23 ديسمبر، 2024 3:44 ص

التخبط التربوي في زمن التكنولوجيا

التخبط التربوي في زمن التكنولوجيا

بناء أي حضارة يبدأ أولا من التعليم وتربية جيل واع ومحتضر ومتعلم وهذا ما اثبتته تجارب الحضارات المتقدمة والدولة المتطورة ، واغلب دول العالم تسعى الى مواكبة عصر السرعة والتكنولوجيا للوصول الى مجتمع متعلم لبناء حضارة وامة مثقفة ولكن دون مواكبة ذلك تبقى الأمم جاهلة ومتخلفة .
يقول احد المستشرقين (اذا اردت ان تهدم حضارة امة فهناك وسائل ثلاث “هدم الاسرة ، هدم التعليم ، اسقاط القدوات” ، لكي تهدم الاسرة عليك بتغيب دور الام اجعلها تخجل من وصفها ربة منزل ، ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم لا تجعل له هيبة في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه ، ولكي تسقط القدوات عليك بـ”العلماء” اطعن فيهم قلل من شأنهم شكك فيهم حتى لا يسمع لهم احد ، فاذا اختفت الام الواعية واختفى المعلم المخلص وسقطت القدوة فمن يربي النشء على القيم ) .
وعلى الرغم من وجود المخلصين من المعلمين والأساتذة لبناء جيل واع ولكن تأتي الريح بما لا تشتهِ السفن ، فهناك ارادات داخلية وخارجية تسعى الى تهديم التعليم فالفساد الذي خرق جسد جميع مؤسسات الدولة لم يترك وزارة التربية والتعليم بعيدا فقد اخترقها في رأسها من خلال المتصديين المتحزبين الذي عاثوا في الوزارة فسادا ، فنهشت جسد الوزارة بالكثير من ملفات الفساد طيلة الثمانية عشر سنة الماضية وهذا ليس خافيا على القاصي والداني مما اثر سلبا على الطالب والمجتمع وهدد ويهدد مستقبل جيل كامل .
وبعد مخاض عسير وفي وقت صعب للغاية دخلت التكنولوجيا الى عالم التعليم على يدي جائحة كورونا واستبشرنا خيرا على الرغم من تناقضاتها وتلكؤها ولكن نقول نحن في بداية المشوار ولابد من مساعدة الجميع للوصول الى الغاية ، ولكن قرارات وزارة التربية والتعليم الصادمة واخرها وليس اخيرها القرار المتسرع في تحديد يوم الامتحانات النصف سنوية والتي لم يجف الحبر على ورقها حتى تم تعديله بأقل من يوم واحد وهذا ما أربك بشكل كبير المؤسسات التعليمية والبيوتات العراقية الذي لا يخلوا من أي طالب.
على الدول العراقية بجميع مؤسساتها العمل بجدية وبذل كل طاقاتها المالية والعلمية من اجل تغيير الواقع التربوي لإنقاذ ما تم تدميره على يدي مجرمي العصر الذي نالوا من افشال الواقع التربوي وإعادة امجاد بلادنا التي لازالت تتغنى بها الأمم .