23 نوفمبر، 2024 5:25 ص
Search
Close this search box.

التحريض الطائفي ” قصيدة الربيع السني قادم ليش ماصرتوا أوادم مثالا “

التحريض الطائفي ” قصيدة الربيع السني قادم ليش ماصرتوا أوادم مثالا “

هذه قصيدة مكتوبة باللغة غير الفصحى ” الشعبية الدارجة ” ومصورة بالفيديو للدكتور طه الدليمي , ولا ندري أية دكتوراه يحمل الرجل ؟ ولكننا عرفنا مايكنه لآهل العراق من تفرقة ومايقوم به من زرع للفتنة , ومعرفتنا قائمة على قاعدة :” تكلموا تعرفوا , والمرء مخبوء تحت لسانه ” ؟
والدكتور طه الدليمي الذي أخذته التداعيات العاطفية للسجع فأوقعته في غواية الشعر التي حذرنا منها القرأن الكريم عندما قال ” والشعراء يتبعهم الغاوون … ألم تر أنهم في كل واد يهيمون …” ؟
ولقد وجدنا الدليمي يهيم في واد الفتنة التي ينتظرها قادة أسرائيل بفارغ الصبر , وترصد لها أمريكا مليارات الدولارات المستحصلة من نفط أنظمة التبعية العربية مثل قطر والسعودية , فهي تحرص أي أمريكا على الحصول على مانسبته 73|0 من نفط الخليج وهي صاحبة مقولة ” الطاقة لنا وأمن أسرائيل ” ولكم حكم السلفيين ؟
أن الدكتور طه الدليمي يستحضر في قصيدته الشعبية التي تنأ عن لغة القرأن شكلا ومضمونا والقرأن هو الذي وصفته السماء قائلة ” وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ” وقالت ” أن هذا القرأن يدعو للتي هي أقوم ” و ” أنا جعلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون ” وقال ” ولاتكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم ”
هل يدري الدكتور طه الدليمي أنه مارس الفرقة وتورط بأدوات الفتنة عندما أخذته غواية الشعر الشعبي ولغته الدارجة الى نزع صفة ” ألادمية ” و ” الخلق ” و ” الفهم ” عن شريحة كبيرة من أخوانه العراقيين هم أتباع مدرسة ” أهل البيت عليهم السلام ” وهي مدرسة الراسخين في العلم التي زكاها القرأن الكريم عندما قال ” لايعلم تأويله ألا الله والراسخون في العلم ” وهذه التزكية هي مفتاح القيادة والولاية ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي ألامر منكم ” ثم لمزيد من البيان والحجة قال تعالى ” أنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا , الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ” .
وهل يعلم الدكتور طه الدليمي : أن من يتبع الراسخين في العلم لايمكن أن يقال عنهم بأنهم ليسوا ” أوادم ” لتحقق شرط حسن ألاختيار لديهم ” وأقصد هنا بلحاظ عمومية الخط وألاتباع ” لا ” جزئيات المواقف التي يقع اللمم من الخطأ فيها وقد أعلن القرأن العفو عن اللمم ” وهو الذنب الصغير ” ؟
وأنا هنا لاأريد أن أثير جانبا من الحديث الطائفي كما قد يتصور البعض خطأ ؟
ولكني مضطرا الى تسليط الضوء على حقائق المفاهيم والمعاني والمعتقدات ومايختزن ضمير الواحد منا من تلك المفاهيم والمعتقدات التي نحن مسؤولين  عنها حتما ” لتسألن يومئذ عن النعيم ” و ” يوم ندعو كل أناس بأمامهم ” و ” ليتفقهوا في الدين ” وفقاهة الدين تعليما محصورة تعينا بالراسخين في العلم وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين قال عنهم رسول الله “ص” لاتعلموهم فأنهم معلمون , ولا تتقدموا عليهم فتهلكوا , ولا تتخلفوا عنهم فتندموا ” ؟
فهل الدكتور طه الدليمي عندما يعرف هذه الحقائق يسمح لنفسه ولغوايته الشعرية أن تأخذه الى واد الوحشة والفراغ الفكري , حيث يكثر ألادعاء وتصطنع الفقاهة من غير مصادرها ومنابعها فتزل قدم وتهلك أمة ويحدث ألانقلاب كما قال تعالى ” وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم …” ؟
وهل يعلم الدكتور طه الدليمي أنه بسبب ذلك ألانقلاب الذي حدث في ألامة هو الذي جعل الشاعر أبو العلاء المعري يسجل تناقضات الفقه غير المأخوذ من طريق الراسخين في العلم حيث يقول :-
أجاز الشافعي فعال شيئ …. وقال أبو حنيفة لايجوز ؟
فضاع الشيب والشبان منا … وما أهتدت الفتاة ولا العجوز ؟
وهذا موقف تاريخي يسجل للذين يريدون معرفة حقائق التاريخ ألاسلامي ومواقف الذين تسببوا في تجهيل الكثير من الناس وتضييع الحقيقة عليهم وقصيدة الشاعر المعري سجلت ذلك في موقف متقدم , والمتقدم أكثر منه وألاسبق تاريخيا في ديوان الشعر العربي ماقاله الشاعر الفرزدق بحق ألامام علي بن الحسين زين العابدين السجاد عندما خاطب الخليفة ألاموي هشام بن عبد الملك قائلا :-
ياسائلي أين حل الجود والكرم …. عندي جواب أذا طلابه قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء صولته .. والكل يعرفه والسيف والقلم
وهل يدري الدكتور طه الدليمي ماذا قال العلامة الزمخشري صاحب كتاب تفسير الكشاف وهو من علماء أهل السنة والجماعة في القرن السادس الهجري عندما سجل موقفه شعرا ووعيا وليس على طريقة طه الدليمي في غوايته المطعون في فصاحتها وفي مضمونها
يقول العلامة الزمخشري :-
أذا سألوني عن مذهبي لاأبح به
                وأكتمه كتمانه لي أسلم
قأن حنفيا قلت قالوا بأنني
            أبيح الطلا وهو الشراب المحرم ؟
وأن مالكيا قلت قالوا بأنني
          أبيح أكل الكلاب والكلاب هم هم ؟
وأن شافعيا قلت قالوا بأنني
         أبيح نكاح البنت والبنت تحرم ؟
وأن حنبليا قلت قالوا بأنني
              ثقيل ……… مجسم ؟
وأن من أهل الحديث وحزبه
            يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تحيرت من هذا الزمان وأهله
            فما أحد من ألسن الناس يسلم ؟
فأقصاني زماني وقدم معشرا
             هم لايعلمون وأعلم ؟
وهذه المواقف التي سجلها لنا ديوان الشعر العربي مرة لشاعر ومرة لعالم ومفسر للقرأن وهم يعلنون ضياع الناس بسبب تناقض الفتوى مثلما يعلنون حيرة العلماء تجاه أصحاب المذاهب الفقهية الذين أستقلوا بما لايجوز لهم كما نص على ذلك القرأن الكريم حيث لايستطيع أحد من أولئك العلماء رحمهم الله أن يقولوا أنهم من الراسخين في العلم بينما يقول تلميذ الرسول ألاعظم خاتم ألانبياء والمرسلين ذلك هو ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام :” نحن شجرة النبوة ومختلف الملائكة ومعدن الحكمة ” وقبله قال رسول الله “ص”:
” أنا مدينة العلم وعلي بابها ” وقد ترجم ذلك ألامام علي عندما قال :” أهل البيت هم عيش العلم وموت الجهل ” .
ومن سياق هذا ألاستطراد الجميل من كلام الله تعالى الى كلام رسول الله الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى .. الى كلام أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام نخرج بنتيجة معرفية منطقية مفادها أن أتباع أهل البيت الذين عرفوا بالرافضة كما سماهم طه الدليمي وألزم نفسه بتحامل غير مبرر وتجني هو مسؤول عنه يوم لاينفع مال ولا بنون ألا من أتى الله بقلب سليم , ولايوجد قلب سليم يعتبر أتباع أهل البيت ليسوا ” أوادم ” مثلما لايوجد عقل متزن يقلب المعاني ويضيع الحقائق ويشوه المفاهيم ويدغدغ العواطف في سياق فتنة تطل بقرنها التوراتي الصهيوني على أهل العراق والمنطقة لتفرقهم كما يسعى الذين يدفعون لكل من يشارك في التظاهر مبلغ “50000” دينار عراقي ويقف وراء هذا التمويل المالي المشبوه خلية عمان العراقية لغسيل ألاموال وأسمائهم معروفة , مثلما يقف وراء ذلك من سلمه بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال سيئ الصيت مبلغا قدره ” مليار وأربعمائة مليون  دولار ” بعنوان منحة للآقليم فأخذ صاحب المنحة يشتري نفوسا ضعيفة في بعض محافظات العراق ليفتحوا مكاتبا ويؤسسوا أحزابا ومنظمات وهمية ؟
أن مقولة الربيع السني القادم أوهام تدغدغ مراهقي السياسة تكذبها أحداث مايجري في ليبيا وتونس ومصر وسورية التي أصبحت مثالا على التدمير التوراتي بأدوات من جاهلية العرب ومتعصبي ألاسلام الذين مرقوا من طريق الحق كما يمرق السهم من وتره ؟
وأذا أراد من ينتمي للسنة بمعناها القرأني الذي ترجمه رسول الله “ص” وفسره وعلمه لآهل البيت المصطفين ” ذرية بعضها من بعض ” فربيع السنة لايكون ألا في ظلال مدرسة النبوة الخاتمة ووديعتها المستخلفة التي تقول : قولوا فينا ماشئتم ولكن نزهونا من الربوبية ” ؟ …. وتقول :” علمت أن الله يراقبني فأستحييت , وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت , وعلمت أن رزقي لايأخذه أحد غيري فأطمأننت , وعلمت أن الموت مدركي فأستعددت ” ؟
ولايكون للسنة ربيعا وفيهم من يتبع من قام  في القرن الثامن الهجري بمخالفة علماء أهل السنة والجماعة بخمسة عشر رأيا مخالفا لايستند الى دليل فقهي مقنع ولا لحجة يطمئن لها العقل وقد سماه البعض ” شيخا للاسلام ” ذلك هو أبن تيمية الذي أعلن ولائه لمعاوية وبني أمية مثلما أعلن حربه على أئمة الهدى من أهل البيت فكان يحاول جاهدا طمس كل فضيلة لعلي بن أبي طالب ودفع كل شبهة عن معاوية وشن حربا بلا هوادة على الشيعة عندما قال ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” وشن حربا  ألامام المهدي المنتظر أمل البشرية ومخلصها بهدي القرأن وسنة رسول الله في أطروحة ألانتظار التي تؤيدها السنن ألالهية في الكون ومثالها ذو القرنين ” أنا مكنا له في ألارض ” وفتية أهل الكهف ” أنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى ”  مثلما تؤيدها دراسات البحوث ألاجتماعية والنفسية وبحوث ألاقتصاد وخلاصات العمل القيمي المؤسسي في ألاداء والجودة .
وكان بأمكان طه الدليمي أن ينتقد الحكومة وأهل الحكم كما أنتقدناها وفيها الشيعي والسني فلم نسمح لآنفسنا أن ننتقد الشيعة ولا السنة من خلال مايجري في الحكومة من أخطاء وتجاوزات مسؤول عنها من أرتكبها , أما أنتقاد الشيعة والسنة من حيث المباني الفقهية ومن حيث الممارسات والتقاليد فذلك  له بحث أخر كتبنا نحن فيه مثلما كتب غيرنا وهم كثر
وأنهي خلاصة حديثي مركزا على جملة ” ليش ماصرتوا أوادم ” التي أستغرق في تردادها طه الدليمي كثيرا عبر قصيدته الشعبية , وما درى أنه بذلك أرتكب مفارقة لايجوزها القانون ولا ألاداب العامة ولا النظام العام وهي مفردات منع الدستور العراقي تجاوزها وأخلا ل بها , والدكتور طه الدليمي عندما ينزع صفة ” ألادمية ” عن قوم يشكلون أمة من الناس , بسبب أخطاء بعض الموظفين وبعض المسؤولين , فأنه يكون قد تجاوز حدود مايجوزه الشعر من هجاء دون القذف والتشهير والتسقيط , فألادمية من أدم وهو نبي وأب البشر , وهي بالتالي نسبة لآديم ألارض وهي نسبة تكوينية وصناعة ربانية ” من طين لازب ” ومن حمأ مسنون ” و ” أن كنتم في ريب من البعث فأنا خلقناكم من تراب ..” وأذا أراد بها الدليمي ” الخلق وألاخلاق ” فيجوز له الحديث عن بعض ألافراد ولايجوز التعميم وألاطلاق بحيث يضع أمة بكاملها بما فيها من علماء وفقهاء ومفكرين ومثقفين في خانة غير ” ألاوادم ” والمعنى دائما في اللغة يتبع اللفظ وعلى ذلك تأسس علم اللغة في المشتق ومنه أنطلق علم ألاصول وهو مقدمة الفقه في تحليلاته المنطقية في مصطلحات اللفظ ودلالاته ومباحثه .
أن طه الدليمي حاول سلب الصفة التكوينية وألاخلاقية والوضعية عن الشيعة بما يجعله من أدوات الفتنة والتحريض الطائفي الممنوع في الدستور والمحرم في الشرع , وبعد أن عرفنا بأختصار أن الشيعة هم أتباع مدرسة أهل البيت التي جعلهم رسول الله ” عدل القرأن ” والثقل الثاني بعد القرأن , ومن هذا مقامهم فهم في مقدمة موكب ألادمية وألاوادم , وكل محاولة لتجريدهم من هذا المقام هو تجديف وتخريف , ولايتوهم البعض ويظنوا أننا نقول بعصمة الشيعة ؟ ولكننا نقول بعصمة أئمة أهل البيت قادتهم لا بأختراع منا ولكن بأتباع هدي القرأن ونصوصه والسير على نهج رسول الله وسنته , ولكننا نقول بصحة الخط العام للشيعة , وأن ظهرت شوائب لدى بعضهم فهي كما تظهر لدى بعض المسلمين ولكن يظل ألاسلام هو الخط والمنهج الصحيح ” قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني ” ” وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ” ” محمد رسول الله والذين أمنوا معه رحماء بينهم أشداء على الكفار ..” أن قصيدة طه الدليمي غير الفصيحة فارقت الفصاحة في المعاني والمفاهيم الرسالية وذلك خطأ وعثرة لانتمناها للدليمي ولا لغيره ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات