18 ديسمبر، 2024 11:00 م

التحدي الاکبر للنظام الايراني

التحدي الاکبر للنظام الايراني

لم تواجه شريحة من شرائح الشعب الايراني کشريحة المرأة من ظلم وإجحاف وقمع وإقصاء، ولعل سن قوانين تحدد الدراسة والعمل بسبب الجنس ومنع المرأة الايرانية من تحصيل دراستها أو العمل في مجالات معينة، کانت ذروة الظلم الذي إرتکبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحق المرأة، وإن الضغط والاقصاء والتهميش لايزال مستمرا وهو يتزايد مع مر السنين خصوصا وإن المطالب المتشددة هي التي تتوفق وتنجح في الاخير وتفرض نفسها.
قصة المرأة الايرانية مع هذا النظام قصة طويلة، وأول فصولها بدأت عندما رفضت المرأة الايرانية فرض الحجاب قسرا في أول عهد خميني وجابت شوارع طهران تظاهرة کبيرة للنساء الايرانيات تم الاعلان فيها عن رفضهن لفرض الحجاب بالقوة، والذي لفت النظر في هذه التظاهرة هو مشارکة عضوات منظمة مجاهدي خلق فيها وإعلان المنظمة من خلال ذلك ليس عن تضامنها فقط بل وعن تإييدها لموقف النساء الايرانيات، ويبدو إن هذا الموقف الصادم لخميني ونظامه قد کان وراء شروع النظام بسن قوانين تعمل على عزل وتهميش وإقصاء المرأة والتقليل من دورها والسعي الى إعادتها الى المنزل حيث إن هذا النظام ومن خلال رٶيته الفکرية ـ الاجتماعية يرى إن مکانها الحقيقي هو منزلها.
الملفت للنظر إن رفض ومواجهة النساء الايرانيات للنظام وأفکاره ومبادئه قد تزامن مع موقف الرفض والمواجهة لمجاهدي خلق، والذي عمق الخلاف أکثر بين النظام من جهة وبين النساء عموما والمنظمة بشکل خاص، هو إن مجاهدي خلق قد أولت المرأة إهتماما خاصا بأن جعلت معظم قياداتها من الخطوط الاولى من النساء، وحتى إن مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، إضافة الى مهامها السياسية فقد صارت من أبرز الوجوه المناضلة من أجل حرية المرأة ومساواتها بالرجل ليس على صعيد إيران فقط وإنما على صعيد العالم أيضا، وإن إهتمام المنظمة بالمناسبات الخاص بالمرأة وخصوصا يوم 8 آذار، عيد المرأن العالمي وإحيائها کل عام، قد کان بمثابة إعلان عن إستمرار الموقف الفاصل بين النظام من جانب وبين المرأة الايرانية ومجاهدي خلق من جانب آخر.
إحياء مناسبة الثامن من آذار لهذه السنة من جانب مجاهدي خلق، قد جرى في مٶتمر عبر الانترنت بمشارکة نواب من الاحزاب المختلفة ونظراء وناشطين في مجال حقوق المرأة من بريطانيا وأيرلندا، حيث دعا نواب البرلمان من مختلف الأحزاب حكومة المملكة المتحدة إلى المطالبة بالإفراج عن سجينات الرأي في إيران وأکدوا بأنه يجب أن تكون حقوق المرأة في قلب السياسة الإيرانية، وحثوا حكومة المملكة المتحدة على تركيز سياستها تجاه إيران على قضية حقوق الإنسان وعلى وجه الخصوص حقوق المرأة. وفي کلمتها في المٶتمر، قالت السيدة مريم رجوي، بأن النساء الإيرانيات شکلن التحدي الأكبر للنظام في خمس انتفاضات على مستوى البلاد خلال العامين الماضيين. وأظهرن كفاءتهن في إنشاء معاقل الانتفاضة ولعبن دورا محوريا في المقاومة المنظمة. وأشارت في جانب آخر من کلمتها الى أن النساء الايرانيات في جميع أنحاء إيران هن الضحايا الرئيسيات لفيروس كورونا من ناحية الضغوط الاقتصادية والعائلية، لكن لديهن أكثر الدوافع للانتفاضة ضد النظام.