13 فبراير، 2025 5:37 ص

التخـ …….. ـطيط في العراق المعاصر

التخـ …….. ـطيط في العراق المعاصر

كل دول وشعوب العالم تعنى بالتخطيط المستقبلي ، الا نحن في العراق فهو مجرد هبّة وقتية .. وحتى الشركات والمشاريع والافكار البسيطة لا بد ان تخضع للتخطيط المبرمج وفق قاعدة الإمكانيات ، ومراحل العمل والنتائج النهائية ..

ومع ان التخطيط كوزارة وكجهاز كان قد بدأ في العراق خلال فترة الخمسينات ابان العهد الملكي عن طريق محلس الاعمار والتخطيط ، واستمر حتى سقوط العراق بيد الاحتلال الامريكي الغاشم ، الا ان العراق العراق الديمقراطي اهمل هذا الجانب تماماً وصارت وزارة التخطيط بعيدة وهامشية عن اهداف  الكتل والحيتان الكبيرة لان ( مابيها خبزة زينة ) !! .. وصار كل وزير جديد  ( وهم حصراً من طائفة معينة .. طابو ملك صرف ) ينسف ما خطط له الوزير السابق .. وهلم جرا ..

تريدون امثلة ؟ فلدي بدل الواحد عشرات .. وهاكم امثلة فقط : 

لقد حقق البلد في العام الماضي بفضل جهود الفلاحين والمزارعين اكتفاءً ذاتياً من محصول الحنطة وحقق فائضاً باكثر من مليوني طن من هذه السلعة التي يسيل لها لعاب دول عديدة حول العالم ، بل ان بعض الدول تعتبر هذا المحصول مسالة امن قومي كمصر والهند والاردن وغالبية دول افريقيا .. وهنا اتساءل اين ذهب هذا الفائض ؟ هل خططنا لارساله وتصديره الى الخارج لنضيف مصادر جديدة للدخل القومي بالعملة الصعبة وتعظيم موارد الدولة .. واذا لم نفعل ذلك ( ولم ولن نفعل ) فهل خططنا لمبادلة او مقايضة هذا المحصول المقدس لدى العراقيين ( قديماً وحديثاً ) بمصنوعات او منتجات تمس اليها حاجة العراقيين كالغاز والكهرباء والاسلحة والمواد الاولية ؟؟ ثم دعوني اتوجه الى وزارات  الزراعة او التجارة او التخطيط : كم هي الصوامع والسايلوات والمخازن التي تم بناؤها لتخزين هذا المحصول الحيوي سيما اذا وضعنا بالاعتبار كمية المحصول للموسم الزراعي الحالي ؟ وهل سنترك المحصول في العراء تحت رحمة آلظروف الجوية القاسية ليتلف او يصبح طعاماً للطير وهباء الرياح .. واذا لم نفعل ذلك فلماذا لا نزيد حصة الموطن من هذه المادة الحيوية ضمن مفردات البطاقة التموينية او السلة الغذائية يدل ان نفقدها هباءً منثورا ؟

المثال الاخر ، وهو الذي يوجع كل عراقي ويمسه بالصميم هو موضوع الكهرباء .. فكل المؤشرات ( تبشرنا ) خلال الصيف القادم بما هو اسوء من كل العقود الماضية !!.. انتم تعرفون لعبة القط والفار بين امريكا وايران .. وان العراق هو ساحة الصراع بين هذين العدوين الصديقين .. فلماذا ربطتم انتاج العراق من الكهرباء بالغاز الايراني وانتم تعرفون انه محل مساومة بين الدولتين ..والسؤال الذي يحيرني ويحير كل ذي عقل : لماذا نبني محطات كهرباء تعمل على الغاز ونحن نستورده من ايران ، وايران لديها مشاكل لوجستية ، وهي بحاجة للغاز ومن المؤكد انها تحتاجه ولا تفرط بتصديره الينا كرامة لعيون الشعب العراقي او لعيون من كانت تاويهم وتصرف عليهم وتدربهم ايام كانوا معارضين للنظام السابق ؟.. ثم وهذه الطامة الكبرى ، تذهبون لاستيراد الغاز من تركمانستان!!! فكيف سيعبر الغاز التركمانستاني للعراق وليس سوى طريق واحد وهو  ايران ؟ هل فقدتكم عقولكم ؟ وهل تتصورون ان دولة مثل ايران تسمح لكم باستيراد الغاز عبر أراضيها وهي تعاني أصلاً من العقوبات والحصار والإجراءات القسرية من امريكا والغرب ؟؟ اليست قطر هي واحدة من اكثر الدول انتاجاً وتصديراً للغاز .. فلماذا لم نتفق ونتعاقد مع قطر لتزويدنا بالغاز وهي تمتلك اسطولاً كبيراً من ناقلات الغاز واسعارها تفضيلية ولا تبعد سوى اقل من تسعمائة كيلومتر عن موانئ البصرة .. وذلك يعني ثقة مستدامة وسرعة النقل والتجهيز وامكانية الدفع بالآحل والمقايضة وامكانية الاستثمار والمشاركة سواء في الانتاج او النقل والتوزيع ؟؟ واعتقد ان ذلك سيرضي امريكا والامم المتحدة وجامعة الثول العربية .. وسيثلح قلوب العراقيين جميعاً ويطمئنهم الى صيف فيه نسمات بخيخ مقبولة .. ام ان ذلك سيغضب ولاة الامر في …. الارجنتين وهو امر مرفوض .. ولا يمكن حتى التفكير فيه !..

هل تريدون أمثلة اخرى على التخـ….. ـطيط في عراق اليوم يا سادة ياكرام …. اعتقد جازما ان لديكم عشرات مثلها .