التحريض: الحث والإحماء , وتستخدم في القتال فنقول : حرضهم على القتال.
الإنتقام من النقمة: المكافأة بالعقوبة
وهما مفردتان تدميريتان , إذا جريا على لسان القادة والمسؤولين فسيبدءان مشاريع الويلات والتداعيات والخسران.
تحريض على القتل والقتال , تكون نتائجه الحتمية تحقيق الإنتقام , مما يعني دخول المجتمعات في دوامة سفك الدماء وتفتيت الأوطان.
وفي جميع المواجهات في أي صراع يكون لهاتين المفردتين تاثيرهما السيئ المشين , لأنهما يُطلقان نوازع النفس الأمّارة بالسوء , فتنفلت رغباتها الغابية الوحشية وتفتك بالحياة فتكا مروّعا ومرعبا.
كلمتان تقدحان آليات الشرور في العقول والنفوس والأرواح والأفكار , فيترجمهما السلوك الأحمق الإنعكاسي الطباع والمسعور بوقيد ردود الأفعال الإنفعالية المرّة العواطف والتصورات.
والكلمتان بكل ما يهدفان إليه ويسعيان لإنجازه , إنما يكون الحصاد بهما هشيما وبغضا وكراهية , وتفاعلات مأساوية بين الحالات مهما كانت قريبة من بعضها , أو ذات صلات عريقة , وإنتماءات واحدة.
فالإنسان يتوحش على الإنسان , وإبن الدين الواحد على إبن دينه , والأخ على أخيه , وإبن الوطن على إبن وطنه , وهكذا تُشعل هاتان المفردتان نيران التباغض والكراهية والعدوان والأحقاد , والدوافع التدميرية الإمحاقية الكفيلة بإهلاك القوى والشعوب والمجتمعات مهما كانت قوية ومتماسكة , لأن حرائق التحريض والإنتقام لا تطفؤها , أدوات ومواد إطفاء الحرائق كافة , ذلك أنها تحتاج لدماء , والدماء تسفك الدماء , وهي كالبنزين الذي تسكبه فوق النيران.
ولهذا فأن القيادات الوطنية الحكيمة الواعية تتجنبهما , وتتحذر منهما , وتسعى إلى إشاعة مفردات المحبة والأخوة الوطنية الإنسانية , التي تحفز الطاقات الإيجابية , وتحقق التفاعل الوطني اللازم للقوة والتقدم والعلاء.
فالدماء لا تغسلها الدماء بل المياه , فالمنتقمون يرتكبون نفس الخطايا والآثام التي يتقمون لأجلها.
وخير لنا أن نضيئ شمعة من أن نلعن الظلام وما فيه.
فابتعدوا عن التحريض والإنتقام يرحمكم الله , الذي كتب على نفسه الرحمة , ومن لا يرحم الناس لا يرحمه الله!!