12 أبريل، 2024 2:37 ص
Search
Close this search box.

التحولات الكبيرة المقبلة في المنطقة العربية

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغم من تأكيد المسؤولون الامريكيون؛ من ان سحب بطاريات بتريوت من المملكة العربية السعودية، لا يؤثر على ألتزام الولايات المتحدة الامريكية، بحماية كما يقولون، (الحلفاء) في الخليج العربي، الا ان المعطيات الواقعية، التى تتحرك على الارض لا تؤيد هذا؛ التأكيد، بل تؤكد ما يخالفه، والى حدود معينة حتى الآن. هناك ابتعاد في السياسة، للملكة العربية السعودية، عن نهج السياسة الامريكية، في حدود كما قلنا في البداية، مسيطر عليها، لاتزال حركتها، تقع في طار التحالف، بمعنى لاتوجد قطيعة او تقاطع في الوقت الحاضر، بل لايزال التفاهم والتنسيق بين الجانبين، في قضايا المنطقة؛ مستمر، لكن، وفي ذات الوقت، هناك برودة في العلاقة (التحالفية)، ربما بسبب سياسة ترامب، او املاءاته، التى تبتعد كثيرا عن الدبلوماسية المتعارف عليها في العلاقة بين دول ذات سيادة. من الجانب الثاني، وهذا الجانب مهم، السعوديون لم يثقوا في الجانب الامريكي في حلحلة ملفات المنطقة، وعلى وجه التحديد، ملف ايران، والذي يعني السعودية كثيرا، لجهة الحاضر والمستقبل القريب والقريب جدا.ايران على الرغم مما تتعرض له من عقوبات اقتصادية قاسية من الولايات المتحدة الامريكية، لكنها، وفي الفترة الاخيرة، خفت حرارة المواجهة بين الجانبين؛ فقد تبادل الجانبان، السجناء من رعايا الدولتين، اضافة الى تصريح المسؤولون الايرانيون، من انهم على استعداد في الافراج عن السجناء الامريكين او التفاوض حول الافراج عن سجناء الدولتين بلا شروط مسبقة، وهذا هو ماصرح به، السيد حسن روحاني، الرئيس الايراني، بما يخالف المواقف الايرانية السابقة. الولايات المتحدة، تقوم في الاشهر الأخيرة، بحلحلة بعض الازمات في دول المنطقة، لناحية احداث تغييرات كبيرة فيها، العراق، في المدى المنظور، والقريب، هذه الحلحة، لاتخلوا من التفاهم الضمني بين ايران والولايات المتحدة، ليس بالضرورة، الاتفاق المباشر عليها، بل هناك طرق اخرى للحلحة، بالايحاء او بالانحناء الايراني، للعصف الامريكي، في الاقتصاد، والسياسة، وفي التواجد الايراني في دول المنطقة..ولو في هذه المرحلة، بدرجة منفخضة،غير مرئية، لعيون العقل السياسي المحلي، الذي يتولى أدارة شؤون الوطن، وبقية اوطان الهدف، في المنطقة العربية. الجانب الامريكي، عازم على ايجاد طرق، لتفكيك الازمات، بدفعها الى الحل الحاسم، والتغيير الكبير،في العراق،وفي لبنان، وغير الاثنين من دول المنطقة العربية، مستقبلا. الايرانيون برغماتيون، اصلا،اضافة الى برغماتية الأدلجة..وبالضرورة، ماينتج عنها، من سياسة مهادنة، تفتح طرق للتفاهم موقته مع الأخرين الاعداء( امريكا) من وجهة نظرهم الأيدولوجية والسياسية، اي لاتؤثر على المسار العام للوصول الى الاهداف،ولو خفت اندفاعتها او توقفت الى حين، في اسوء الاحوال. من الجانب الثاني؛ الايرانيون يدركون بصورة كاملة، ان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة جدا، وبالذات، وعلى وجه التحديد الحصري، العراق، ولبنان، ليس كما يروج له، بأنقلاب عسكري، او ما يشبه ذلك، أبدا، هذا لن يحدث، التغيير أو التحول الكبير، عبر (الديمقراطية)، وأدواتها، وهنا، قد لعب دورا كبيرا، وصنع الارض الصالحة او المستجيبة لهذا التحول الكبير المفترض؛ الاقتصاد، والسياسة، وسوء الادراة، والفساد، واللصوصية للمال العام،ولاحقا بقية دول المنطقة العربية. الايرانيون بماهم عليه في الوقت الحاضر، من ضعف واضح، مهما قالوا بخلاف ذلك، بما يضعف قدرتهم على المواجهة الحاسمة، بصورة مباشرة، لانقصد المواجهة العسكرية او في الحرب فهذا غير وارد بالمطلق،الا اذا حدث خطأ قاتل، غير مقصود، وهذا، لن يحدث، بفعل ضبط الحركة وايقاعها من الجانبين، بل المواجهة في الجانب الاقتصادي والسياسي، وفي الوجود الايراني في دول المنطقة العربية، في العراق، ولبنان. في الصدد ذاته، الايرانيون يعلمون بأن قدرتهم على تحريك الافعال التى تؤثر على الوجود الامريكي، وعلى المصالح الامريكية،وعلى التحرك الامريكي المناويء لهم، في المنطقة، قد ضعف كثيرا. عليه، من المحتمل، ان يتحول الانحناء الايراني، للعصف الاقتصادي، والسياسي الامريكي، المتوحش، على ايران؛ الى تفاهمات ضمنية، تقود الى مفاوضات، لاحقا.وهنا نحن لانقصد، في هذه السنة بل في السنة القادمة، نقصد بعد الانتخابات الامريكية، التى يعول على نتائجها، الايرانيون كثيرا، بل ينتظرونها بفارغ الصبر، لرسم خارطة سياسية، لتحريك الحوار مع الامريكيين. السعوديون على وجه التحديد، وليس بقية دول الخليج العربي، باستثناء البحرين، يسود ولو في الظاهر،علاقتهم مع ايران، الود والوئام،على السطح، وليس ما تحت السطح، فهذا له وضع وشرح اخر؛ يعلمون ومن تجربة العقدين الاخيرين مع الولايات المتحدة، من انها،حليف غير مضمون، او ليس محل ثقة، يعتمد عليها ستراتيجيا. في هذا السياق، السعوديون يخشون، في المقبل من الزمن، من التفاهمات الامريكية الايرانية؛ ان تقود الى الحوار بينهما، ومن ثم التوافق على ايجاد حل للملف النووي الايراني، بما يقود او يفضي الى رفع العقوبات عن ايران،كما حدث في سنوات ادارة اوباما. (من وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة، ان هذا الامر، والذي سوف يحدث بعد الانتخابات الامريكية، سواء فاز بها، ترامب او بايدن؛ لن تغير من سياسة الولايات المتحدة، اتجاه ايران، وهي سياسة، هدفها النهائي، تغير النظام الايراني ولو بعد سنوات.) هذه السياسة، بالاضافة الى وقاحة ترامب في التعامل معهم، هي من دفعت السعوديين الى؛ محاولة انهاء الحرب في اليمن.. بالاضافة الى الكلفة الاقتصادية والمالية والعسكرية للحرب في اليمن، والى محاولة مد جسور للتفاهم مع ايران ولو انها خفية، وغير مرئية، وواضحة في الوقت الحاضر، وفي بدايتها،لكنها، موجودة، وعبر وسطاء دوليون، لأرساء تفاهم في الامن، وعدم التدخل، وعدم الاعتداء، ولو بأذرع محلية. والعمل على تأسيس بداية لعلاقة متينة مع الصين، والاتحاد الروسي. لتأمين البديل في حالة تأزم العلاقة مع الامريكيين او تخلي الامريكيون عن الحماية، وضعف العلاقة (التحالفية). ان البرودة في العلاقة بين السعوديين والامريكيين، من الصعوبة، عودتها الى ما كانت عليه، في السابق، من تحالف مديد، وصلب، لكنها مع هذا تظل قائمة بصورة او باخرى، ولن تتفكك ابدا، بفعل دور اللوبي الصهيوني وبدرجة اقل السعودي، أقل كثيرا، كثيرا جدا، بما لايقاس، المؤثران في صناعة المواقف في البيت الابيض. أبرز مثال على هذه البرودة، وعلى ضعف الثقة في الولايات المتحدة، ما قام به السعوديون، وفي ظل أزمة كورونا العالمية، من رفع انتاج النفط، بما ادى الى انهيار اسعار النفط، الذي قاد الى افلاس بعض شركات النفط الصخري الامريكي. على الرغم من اتصال ترامب مع ولي العهد السعودي، لم تغير او لم تفعل السعودية، كما كانت تفعل في السابق، في تلبية المطالب الامريكية، في التقليل، من خطتها في ضخ النفط الى الاسواق العالمية، الا بعد اتفاق اوبك+، الذي تم فيه، تخفيض الانتاج، مع اشتراك شركات النفط الصخري الامريكية، في هذا التخفيض. في نهاية القول؛ نقول ان كل هذه التحولات الكبيرة المفترضة، يجري التخطيط لها، على الارض العربية، وتشغيل تنفيذها، بماكنة النظام الرسمي العربي، بما فيه، النظام في المملكة العربية السعودية. من الضرورة؛ ان نبين ان ما سبق القول فيه، من برودة العلاقة بين السعوديين والامريكيين، لايغير من الدور السعودي والدور الخليجي بصورة عامة، ودور الامارات، تحديدا، وهو دور تنفيذي، واجرائي على ارض الواقع؛ في التحولات الكبيرة والكبيرة جدا، والمقبلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب