ما ينقص التجربة الشيعية قبيل بداياتها؛ غياب الصوت الإعلامي الواعي والقادر على إيصال صوت الأغلبية والشعب العراقي بشكل عام. هذا النقص، آنذاك، جعل بعض الأصوات تتطوع أو تستثمر الحدث للصعود، بيد إنها فشلت في مهمة توضيح وشرح وإيصال، إرادة وصوت الشعب إلى الشعوب المجاورة، كما فشلت بمواجهة المشاريع المعادية للتجربة العراقية قبل وبعد إنطلاقها.
هذا الأساس الخاطئ، تأسست وفقه ظواهر سلبية عديدة ما زالت تساهم في تشويش الرأي العام وتغييب الحس الدستوري، وبالغالب تنطلق من منطلقات ضيقة جداً فضلاً عن إفتقادها للحرفية والواقعية المطلوبة في قراءة الخطاب أو الحدث.
تورّمت بعض العقول لدرجة التعفن، فصارت تتقلّب بين الشخصيات لا المواقف. تلك التقلبات تتناسب مع (بورصة الإبتزاز) إذ من يدفع في خانة الأمناء ومن لا يدفع فهو الخائن والمتهم، وما بينهما يكون الصوت تجاهه غامض!..بعضهم، بحث عن إمتياز وظيفي دون جدوى، لغياب المؤهل الدراسي؛ فأنكفأ على ذاته ثم إنطلق بإتجاه معاكس لمسيرته الأولى!..
إنّ التحولات الفكرية القائمة على مواقف، تعد من الأمور المهمة في بناء الوعي وديمومة الحراك الثقافي، والسياسي، والإجتماعي؛ غير أنّ الفكر الخاوي لا يمكنه القيام بتلك المهمة، ناهيك عن التضارب المصلحي الذي قاد أغلب المتحوليين إلى تحولاتهم.
دليل ذلك التضارب، هو الإرتباك والتعارض مع الدستور عند حديث أولئك عن حدث أو تحليلهم لموقف، فيلجأ أغلبهم إلى حيلة مكشوفة (الكلمات الثورية). جهاز الكشف عن تلك الحيلة هو الواقع؛ فهؤلاء يكتبون أو يتكلمون ويحللون من عواصم تبعد كثيراً عن العراق (لندن، أمستردام،..) وكنتيجة لتقاطع متبنياتهم مع الدستور ومبادئ العمل السياسي، وجدوا في مواقع التواصل الإجتماعي مخرجاً لتحليلاتهم (الفضائية) الأمر الذي حوّلهم مراهقين يتشاجرون مع من يختلف معهم عبر شاشة الحاسوب ومن أقصى (الجليد الثوري)!..
أحدهم قدّم تحليلاً أو بالأحرى ( تخيّلاً بمقاساته هو) طويلاً لخطبة عمار الحكيم في يوم العيد، وضمن أحدى فقرات التحليل كتب عن “خلاف وإختلاف بين بدر والحكيم”..الكلمات التي كتبها، مرفقة بصورتين وفي الصور يظهر بوضوح كل من وزير الداخلية القيادي في منظمة بدر ووزير البلديات الأمين العام المساعد لمنظمة بدر!..
يبدو إنّ تحليل ذلك السيد (الثوري) اللندي، يحتوي على عناصر فضائية، مرتكزاً على ثأر الموقع الذي لم يحصده بسبب غياب المؤهل الدراسي!