى الى مجموعة من الانقلابات العسكرية السلطوية ، العاملة تحت الراية البريطانية بكل صورها . لتنتقل الدولة العراقية – بمؤسساتها – من مبادئ المدنية الى حاكمية مجالس قيادة الثورة ورؤى العسكريين ، ومن ثم – مع ازدياد الاختلاف – استعان كل جنرال عسكري بعشيرته او من يتحالف معه . وبسبب استمرار الانتفاضات المنطلقة من بعد ديني ممتزج بالعشائرية والنخبوية ضد الوجود البريطاني او النفوذ الأجنبي لاحقا وضد غلواء البداوة وانهيار المدنية العراقية ورفضا لانهيار البنى الاخلاقية التي كانت تحكم المشهد العراقي تاريخيا ، بسبب ذلك زاد اعتماد الجنرالات ومجالسهم على العشائرية ، وتم ربط الدوائر والمؤسسات بحركة المؤسسة العسكرية ذاتها . على عكس عشائر الأغلبية القادمة من مدنية تاريخية التي تنشأ على مبدأ رفض حاكمية الظالم ، ذلك منح العشائر الصحراوية صكّ إدارة مؤسسات الدولة العراقية ، وهذه العشائر جائت حاملة كل الروح الغنائمية الانتهازية والدكتاتورية التي يتصفّ بها طيفها .
كان لدى العراق احتياطي نقدي قدره ثلاثون بليون دولار ، وفِي سنة ١٩٨٠ وحدها بلغت وارداته ٢٥ بليون دولار ، لقد اساء النظام استغلال الثروة ابشع استغلال ، كما ان تطوير المنشآت النفطية كان هو الاخر متخلفاً ، فقد ازدادت عوائد النفط خلال السنوات العشر التي سبقت الحرب مع ايران ٢٠ مرة فقط ، فيما ارتفعت في السعودية ٨٥ مرة وفِي الكويت ٩٩ مرة وفِي الإمارات ٨٠ مرة ، اما في ليبيا فقد ارتفعت معدلات الزيادة ارتفاعاً مذهلا ، هذا والعراق يمتلك ثاني احتياطي نفطي في العالم .
لقد وصل تعداد القوات العراقية عام 1987 م إلى مليون وثلاثمائة ألف شخص نتيجة الحاجة إلى نشر ما يزيد على 130 لواءً نظاميا في حالة الدفاع المستكن ، على طول الجبهة لسنين عديدة ، واثر هذا الحجم على الحياة العامة تأثيرا شديدا ، فبالإضافة إلى استقدام المدرسين والمعلمين والأطباء والمهندسين إلى الخدمة العسكرية ، بشكل يؤثر على سير العمل في المدارس والمستشفيات والاعمار وغيرها ، فقد استلزم الأمر استقدام مئات الآلاف من العمال غير العراقيين ، وهذا أدى إلى ان يدخل العراق أكثر من مليوني عامل غير عراقي .
ان السياسة الفاشلة لمراكز القرار السياسية ومراكز القرار الإدارية قبل ٢٠٠٣ م والرغبة الجامحة للوبيات الدول في القيادة السياسية التي استحدثت بعد ٢٠٠٣ م لخصخصة العراق – كوطن – وتسليمه على طبق من ذهب للمزادات الدولية – غير المنصفة وغير الجدية في الغالب – وتفشي ظاهرة الفساد المنظم قد نقلت العراق من حضن التنمية الى مستنقع العقد الفاشلة للصناعة . حيث ان التدهور الشديد في الإنتاجية وارتفاع نسبة الطاقة العاطلة لدى كافة الوحدات الإنتاجية والخدمية الصناعية في القطاعين العام والمختلط ، نجد ان حوالي ٧٠ ٪‏ من شركات القطاع العام تعمل فقط بنسبة ٣٠ – ٥٠ ٪‏ من طاقاتها التصميمية ، وكذلك تدني نوعية المنتجات الصناعية العراقية ، اذ تلتزم الشركات العامة والمختلطة بالحد الأدنى من المواصفات القياسية العراقية ( المشتقة من المواصفات العالمية ) ، بينما تعجز شركات القطاع الخاص – في اغلبها – عن تطبيق هذه المقاييس .
ولمّا كان التصنيع من عوامل التنمية الرئيسة وتحدث تحولات في الهيكل الاقتصادي العام ، من حيث زيادة الدخل ورفع كفاءة الإنتاجية واستيعاب فائض العمالة ورفد باقي القطاعات وتطوير التقنيات عموما ، فقد اتجهت الدول لتقليل الواردات من الخارج بواسطة المنتجات المحلية ومن ثم تنمية صادراتها . حيث تقوم الصناعة المحلية بإشباع السوق المحلية للحصول على فائض مالي – نتيجة توفير العملة الصعبة من خلال دائرة الشراء المغلقة وعدم هروب المال للخارج – ومن ثم تقوم بتنمية الصادرات الاستهلاكية ، ليتم لاحقاً تشكيل صناعة ثقيلة . ومن الدول الشرق أوسطية التي قامت بهذه الخطوات مصر وسوريا والمغرب والجزائر . لكنها جميعاً واجهت مشاكل تصديرية من جانب الدول المتقدمة التي تفرض الرسوم والضرائب على الواردات القادمة من الدول النامية لحماية منتجاتها ، وكذلك تتمتع بقيود إدارية معقدة ، وفرضها لرسوم تعويضية تواجه بها الدعم الذي تتمتع به الصناعات في الدول النامية ، وربما تكون التكتلات والاحتكارات المتعددة الجنسيات هي العائق الأكبر الذي يواجه الصادرات من الدول النامية . لذلك ، ورغم اتجاه الدول المتقدمة للصناعات التكنولوجية المعقدة وترك الصناعات التحويلية للدول النامية ، الا ان الواقع مختلف ، حيث لا تسمح الدول المتقدمة بانسيابية متكافئة للصادرات التحويلية ، بل تفتح المنافذ لدول شرق اسيا وأمريكا اللاتينية اكثر من دول الشرق الأوسط .
فمن عينة مكونة من ٧٤ بلداً نامياً وجد ان ٢٣ منها يفوق معدل تبعيتها للمواد الأولية – اعتمادها على تصدير المواد الأولية الخام – ٩٠ ٪‏ ، و٤٤ بلداً يفوق ٦٦ ٪‏ ، في حين لا يتعدى عدد البلدان التي يقل معدل تبعيتها عن ٥٠ ٪‏ حوالي ٢٣ بلداً . ان مشكلة تخصص الدول النامية بشكل كبير في تصدير المواد الأولية تضاف اليها مشكلة أخرى وهي ” التركيز السلعي في مجال الصادرات ” ، اَي استئثار عدد ضئيل من السلع بالنسبة الكبرى من اجمالي الصادرات ، بل ان كثيراً من هذه البلدان تعتمد على سلعة واحدة في الحصول على اكثر من ٥٠ ٪‏ من صادراتها بالعملة الصعبة .
اما على المستوى الزراعي ، ما زالت هناك فجوة تقنية زراعية ملحوظة ، وبخاصة في الدول العربية الزراعية الرئيسة التي تسودها الزراعة المطرية ، وذلك المعدلات السائدة لتطبيق التقنيات غير التقليدية . ويقدر متوسط استخدام الميكنة الزراعية في الدول العربية في عام ٢٠١٠ م بنحو ٩ جرارات لكل ١٠٠٠ هكتار مزروع ، بينما يبلغ هذا المتوسط على المستوى العالمي نحو ١٩ جراراً . كما ان متوسط الكميات المستخدمة من الأسمدة في الدول العربية منخفض ( ٥٣ كغم / هكتار ) بالمقارنة مع المتوسط العالمي ( ٩٤ كغم / هكتار ) ، ولا يغطي استخدام التقاوي والبذور المحسنة سوى ٣٠ ٪‏ من المساحات المزروعة . كذلك الحال بالنسبة للإنتاج الحيواني وقطاع الصيد ، حيث تسود الأساليب التقليدية للرعي والصيد . ويساهم بدرجة كبيرة في تفاقم الفجوة التقنية القصور الواضح في الاستثمارات الموجهة الى البحوث والتطوير التقني الزراعي في البلدان العربية ، وضعف الإرشاد الزراعي بصفة خاصة .
فيما نجد على الجانب الاخر ان السياسات الرشيدة للحكومات – أحياناً – قد تجذب نظر المستثمرين نحو القطاع الزراعي ، بعد ان كانت هي من أبعدتهم . ففي فلسطين افاد نحو ٦٣ ٪‏ من المستثمرين ان قرار مجلس الوزراء الفلسطيني بجعل ضريبة القيمة المُضافة على قطاع الثروة الحيوانية ٠ ٪‏ من اهم الأسباب التي أدت الى توجههم الى الاستثمار في القطاع الزراعي الحيواني ، وأفاد نحو ٥٨ ٪‏ ان اخضاع غالبية منتجات القطاع الزراعي للنسبة السابقة من ضريبة القيمة المُضافة أدت الى زيادة استثماراتهم هناك ، وقال ٧٧ ٪‏ ان إعادة مبالغ الاسترداد الضريبي اليهم من الأسباب التي أدت الى زيادة استثماراتهم في هذا القطاع .
وفِي المجال الصحي ، وفِي محاولة لتقريب الفجوة بين النظامين الحكومي والخلاص ، من زاوية مستوى الخدمة وحرية الاختيار وزاوية العبء المادي من الجانب الاخر ، فقد استحدثت عدد من النظم : قدمت النظم الحكومية عدة أشكال لتقديم خدمة تعلو مستوى الخدمة المجانية العادية وبتكاليف رمزية أو مخصصة ، مثل أقسام العلاج الاقتصادي والعلاج بأجر ونظم استرداد النفقات . كما قدمت بعض جهات العلاج الخاص أشكالاً معينة أو محتوى معيناً للخدمة بتسهيلات معينة بهدف توفير مستوى خدمة اعلى . ولكن عائد تلك الأشكال لم يكن من الناحية الفعلية بالقدر الذي يخفف عن موازنة الدولة عبء تكلفة الرعاية الصحية ولَم يكن في المقابل حلاً كاملاً للعبء الذي يتحمله المريض . كما انها في الحالتين لا يمكن تصنيفها كنظام رعاية متكاملة له صفة الثبات والاستمرارية . الامر الذي زاد من الفجوة الصحية وأنهك مجمل شعوب المنطقة ، بسبب ازدياد الفقر الناتج عن السياسات الفاشلة للحكومات وارتفاع تكاليف العلاجات الطبية في ظل ارتفاع الأسعار بسبب التضخم والاحتكار العلمي وكذلك الانفلات الناشئ عن مظاهر الفساد . وبسبب ضعف رغبة وقدرة الحكومات والدوائر الصحية في تطوير مراكزها البحثية والعلاجية والتصنيعية .
وفِي المجال التجاري حين جرت مفاوضات منظمة التجارة الدولية في الأورغواي كانت الغالبية العظمى من الدول النامية – ومنها دول العالم الإسلامي – مثقلة بالديون الخارجية وعاجزة عن سداد هذه الديون وفوائدها ، فضلاً عن معاناتها من اختلالات هيكلية في اقتصاداتها ، وان الاتفاقيات التي وقعت عليها هذه البلدان في إطار المنظمة تعكس الظروف التي أبرمت فيها هذه الاتفاقيات ، وتعبّر بشكل خاص عن علاقات القوة ودرجات التكافؤ أو عدم التكافؤ بين الأطراف التي تفاوضت معها . ان المفاوضات جرت في ظروف اضطرت فيها العديد من الدول النامية قبول الشروط القاسية لصندوق النقد والبنك الدولي بما فيها الالتزام بتحرير التجارة ، وذلك من اجل التخفيف ولو مؤقتاً من عبء الديون الخارجية . ان ما تفرضه منظمة التجارة الدولية من شروط قد يتعارض وسياسات الدول النامية الاقتصادية ، وقد لا يتوافق وأهدافها بشأن اتخاذ القرارات الاقتصادية الوطنية ، ويعد ذلك أمراً غير مرغوب فيه في هذه البلدان ، مما يعوق التوصل الى ضمان كامل للاتفاقيات الخاصة بالتجارة ، خاصة ان الدول النامية أصبحت تشكّل ثلاثة ارباع البلدان الأعضاء في المنظمة .
عند لجوء الدول النامية الى الاقتراض الخارجي كان الاعتقاد السائد هو ان التضخم يخفض من قيمة الدولار وبالتالي سترد الديون بدولار رخيص ، ولكن ما حدث هو ان ارتفاع أسعار الفائدة وأسعار صرف الدولار وإعادة جدولة الديون بأسعار فائدة اعلى كل ذلك عمل على زيادة حجم الديون الخارجية بشكل خيالي ، وتحولت الى مديونية طويلة الأجل . وفِي أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات ، ومع هبوط أسعار النفط ، بدأ التردد في استمرار تمويل الدول النامية بالقروض بسبب وضعية مديونيتها الثقيلة ، حيث نمت القروض المصرفية الدولية بمعدل ٢٥ ٪‏ سنوياً طوال الفترة ١٩٧٣ – ١٩٨١ وصارت خدمة الدين تمثل ٦٠ ٪‏ من حصيلة الصادرات في كل من المكسيك والبرازيل . ولا تكمن المشكلة في أصل الدين فقط ، بل وبصفة حادة في خدمات الدين الخارجي التي جعلت البلدان النامية – ومنها بلدان العالم الإسلامي – المقترضة تسير في حلقات متتابعة لا تنقضي تستنزف مواردها بشكل مستمر .
لقد صارت الصورة اداة للتلاعب ، والإرباك القهري الذي يسلب العقل إمكانيته على التحليل والوقوف على الخطأ ، ويجعله يجيب عن الأحداث عبر مجموعة من النقاط المسبقة التي صُنعت في عقله ، فالاسلام متوحش من اول الامر ، وعنيف ، وغاية في التخلف ، والغرب بريء دائماً وهو الذي يصنع الخير دائماً ، وقوى الشر تريد الإطاحة به دائما . فما صفته مزري ومنحط يتحمله الاسلام عبر ممارسات الإسلاميين مثلاً ، دون ان تتحمله الايدي العابثة في القوانين الدولية او المخترقة للثقافات او التي تُمارس سياسة متوحشة في الاستلاب الثقافي للاخر ومحاولة إلغائه عبر الأدوات الذكية او البرامج الناعمة . ومن هنا يبدأ الشباب مرحلة من الضياع والتشتت الفكري ، ترفدها الحاجات الغرائزية والحماسة وفقدان المثل بالطاقة اللازمة للانفجار العشوائي ، فيشهد الشاب فترة من العداء للذات والبغض للإرث والشبيه ، تجعله في خانة المواجهة ضد الوطن ، وهو يرى انه في المنطقة الصواب ، فيما ان الحقيقة تتلخص في افتقاده حينها للنفس والشخصية الثقافية ، وتحوله الى جماد بلا ملامح تستخدمه وسائل التلاعب لتشكيل كائن جديد نافع لمشاريعهم فقط .
ولتبدأ لاحقاً حركة مهاجرة شابة نحو الغرب ، متصورة انها بتخليها عن إرثها وثقافتها وهويتها أصبحت جزءاً من المجتمعات الغربية ، او انها ستجد الاحترام الذي يحقق لها رغباتها ، لكنها ستكون في الواقع كالداخل في منظومة الدين اليهودي المعاصرة ليس يهودياً مقبولاً ولا غيراً محترما . وستعاني هناك مرحلة إثبات الذات التي لن تكون منتجة لسببين : ان الغرب يجعل دونية المجتمع الشرقي معيارًا ثابتاً بغضّ النظر عن انكسار الفرد عن شرقيته ، والثاني ان المهاجر المنسلخ عن ثقافته بدافع غرائزي اناني سينشغل بالبحث عن الملذات الى الدرجة التي تمنعه من صناعة الكيان الناجح . وليثبت الفرد المنسلخ ولائه للغرب ومشاريعه التضخمية سيحاول إظهار العداء والبغض لامته وأبناء جلدته ومجمل الثقافات غير الغربية ، الامر الذي يجعله مندفعاً باستمرار نحو مواجهة الاخر عاطفياً ، وسلاحاً للتخريب الذهني يستثمره الغرب .
المبحث الثاني : اغتيال الأدمغة

لقد اعتمد هذا المبحث على فحص قاعدة بيانات شبكات الاخبار والصحف والكتب والتقارير التي تناولت موضوع الاغتيال العلمي والقتل العشوائي او المنظم او السياسي . دون الالتفات إلى الاعتقادات السياسية او الفكرية للأسماء الواردة هنا ، ودون التركيز على الجهات التي قامت بمثل هذه العمليات . كذلك اهتم المبحث بوجود إنجاز إبداعي معتد به للواردة أسمائهم هنا كنموذج موضوعي لاحد اهم الأسباب لتخلّف منطقة الشرق الأوسط تقنيا وسياسيا .
مع التنبيه إلى أن الجانب الابداعي لا يقتصر على العلوم التطبيقية، بل ربما يكون للشخصية الإصلاحية دور اكبر في صناعة الحضارة من الدور الذي يلعبه الباحث الأكاديمي الفرد ، حين تحرّك خلايا الأمة غير الفعالة ، او توجه مسار الحضارة نحو مدنية أكثر إنسانية وعطاء . وكذلك حال المنجز الأدبي ، الذي هو من العلامات الفارقة للأمم .
وربما حمل بعض من ورد اسمه أفكارا تعارض أفكار القارئ ، لكننا نظرنا فقط الجانب الابداعي من سيرتهم ، وأيضا ما انجزوه على أرض الواقع .
وهذه القائمة نموذج غير مكتمل لحقيقة ما عليه الوضع العلمي والأكاديمي البحثي من انضغاط ناشئ عن مؤثرات سياسية ، افقد الأمة جزءً من عقولها ، وتسبب في هجرة وتهجير جزء آخر ، فيما يعيش الجزء الأخير سجناً كبيراً تحت مسمى ( وطن ) ، او سجناً تحت مسمى البيروقراطية والإهمال ، فتمتلئ ادراج الجامعات ومراكز الأبحاث بآلاف الرسائل والاطاريح غير المفعلة .
ويبدو واضحاً على القائمة أهمية دول مثل العراق ومصر وسوريا ، من خلال ورود أغلب الأسماء منها ، كما ان لها تأثيرا واضحا في مجمل التقدم العلمي للمنطقة من خلال الإعارة العلمية والتعاون البحثي . وضعف دول الخليج التي ترينا مفارقة كبرى حين ننظر الحالة ( السعودية ) التي تقوم على أسس دينية متطرفة جدا ، وتكاد تكون الأكثر تخلفاً في منهجها الديني ، لكنها تُعتبر الحليف الأقرب لأكثر الدول الغربية تقدماً تقنيا . لكنّ الإشكال الخليجي يرتفع حين نعرف ان هذه الدول تُدار بصورة شبه تامة تقنيا من قبل شركات خارجية متعددة الجنسيات او وطنية غربية ، وهي مفارقة أخرى في العلاقة بين التطرف والبداوة والدول الأكثر تقنية . ومع ذلك لا تُعتبر دول الخليج قادرة تقنيا ، لانها تستورد التقنية ، أو تجمعها على ارضها في أحسن الأحوال ، اذ ينتمي المهاجرون الى بلدان مجلس التعاون الخليجي الى فئات مختلفة من المهارات ، فمن المهاجرين من الهند ، الذين يشكّلون ٣٠ ٪‏ من مجموع العاملين في بلدان مجلس التعاون الخليجي ، ذوو الاختصاص كالأطباء والمهندسين والمدراء والعمال شبه المهرة مثل الحرفيين والسائقين والعمال اليدويين ، والعمال غير المهرة الذين يزاولون أعمالاً في قطاع البناء أو يعملون في المتاجر والمنازل والمناطق الريفية . لكن معظم هؤلاء المهاجرين يزاولون أعمالاً من فئة المهارات المتدنية .

 

سامية عبد الرحيم الميمني
بروفيسورة ومخترعه وجراحة مخ واعصاب سعودية ، وجدت مقتولة خنقاً في شقتها ووجدت جثتها في إحدى المدن الأمريكية داخل ثلاجة معطله عن العمل .

 

جمال حمدان
أحد أعلام الجغرافيا المصريين ، عثر على جثته والنصف الأسفل منها محروق في 17 / 4 / 1993 .

 

الدكتور نبيل أحمد فليفل
عالم ذرة عربي شاب من فلسطين ، استطاع دراسة الطبيعة النووية ، وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين من عمره ، عثر على جثته في منطقة “بيت عور ” في 28 / 4 / 1984 .

 

سميرة موسى
عالمة ذرة مصرية ، أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول ، استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952 وفي طريق كاليفورنيا ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق .

 

حسن كامل الصباح
مخترع لبناني، تنسب إليه عشرات الاختراعات التي سجلت في 13 دولة في مجال الهندسة الكهربائية ، قُتل بحادث سيارة في 31 / 3 / 1935 في الولايات المتحدة الأمريكية .

 

الدكتور سمير نجيب
عالم ذرة مصري ، استاذ في جامعة ديترويت الأمريكية ، قرر العودة إلى مصر بعد نكسة 1967 ، لكنه قُتل بحادثة سيارة في ليلة عودته .

 

الدكتور نبيل القليني
عالم ذرة مصري، اختفى منذ عام 1975 بعد خروجه من شقته التي كان يقيم فيها في تشيكوسلوفاكيا ولم يتم معرفة اي شيء عنه بعد ذلك .

 

 

الدكتور علي مصطفى مشرفة
عالم فيزياء نظرية مصري ، وحصل علي دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن 1923 ثم كان أول مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم من إنجلترا من جامعة لندن 1924 ، توفي في 15 / 1 / 1950 ويُشاع بأن السبب كان جنائيا .

 

الدكتور يحيى المشد
عالم ذرة مصري ، عمل في البرنامج النووي العراقي في سبعينات القرن العشرين ، في 13 / 6 / 1980 عُثر عليه جثة هامدة مهشمة الرأس في حجرته بفندق الميريديان بباريس .

 

الدكتورة سلوى حبيب
الأستاذة بمعهد الدراسات الإفريقية كانت من أكثر المناهضين للمشروع الصهيوني ، وصبت اهتمامها في كشف مخططات القادة الإسرائيليين نحو القارة الإفريقية وربما كان كتابها الأخير ” التغلغل الصهيوني في أفريقيا ” ، والذي كان بصدد النشر ، مبرراً كافياً للتخلص منها ، حيث عثر على جثتها وهي مذبوحة في شقتها .

 

 

الدكتور رمال حسن رمال
عالم لبناني ، عمل في مجال المادّة المكثّفة والفيزياء الاحصائيّة والنظريّة في مركز البحوث حول درجات الحرارة الشديدة الانخفاض في غرونوبل ، توفي في 1991 في فرنسا واشيع ان أسباب موته غامضة .

 

الدكتور سعيد السيد بدير
تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي ، في 13 / 7 / 1989 وجد ميتاً بعد سقوطه من أعلى عمارة في الإسكندرية .

 

الدكتورة عبير أحمد عياش
طبيبة لبنانية ، أبلغت بعض زملائها وزميلاتها في باريس قبل العثور على جثتها أنها توصلت إلى تركيب دواء يسهم بفعالية وإلى حد كبير في معالجة داء الالتهاب الرئوي الحاد سارس ، وجدت مقتولة في غرفتها الباريسية .

 

أردشير حسن بور
عالم نووي إيراني ، عمل في مؤسسة اصفهان ، مات مختنقاً بالغاز .

 

 

مسعود محمدي
عالم فيزياء الجسيمات إيراني متخصص في الفيزياء الرياضية ، اغتيل بانفجار استهدفه في 12 / 1 / 2010 عندما كان خارجاً من منزله للذهاب إلى الجامعة في طهران ، اتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن الحادث .

 

مصطفى أحمد روشن
عالم نووي إيراني ، وأستاذ جامعة ، أغتیل بواسطة قنبلة ألصقت بسیارته في 11 / 1 / 2012 .

 

مجيد شهرياري
فيزيائي وعالم فيزياء نووي إيراني قام بدور أساسي في إدارة برنامج إيران النووي ، اغتيل بواسطة قنبلة لاصقة في 29 / 11 / 2010 ، وقامت السلطات الإيرانية باتهام الموساد بعملية اغتياله .

 

محمد الزواري
مهندس تونسي، وعضو في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، أشرف على مشروع تطوير طائرات بدون طيار في كتائب القسام ، اغتيل في 15 / 12 / 2016 ، حيث قامت شاحنة صغيرة باعتراض طريقه ، بينما بدأ شخصان آخران بإطلاق النار عليه ب20 رصاصة .

 

 

الدكتور جاسم الأسدي
عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد ، اغتيل مع عائلته أثناء قيادته سيارته .

 

الدكتور عدي البيروتي
أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة في كلية طب جامعة النهرين العراقية ، اختطف من داخل المستشفى الجامعي ووجد مقتولا ، فاتخذ بعض زملاءه الحادثة سبباً للهجرة وترك البلاد .

 

الدكتور سلمان رشيد سلمان اللامي
عالم ذرة عراقي ، وجزء من البرنامج النووي العراقي ، مات في جنيف بمرض غامض في العام 1981 .

 

الدكتور طالب قصب جنديل
عمل في البرنامج النووي العراقي ، ثم سافر إلى ليبيا ، ووجد مقتولاً في شقته هناك ، حسب شهادة زميله الدكتور سعيد عبد الفتاح الدليمي .

 

الدكتور محمد عبدالله الراوي
عضو الهيئة الإدارية للأطباء العراقيين ، ورئيس اتحاد الأطباء العراقيين ، ترأس جامعة بغداد فيما بين 1999 و 2003 ، كان من بين المتخصصين العراقيين الذين اغتيلوا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق يوم 27 / 7 / 2003 .

 

الدكتور محمد عبد المنعم الأزميرلي
عالم ذرة مصري ، حصل على الدكتوراه في مادة البوليمرات من روسيا ، عمل في العراق ،و بعد الغزو الأمريكي للعراق تم اعتقاله في 2003 لسؤاله عن الأنشطة العلمية المتعلقة بمجاله ، وفي 19 / 2 / 2004 تم إرسال جثته إلى مصر .

 

الدكتور مجيد حسين علي
جامعة بغداد متخصص في الفيزياء النووية ، تمت تصفيته في 2004 .

 

الدكتور عماد سرسم
أستاذ جراحة العظام وعميد سابق لكلية الطب في بغداد .

 

الدكتور علي عبد الحسين كامل
جامعة بغداد ، كلية العلوم ، قسم الفيزياء ، وجد مقتولا .

 

الدكتور أسعد سالم شريدة
عميد كلية الهندسة، جامعة البصرة ، دكتوراه هندسة ، تمت تصفيته .

 

الدكتور محمد تقي حسين الطالقاني
دكتوراه فيزياء نووية .

 

الدكتور علاء داود
جامعة البصرة ، مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية .

 

الدكتور رعد شلاش
رئيس قسم البايولوجي ، كلية العلوم ، جامعة بغداد .

 

الدكتور طالب إبراهيم الظاهر
جامعة ديالى ، اختصاص فيزياء نووية ، اغتيل في بعقوبة في 2005 .

 

الدكتورة هيفاء علوان الحلي
جامعة بغداد ، كلية العلوم ، اختصاص فيزياء .

 

عاشور عودة الربيعي
ماجستير جغرافية بشرية من جامعة ميتشيجن الأميركية ، شغل موقع مدير مركز الدراسات ، اغتيل في 2004 .

 

آية الله محمد باقر الصدر
مرجع ديني وفيلسوف عراقي ، غيّر ملامح الفلسفة الإسلامية المعاصرة ، ومدّ الجسور المعرفية مع المنهج الاستقرائي ، وضع المبادئ الأولية لدستور الجمهورية الإسلامية في إيران ، وحدّد معالم البنك اللاربوي المعمول به في دول الخليج ، تم إعدامه مع شقيقته عام 1980 .

 

الدكتور نبيل عبد الكريم الحجازي
من مواليد 1946 العراق ، دورة ١٩٦٩ طب بغداد ، اختصاصي طب وجراحة العيون .

 

داريوش رضائي نجاد
اخذ البکالوريا في العام 1991 في الرياضيات. خلال فتره الدراسه حصل علي الکثير من الرتب العلميه في مدينته ومنها الرتبه الاولى في المسابقات العلمية في محافظة ايلام . في فرع الهندسة الکهربائية في جامعة مالك الاشتر في اصفهان وتخرج منها خلال ثلاث سنوات ونصف السنة بتفوق وکان من الاوائل فيها وکان يمتاز بمعرفته العالية في علوم الحاسوب . اشترك في امتحان الماجستير وتم قبوله في هندسة الکهرباء اختصاص القدرة في جامعة ارومية وتخرج منها بتفوق وبعدها خاض امتحان الدکتوراه ودخل جامعة خواجه نصرالدين طوسي في طهران عام 2012 ولکن تم اغتياله في نفس العام . کان يعد باحثاً متعاوناً مع بعض المؤسسات العلمية والجامعات الإيرانية ومنها مراکز أبحاث في وزارة الدفاع الإيرانية .

 

الدكتور حسن عيد
رئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى الوطني في سوريا اغتيل في 25 / 9 / 2011 .

 

الدكتور المهندس محمد علي نايف عقيل
نائب عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث السورية ، اغتيل في 25 / 9 /2011 .

 

الدكتور نايل الدخيل
العميد الركن في كلية الحرب الكيميائية السورية ، اغتيل في 25 /9 / 2011 .

 

المهندس اوس عبد الكريم خليل
الخبير في الهندسة النووية في جامعة البعث بحمص السورية ، اغتيل في 28 / 9 / 2011 .

 

حسن علي عبد الفتاح البصري
احد الطلبة العراقيين في المرحلة الثالثة علوم فيزياء جامعة بغداد ، توصل الى براءة اختراع في مجال تخصيب اليورانيوم للاستخدامات السلمية . يقال ان والده كان احد العلماء الموجودين في مفاعل تموز الذي قصف في عام 1981 .

 

جاسم الذهبي
بروفسور وعميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد ، اغتيل وزوجته وأبنه في 2 / 11 / 2006 ، قرب كلية الإدارة والاقتصاد في منطقة الوزيرية في بغداد .

 

غانم عبد الجليل
سياسي عراقي ، قاد مفاوضات تأميم النفط العراقي من الشركات الاحتكارية وتأسيس شركة النفط الوطنية ، في سبعينات القرن العشرين ، تم إعدامه في عام 1979 .

 

عدنان حسين الحمداني
سياسي عراقي ، قاد خطة التنمية الانفجارية في العراق في سبعينات القرن العشرين ، تم إعدامه في عام 1979 .

 

محمد محجوب
سياسي عراقي ، قاد مشروع محو الأمية في العراق في سبعينات القرن العشرين ، تم إعدامه في عام 1979 .

 

محمد عبد اللطيف مطلب الاسدي
تعين استاذا في كلية العلوم في جامعة بغداد للسنوات (1946- 1964)، وخلال ذلك تم اعتقاله كسجين سياسي في العهد الملكي في سجن نقرة السلمان لمدة عشرة سنوات حيث أفرج عنه بعد 14 تموز 1958م، وسافر بعدها الى دولة المانيا الشرقية عام 1964م ، واستطاع الحصول على شهادة الدكتوراه في اختصاص الفيزياء النووية عام 1968م، من جامعة درسدن الالمانية، ثم نال شهادة دكتوراه ثانية في فلسفة الفيزياء من جامعة همبولت في برلين عام 1974م، وكتب في الصحف العلمية والمجلات الثقافية وأصدر عددا من الكتب.

 

محمد مهدي الجواهري
شاعر عراقي يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث ، حمل لقب شاعر العرب الأكبر ، أسقطت عنه الجنسية العراقية ، وتعرض لمضايقات سياسية عديدة ، فغادر العراق مرة عام ١٩٦١ ومرة اخيرة عام ١٩٨٠ بلا عودة .

 

الطاهر جعوط
شاعر وروائي وصحفي جزائري أُغتيل إبان العشرية السوداء في الجزائر ، ضاع دمه بين حراب الإرهاب والسلطة عام ١٩٩٣ .

 

محفوظ بوسبسي
عالم نفساني جزائري ، نائب رئيس الجمعية الدولية لعلم نفس الطفل والمراهق ، طعنه مجهولون أمام مستشفى دريد حسين الذي كان يشغل رئيسا لقسم طبي فيه عام ١٩٩٣.

 

نجيب محفوظ
روائي مصري ، هو أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب ، في 1995 طُعن في عنقه ، لكنه بقي حيا ، وتوفي في ٢٠٠٦ .

 

الدكتور وديع وهبي جرجس
عالم فيزياء نووية مصري وأستاذ في كلية العلوم جامعة القاهرة ، اختفى الدكتور وديع في 27 / ٦ / 2012 ، تم العثور على جثته بمشرحة زينهم بعد أربع أيام من تغيبه .

 

فريدون عباسي
عالم نووي شغل منصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ، ترأس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين في طهران ، تعرض في 29 / ١١ / 2010 لمحاولة اغتيال فاشلة نجا منها بأعجوبة .

 

الدكتور رشدي سعيد
أستاذ في الجيولوجيا ، تولى إدارة مؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية المصرية في الفترة من 1968 – 1977 ، إلى جانب دوره في الاكتشافات التعدينية ، صاحب مشروع أعمار جزء من الصحراء المصرية بواسطة نهر النيل ، لتشمله في النهاية قرارات اعتقال 1981 ، ليتغرب ويضطر لبيع مكتبته العلمية ليستطيع الحياة في الولايات المتحدة .

 

الدكتور جعفر ضياء جعفر
عالم نووي عراقي عمل في برنامج القنبلة النووية العراقية ، ضاع مستقبله العلمي بين رغبات السلطة الحكومية والضياع الأكاديمي وقرارات الأمم المتحدة المتأثرة بالرغبات الأمريكية .

 

الدكتور شاكر مصطفى سليم
علامة ومؤرخ وعراقي ، حصل على شهادة الدكتوراه في الانثروبولوجي ، وهو أول أستاذ عراقي أدخل هذا الاختصاص إلى جامعة بغداد ، وبدءاً من ١٩٥٩ تعرض بسبب نقده الاجتماعي إلى السجن والنقل من كلية إلى كلية ، ثم تعرض للفصل من الوظيفة .

 

الدكتور حنا ناصر
فلسطيني ، حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة بوردو في الولايات المتحدة. وكان حنا ناصر رئيس لفترة طويلة لجامعة بيرزيت ، وقد ساهم حنا ناصر بتحويلها من كلية للمجتمع إلى جامعة معترف بها ، عام 1974 تم نفيه من قبل السلطات الإسرائيلية.

 

عبد الرحمن رسول
مهندس عراقي ، احد العاملين في لجنة الطاقة الذرية العراقية ، اغتيل عام ١٩٧٧ .

 

الدكتور خالد أبراهيم سعيد
عراقي ، من علماء الطاقة الذرية ، قتل يوم ٧ / ٣ /٢٠٠٣ بواسطة جنود امريكان .

 

 

موسى الصدر
عالم دين ومفكر مسلم شيعي، ومؤسس حركة أمل، ولد في إيران في العام 1928، وكانت لديه أعمال عدة، منها إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وتفعيل عمل جمعية البر والإحسان في مدينة صور، وتأسيس حركة أمل اللبنانية، عرف بهدوئه وسعة علمه ومواقفه المعتدلة. ساهم بنسبة كبيرة في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وطرد الاحتلال عن بلاده . تم اختطافه في ليبيا عام ١٩٧٨ وتغييبه .

 

سيد قطب
مصري ، يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية ، والفكر الإسلامي. حدد كثيرا في فكر اهل السنة والجماعة وفتح باباً قريباً من الاجتهاد ، وانتقد الشخصيات ذات القداسة المزيفة في التاريخ الإسلامي والتي تسببت بارباك العقل الجمعي عبر التاريخ ، كما فرض مناهج السياسة الدنيوية القائمة على الخداع والمكر . حكم عليه بالسجن 15 سنة ذاق خلالها ألوانًا من التعذيب والتنكيل الشديدين . وتم إعدامه عام ١٩٦٦ .

 

نمر باقر النمر
رجل دين وناشط مدني سعودي ، تم إعدامه في ٢٠١٦ .

 

القاضي عبد القادر عودة
فقيه دستوري مصري ، عُيّن عضوًا في لجنة وضع الدستور المصري، وكان له فيها مواقف في الدفاع عن الحريات، في عام 1953م انتدبته الحكومة الليبية لوضع الدستور الليبي. تم إعدامه عام ١٩٥٤ .

 

إبراهيم حسن عدو
مؤسس جامعة بنادر في مقديشو الصومالية وأول رئيسها وهي الجامعة التي اضافت نقلة نوعية الي العمل التعليمي في البلد نظرا لاعدادها كوادر طبية في وقت بات الشعب بامس الحاجة اليها ، تم قتله في ٢٠٠٩ .

 

محمد نجيب
سياسي وعسكري مصري ، هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية ، لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية حتى عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بقصر زينب الوكيل حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة. بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة ، مع منعه تمامًا من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته ، وشطبوا اسمه من كتب التاريخ والكتب المدرسية ، كان يحظى بشعبية كبيرة وله علاقات حميدة بالإسلاميين وابناء الريف ، ويميل إلى المشاركة الجماهيرية في الحكم ، ويرفض الآليات القاسية للعسكريين ، الأمر الذي أغضب العسكر .

 

رشيد كعبار
ليبي ، أحد طلاب كلية الصيدلة تم القبض عليه وهو يصلي العصر في جامع قصر الملك بطرابلس وهو لم يتجاوز ال20 من العمر ، وبعد ثلاث سنوات من الاعتقال جاءت به سيارة عسكرية مصفحة إلى جامعة طرابلس وتم الاعتداء على الطلاب وإجبارهم على التواجد بالساحة رأى الجميع السيارة العسكرية المصفحة نظر رشيد كعبار لزملائه وصاح ( الله أكبر ) رددها خلفه بعض الطلاب فانهال أحد العسكريين عليه ضربا وقاموا بوضع حبل المشنقة على رقبته وهو يكبر وفي لحظة ضيق الخناق على رقبته واحمرت وجنتاه قبل أن يفارق الحياة وفي توقيت صعب استطاع رشيد كعبار وهو يتدلى في الهواء استطاع رفع يديه وتوجيه التحية لزملائه هذه الحركة استفزت السلطويينفقاموا بالتشبت بجثته والتنكيل به . لم يكن كعبار رمزاً علمياً ، لكنّ واقعة إعدامه وسط الجامعة وأثناء جمع احتفالي ، والتي سبقتها واقعة إعدام مشابهة تماماً عام ١٩٨٣ لمحمد مهذب حفاف ، بالإضافة لما قام به القذافي من إعدام الطلبة عام ١٩٧٦ في جامعة قاريونس ، تركت هذه الأحداث انكساراً سرى لواقع الاستيعاب العلمي .

 

اية الله محمد محمد صادق الصدر
رجل دين عراقي كبير ، إصلاحي ، تسبب في تسعينات القرن العشرين في خفض معدلات الجريمة والظواهر اللااخلاقية في العراق ، رغم محاصرته وأنصاره من قبل السلطة ، كما كان له منهج علمي مميز ساهم في تغيير معالم المؤلفات الدينية في منطقته ، وعمل على تأسيس الجامعات الدينية الواعية لمتطلبات العصر ، وحاول جاهداً كسر الجمود والتحجر لدى رجال دين آخرين متزمتين وكلاسيكيين . قام النظام العراقي بقتله عام ١٩٩٩ .

 

خالد الأسعد
عالِم آثار سوري، وكان قد شغل منصب المدير العام للاثار ومتاحف تدمر مُنذ عام 1963. عمل مع عدة بعثات أثرية أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية وغيرها خلال سنوات عمله الطويلة ونال عِدة أوسمة محلية وأجنبية. وكان يتحدث لغات أجنبية بالإضافة لإتقانه اللغة الآرامية وكان له حوالي 40 مؤلفاً عن الآثار في تدمر وسوريا والعالم ، في 18 / ٨ / 2015 قام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بإعدام الأسعد بقطع رأسه، وعلق جُثته على عمود كهربائي .

أحدث المقالات