هناك فرق كبير بين التحدي الناجم من الانفعالات العاطفية، وبين التحدي المدروس الناتج من قراءة واعية دقيقة، تتطلب الإقدام والشجاعة لكسر الحواجز، ونقل الوضع الى واقع جديد، وهذا ما ينطبق على سياسة سماحة السيد مقتدى الصدر، فهو لم يختزل نفسه في مساحة واحدة، بل كان وما زال شاملاً منفتحاً على كل القوى، بما يمثل له نقطة قوة مؤثرة وفاعلة في العملية السياسية القادمة.
اليوم ينادي سماحة السيد مقتدى الصدر ورجالات فتح المجاهدين، بأن العراق بحاجة الى رؤية واضحة، يشعر معها المواطن بأن المسؤولين، الذين أنتخبهم عاكفون على خدمته ومعالجة همومه، وبالتالي فإن رأس الهرم يتحمل جزء كبير من المعالجة، ويمتلك القدرة على تقدير المواقف، وبالتالي فإن مصطلح (شلع قلع) يجرنا الى التجديد والتحديد، الذي رسمه زعيم التيار الصدري وأحراره ، كما يمثل شعار (إنه زمن العراق)، طريقاً نلتمس فيه الكرامة والحرية، لعهد جديد مشرق.
هناك سمات متشابهة جداً بين الكتلتين، حيث كان فوزهم بإستحقاق، حتى أمسوا مطلباً للشارع العراقي، للنهوض بالبلد الذي طالت كبوته، وسأذكر بعض هذه السمات التي تربط سائرون وفتح، فكلاهما حاربا النظام السابق طاغية العصر، وأيضاً اشتركا في محاربة الأمريكان، ومن ثم انتفضا معاً لمقاتلة الدواعش، واليوم جاء دورهم لمحاربة الفساد المستشري في جسد العراق، وهذا لا يكون إلا إذا وضعا يدهما معاً.
الشارع العراقي على يقين، بأن سماحة السيد مقتدى الصدر، لن يقبل بعودة عقارب الساعة الى الوراء، لما قبل عام (2014 ) كما هم رجالات فتح المجاهدين، فكلاهما يرفضان تلك العودة المزرية، فعملية قيادة الدولة يجب أن تبقى بعيدة عن تهييج العواطف، وإشغال الشعب بالأزمات، لأن واجب الحكومة القادمة حلها، وتوفير العيش الكريم للشعب وليس العكس.
المرحلة القادمة هي مرحلتكم، والعراق يقع على قمة أولوياتكم، وسماحة السيد مقتدى الصدر، كشيخ المجاهدين السيد هادي العامري، لا يختزلان أنفسهما بشخص، أو مذهب، أو قومية، بل هما شخصيتان عراقيتان بحجم مساحة الألم العراقي، فالإنسان ينتمي لوطنه بكل إنسانيته ووطنيته، وبالتالي فإن التغيير قادم لا محالة على أيديهم.
الشعب العراقي وبضمنهم أنصار سماحة السيد مقتدى الصدر في تحالف (سائرون)، عندما خرجوا في تظاهراتهم العارمة في ساحة التحرير، للمطالبة بالتغيير والإصلاح، فأنهم كانوا على يقين بأن إرادتهم لم ولن تقهر، وبالفعل جاهدوا وجاهدوا حتى ظفروا بما يريدون، كما جاهد رجال فتح الإبطال في الفتوى المباركة وأعلنوا النصر، ولقد أصبح الساسة أيامها صغاراً أذلاء، أمام هدير كلماتهم المدوية المليئة بالحقوق، والكرامة، والحرية، فالديمقراطية التي يسعون لتنفيذها على أرض الميدان، هي ديمقراطية سلوك لخدمة الوطن والمواطن، وليست ديمقراطية شعارات أو متاجرات.
ختاماً: الشعب عامة، ومؤيدي سماحة السيد مقتدى الصدر ومريديه خاصة، وأنصار فتح ورجالاته ومحبيه، يريدون دائما أن يجدوا سماحته في الفضاء الوطني، ضمن مشروعه الإصلاحي، والوقوف أمام التحديات بكل قوة وحزم، وأن يتسم التحالف القادم بالشجاعة، والنزاهة، والتعايش، والإحترام، فهذه الصفات تقودنا الى رأب الصدع، والعمل كفريق واحد بما يحقق خدمة نوعية للوطن والمواطن، وبناء البلد، عندها سيكون القائد مؤثراً وفاعلاً في المنظومة القيادية.