اثبتت لغة الواقع ان أسوأ طرق تهديم الدول والشعوب هي الصراعات الطائفية والمذهبية ولو عدنا مراجعة تاريخنا لاحظنا كم هو حجم الدمار الذي وقع على كاهل امتنا التي تعيش في منطقة الجزيرة والشرق اوسط فمنذ وفاة النبي محمد والصراع اختزل بين الامام علي والخليفة ابوبكر ومن ثم صراعا بين اتباع الطرفين الى ان استقرة هذه التسمية العمومية صراع الشيعة والسنة ولست هنا في مجال البحث عن حيثيات الصراع وإسبابه اذ ارى من الصعب الوقوف على قراءات تاريخية محايدة وكل منهما يحمل مبررات متوارثة من وجوده وانتمائه الطائفي والمذهبي او البيئة او الوسط الذي عاش فيه وترعرع داخله او درجة الوعي والثقافي وهذان بحاجة ماسة الى وجود وعي مجرد والحالة عندئذ تتطلب قوة وصلابة ورصانة فكرية عالية المستوى والنضج الواسع كي تنتقل مرحلة الوعي الشمولي الى وعي خاص مجردمن كلا الاتجاهين وهذا بالتالي يحتاج الى انسلاخ تام من قراءات غير موضوعية والتي لايمكن لها ان تصور وجودنا دونما الوجود السلفي والتاريخي لهذا السجل العتيق الذي لو تم فيه المراجعة وأخذ كل منا يفكر ويسأل ويتجرد بالقول لماذا نعيش هذا الواقع؟ والى متى يستمر؟وهل الحياة صراع شيعي سني؟ كيف لنا ان نحرر وعينا عقولنا ونبدأ إيجاد مشتركات بيننا لتكن اقتصادية ونضع لنا دستور وقانون يحرم العودة والإشارة لكل موروث يثير تلك الشجون التاريخية وهذا يتضمن منع اي منهج ديني او سلوك تبشيري سواء على مستوى الاعلام او التعليم والمناهج بدا من المرحلة الدراسية الابتدائية وكل التشريعات التي لها علاقة بالمنظومة الدينية وترك كل ذلك لخصوصية الانسان دون التأثير على معالم وجود الآخرين وحياة المجتمع وإطلاق الحريات التي يقر لها الدستور المدني بالتأكيد هذا صعب المنال ولكن لا خلاص لنا كعراقيين سوى التحرر من هذا المزدوج المذهبي ولا نستطيع بناء وطن تسيره الماكنة التاريخية والخطاب الذي عاشة علية منظومتنا عبر قرون ولم تورث الا الحسرة لما تمر فية منكفئة على أطلال السيف والشعر والثأر اننا نحتاج وعي حقيقي يرسم لنا خارطة تضعنا مع الشعوب التي شيدت صروح من المعرفة .