22 ديسمبر، 2024 11:22 م

التحليق في زمن كورونا … مشقة لابد منها

التحليق في زمن كورونا … مشقة لابد منها

واجه قطاع الطيران العالمي تحديات غير مسبوقة نتيجة حظر السفر وتوقف حركة الطيران خلال الاشهر الثلاثة الماضية ضمن خطة وقائية للحد من تفشي وباء كورونا , هذا التوقف الذي خلق ركود أقتصادي غير مسبوق تزامن مع جهود حثيثة من الحكومات في كل أرجاء العالم لاحتواء هذه الجائحة والتعايش معها لإعادة فتح الاقتصادات المتضررة وبضمنها قطاع الطيران الذي يستعد بإجراءات أعادة حركة السفر الجوي التدريجية للمسافرين وأيضا لتقليل الخسائر وتجنب الإفلاس أو الاستغناء عن العاملين.
هذه العودة باتت أمراً وشيكاً برغم أنها ستكون محدودة ولن تعود لطبيعتها قبل عامين حسب خبراء الطيران بسبب التغييرات الجذرية التي ستحدث أثناء الرحلة الجوية والتي وضعتها شركات الطيران العالمية كقواعد سفر جديدة وفقا لتوجيهات ونصائح منظمة الصحة العالمية وتوقعات منظمات الطيران العالمية والشركات الاستشارية للطيران وأيضا ماتم تطبيقه لحد الان من أجراءات خلال الرحلات الجوية لبعض الشركات العالمية وأخرها ( شركة طيران الاماراتية ) وهي أجراءات غير أعتيادية في السفر ستجعل منها “رحلة مشقة” بعكس ماكانت عليه سابقا من انها “رحلة متعة”.
وحسب أغلب التوقعات وماينشر من بيانات لسلطات الطيران المدني في العالم ستكون البداية للرحلات الداخلية وقتصارها على رحلات العمل أو الرحلات الضرورية كمرحلة أولى ومن ثم الاتجاه لتخفيف قيود السفر للرحلات الخارجية تدريجيا بأعتبار أن جميع التوصيات التي تعتمدها الحكومات لتقليل المخاطر صادرة من المنظمات العالمية ذات العلاقة كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني العالمية “الايكاو” وحتى الأتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا” (مع تحفظها اي الاياتا على تطبيق التباعد الاجتماعي داخل الطائرات مما قد تسبب خسائر مالية جسيمة لشركات الطيران تمنعها من الاستمرار ).
يبقى موضوع استعادة الثقة عند المسافرين للسفر عبر السماء مع تفعيل أجراءات التشغيل الناجح للرحلة الجوية هي متطلبات أساسية وحيوية لتمكين الاقتصاد العالمي من التعافي من فيروس كورونا , تبدأ بتطبيق أجراءت التحضير للرحلة قبل يوم كامل مع تنفيذ اجراءات السفر قبل 6 ساعات على الاقل من الاقلاع (بضمنها الطريق الى المطار) وتشمل على أجراءات داخل مطار الاقلاع وكذلك الهبوط وحتى داخل الطائرة اثناء السفر من أبرزها , تاكيد الحجز ألكترونيا والتاكد من الحصول على شهادة صحية تؤكد وجود أجسام مضادة لكورونا والتأكد أيضا من شراء (أو طلب شراء من الشركة الناقلة ) العلبة الصحية التي تحتوي على الكمامات والكفوف وسبري التعقيم وقناع الوجه , ومن ثم تطبيق أجراءات الدخول الى المطار من خلال العبور عبر بوابات التعقيم وكاشف درجة حرارة الجسم التي ستكون ملزمة على المطارات بتوفيرها وتحديد مسافات الوقوف بين المسافرين (حسب العلامات المرسومة على الارض) أمام موظف الحجز (البوردنك) , ناهيك عن ألزام المسافر بأرتداء الكمامات والكفوف في بداية الدخول للمطار كما سيتم التأكد من وجود لاصق على الحقيبة اليدوية للمسافر (تم التعقييم ) بخلافه لايسمح بصعودها الى الطائرة وهذا التعقيم سيشمل الحقائب المشحونة أيضا وبواسطة الاشعة فوق البنفسجية , أما داخل الطائرة ستكون هناك أجراءات مشددة منها ترك المقعد الوسطي فارغ ( ولو هذه عكس توصيات الاياتا) وسيقوم طاقم التضييف بتوفير خدمة تعقيم الايادي كل 30 دقيقة .
في الوقت الذي أكد فيه معظم خبراء الطيران والمنظمات ذات العلاقة أن الحركة الجوية الطبيعية لن تعود كما كانت عليه قبل أنتشار الفيروس في أقل من عامين، إلا أن العودة المترددة والقلقلة التي أشرنا لها في المقالة تحتم على الجميع إجراء تغييرات جذرية أساسها وضع قواعد جديدة للسفر وفقا لتوجيهات ونصائح منظمة الصحة العالمية، و«إياتا».
لقد كان العالم قد شهد سابقا أزمات طيران من نوع أخر خصوصا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 والتي أتخذت فيها المطارات حول العالم إجراءات أمنية إضافية سبب تقييد على حرية المسافر تم تقبله بمرور الوقت وأصبح روتين سفر أعتيادي , واليوم بوجود جائحة كوفيد -19 يتوقع الخبراء أن يكون لهذا الوباء التأثير نفسه على المطارات ولكن مع التركيز على الجانب الصحي أكثر وسيكون هناك جهد شاق على المسافر لمدة غير قليلة للتعود على هذه الاجراءات .