16 سبتمبر، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

التحرير والتغيير وصراع الإرادات 

التحرير والتغيير وصراع الإرادات 

التحرير والتغيير متلازمان ، حتى امتازت العلاقة بينهما بالتداخل والتشابك ، اذ لا يمكن الأخذ بهذا وترك ذاك ،او بالعكس ، كون التحرير يحدد ويرتبط بالوجود ، فبه يرتبط وجودنا وعدمه ، واما التغيير فيرتبط به تقرير مصيرنا ، وكل هذا من حيث المبدأ ، كون المبدأ يختلف اختلافاً جذرياً عما يطبق على ارض الواقع انقسم المحللون الى فريقين ، الاول يقدم التغيير على التحرير ، ويرفض ان يؤجل تغييره المزعوم الى ما بعد تحرير الفلوجة ، ويرفض الاعتراف بأمكانية التأثير الكبيرة والخطيرة في نفس الوقت التي يتسبب بها التغيير في ظل الرؤية الحالية على عملية التحرير ، والأمن المجتمعي ، وأمن الدولة بصورة عامة اما الفريق الثاني فيذهب الى اولوية التحرير على ما سواه ، الوجود مقدم على تقرير المصير ، فمن يفقد وجوده او يهدد وجوده ،

لن يمثل تقرير مصيره رقماً كبيراً على لائحة اهتماماته الاصلاح الحكومي من حيث المبدأ ، لا يتعارض مع ما سواه ، ان كان متفق عليه من جميع الأطراف ، او اغلبها على الأقل ، مع وجود رؤية اصلاحية موحدة ، وواضحة المعالم والخطوات ، بل بالعكس ستكون داعمة لأي جهد قتالي داخلي او خارجي ، فالمقاتل سيكون مطمئناً على سلامة عائلته ، وسلامة بلاده ، بينما نرى العكس في الواقع العراقي ، اذ لا يوجد رؤية موحدة متفق عليها للإصلاح والتغيير ، وانما نرى كل جهة لديها رؤية ومشروع وخطوات ، تنسجم مع رؤيتها وطروحاتها ثقافة الاختلاف غير مترسخة ، وكل الاختلافات بين ليلة وضحاها انقلبت الى خلافات ، وصراعات وتحديات واعتداءات في بعض الأحيان ، وبتنا نشهد حرباً باردة تخوضها الأطراف المتصارعة ، حتى تم تأجيل عمليات التحرير عدة مرات بسبب الأجواء المضطربة ، التي أضحت مرافقاً ملازماً للمطالبة بالتغيير ، وبات اي خطأ في عملية التغيير يؤدي الى ارباك العمليات العسكرية التمسك والتعصب لرأي قد يتسبب بصدامات المغيرين ، وهذا طبيعي في الأنظمة الديمقراطية ، بينما بالنسبة لنا فهو كارثة ، ولا يستبعد ان ذلك لا ينفذ بأجندات خارجية ، كون اغلب المغيرين ذوو اجنحة عسكرية ، تقود عمليات التحرير ، واذا ما تصادمت فسنفقد التحرير والتغيير في نفس الوقت ، وسنكون كما يقول المثل الشعبي ( لا حضت برجيلها ، ولا خذت سيد علي ) ، بل ان سيد علي قد يقتل رجيلها ويسلمها لداعش سبية ! .

أحدث المقالات