كشفت الحرب مع إسرائيل عن ثغرات حرجة في منظومة الدفاع الإيراني خاصة في مجال الدفاع الجوي والقدرات الجوية مما دفع إيران لتبني تحول استراتيجي يعتمد على شراكات غير تقليدية زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى بكين لم تكن بروتوكولية بل هدفت لسد هذه الثغرات عبر الحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة وطائرات حديثة ومنظومات رادار بعيدة المدى من الصين وهذا التعاون يعكس تحولاً من الاعتماد على الحلفاء التقليديين أو الصناعات المحلية وحدها نحو شراكات استراتيجية جديدة قائمة على المصالح المتبادلة وليس الشعارات الأيديولوجية مع وجود التحديات الداخلية والانقسامات السياسية برز انقسام واضح داخل إيران بين تيارين رئيسيين التيار الأول يدعو لفتح قنوات تفاوض مع الغرب لرفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي بينما يصر التيار الثاني على منطق الاستقلال الاستراتيجي ورفض الوثوق بالولايات المتحدة خاصة بعد ضرباتها العسكرية الأخيرة كما أن الحرب عمقت الأزمات الاقتصادية القائمة مثل البطالة وانخفاض مستوى المعيشة لكنها وحدت الصفوف الداخلية مؤقتاً حول القيادة السياسية خلال فترة المواجهة وأفرزت تلك الحرب تداعيات على ميزان القوى الإقليمي أظهرت الضربات الإيرانية المباشرة على إسرائيل قدرة طهران على اختراق الدفاعات الإسرائيلية حيث وصلت نسبة الصواريخ التي تخطت منظومات الدفاع الجوي إلى 10% مما تسبب في أضرار مادية وسقوط ضحايا كما كشفت الحرب عن هشاشة البنية التحتية للجبهة الداخلية الإسرائيلية مثل نقص الملاجئ وانهيار نظام الإخلاء مما أدى إلى نزوح آلاف الإسرائيليين ورغم الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية فإن طهران تعتبر برنامجها النووي حقاً مكتسباً غير قابل للتفاوض وهو ما قد يزيد الاحتكاك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد الحرب مما جعل الجانب الإيراني بالتحول نحو “المناعة الاستراتيجية” تسعى إيران لبناء ما يسمى “المناعة الاستراتيجية” وهو مفهوم يعتمد على الاكتفاء الدفاعي الذاتي وقدرة الردع دون الحاجة لحلفاء عسكريين تقليديين وذلك عبر تعزيز ترسانتها الصاروخية وتنويع مصادر التكنولوجيا العسكرية ويعكس هذا التوجه إدراك طهران أن التحالفات المرحلية قد تشكل عبئاً سياسياً ولا توفر الأمن الحقيقي على المدى الطويل ولزيارة الوفد الإيراني لبكين أبعاد متعدده وتحمل بين طياتها رسائل مشفرة و متعددة المستويات أولاً قدرة إيران على تجاوز العزلة الدولية ثانياً امتلاكها بدائل استراتيجية عن الغرب ثالثاً إرسال تحذير للولايات المتحدة وإسرائيل بأن عصر التفوق العسكري المطلق قد انتهى وأن المعادلات الإقليمية في طور التغير لصالح تحالفات جديدة تقودها قوى صاعدة كما أن اختيار الصين تحديداً يعكس حساباً دقيقاً لقدراتها التكنولوجية والعسكرية التي قد توفر لإيران نقلة نوعية في قدرات المراقبة الجوية والدفاع الصاروخي وحرب الاستنزاف والعمليات الاستخباراتية
رغم وقف إطلاق النار إلا أن المؤشرات تشير إلى تحول الصراع نحو حرب استنزاف طويلة الأمد وحرب جواسيس حيث كثفت إيران جهودها لتصفية العناصر المشتبه بتعاونها مع أجهزة استخباراتية صديقه إلى ايران بينما تسعى إسرائيل وأميركا لاختراق المنظومة الأمنية الإيرانية خاصة فيما يتعلق بتقييم الأضرار الحقيقية التي لحقت بالبرنامج النووي كما أن طهران ترفض أي مفاوضات تشمل برنامجها الصاروخي وتعتبره خطاً أحمر غير قابل للمساومة .وبهذا لان ايران تعيد هندسة منظومتها الدفاعية لمواكبة واقع التهديدات الجديد بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التوازن الإقليمي والدولي وذلك عبر تعزيز الردع غير المتماثل والقدرة على رفع تكلفة أي هجوم محتمل كما أن الضربات الأخيرة أثبتت أن طهران قادرة على تحويل الصراع من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة عند استنفاد جميع الخيارات وهو ما يغير قواعد الاشتباك في المنطقة واضافه لذلك حاولت إيران فتح قنوات مع روسيا خلال الحرب وعلى مايبدو الأمر كان سلبيا من الجانب الروسي ولهذا تحولت إلى الصين وكما عودتنا روسيا دائما تخذل اصدقائها وقت الأزمات ولها حساباتها مع امريكا واديها الاستعداد ان تتخلى عن حلفائها مقابل مصالحها كما فعلت في سوريا والعراق وليبيا .من نتائج هذه الحرب كل موازين وتوازن القوة تغيرت بمنطقه الشرق الأوسط ولأن فرض واقع جديد وسقطت المخطط الذي رسم ان تكون اسرائيل ملك الشرق الأوسط .