23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

الكثير من المعارضين السوريين لنظام بشار الأسد إصطفوا معه عندما جاءت الريح الداعشية بحجة إسقاط النظام ؛ وقوفهم هذا ليس حبا بالاسد ولابطريقة إدارته الديكتاتورية إنما بسبب دموية دعاة التغيير وعشقهم لإقامة دولة القتل وإلغاء الآخر وطمس جميع مشاهد الحياة
نحن في العراق بتنا نعاني من نفس المعاناة السورية فنحن نعاني من سوء الإدارة التي مارسها القادة الشيعة منذ سقوط نظام صدام حسين الى يومنا هذا ؛ لكننا اليوم نصطف الى جانبهم خوفا من المشاريع التغييرية التي ينادي بها الدواعش وأعوانهم
لذلك نعتبر إن نار الفشل ونار الفساد الإداري والمالي ونار التضييق على بعض الحريات الشخصية هي أفضل بكثير من جنة داعش وأهدافها
أما قضية الطائفية واتهامنا بالميل نحوها وتناسينا لمبادئ حقوق الدولة المدنية القائمة على أسس إحترام حقوق الإنسان والمواطنة الصالحة وعزل الدين عن الدولة فهذه مبادئ نبيلة لايمكن أن نتناساها ولكن البقاء على النظام الطائفي الحالي هو أهون بكثير من الخروج عليه وإسقاطه لأنه يفتح الباب بوجه مشاريع الظلام التي تحرق الأخضر واليابس
وبالمقارنة بين نظام الفساد الحالي ونظام الدواعش فان النظام الحالي يعتبر بمثابة سبعة نجوم اذا ما قورن بنظام الخليفة البغدادي ودولته الاسلامية المزعومة
لقد إستغربت كثيرا من مقالات صديقي الكاتب السوري المعروف بمعارضته للنظام السوري حين تحول الى داعم للنظام وللجيش السوري ولازال يطالب بسحق مايسمى بالمعارضة السورية ويدعو الله أن يحفظ بشار الاسد لحماية سوريا !
تحول هذا الكاتب الى موال للنظام ليس نفاقا بل لعلمه إن سقوط سوريا سيفتح الباب للمشاريع الإجرامية التي تقضي على جمال سوريا وذبح تعددها وألوانها المختلفة
تحولي اليوم لكتابة بعض المقالات الداعمة لتوجهات الحكومة ينطلق من إيماني بالمشروع السياسي وإمكانية إصلاحه وضرورة دعمه والحفاظ عليه لأن فقدانه سيفتح الباب أيضا لمشاريع إجرامية أكثر بكثير مما نشهده اليوم .
[email protected]