23 ديسمبر، 2024 11:20 ص

التحديات والصراعات والتعامل بواقعية

التحديات والصراعات والتعامل بواقعية

في هذه المرحلة تتطلب رأب الصدع الاجتماعي والعمل على ترشيد الرأي العام وحفظ الوحدة الوطنية واستعادة الثقة بين الجميع لأن المسيرة تمر بمطبات تعرقل التنمية والبناء التي لا تبنى إلا بسواعد جميع أبناء الوطن الواحد دون تفريق أو محاباة، والتعامل بواقعية مع التحديات والقضايا الجوهرية. وان الوطن الواحد يبنيه الشعب الواحد الذي يضع نصب عينيه المصلحة العليا للوطن بما يحقق التطلعات المشروعة لكل فرد فيه دون إضرار بالآخرين.

العمل من اجل وحدة العراق رمزاً، وفخراً، واعتزازاً مهمة كافة القوى السياسية ونحن ابنائه يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلّ قوّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدّره لتوفيره الأمن له ولنا، أي مساس بالوحدة الوطنية من شأنه تقويض السلم الأهلي وبالتالي تراجع عملية التنمية السياسية فيها، بما يترتب عليه من تهديد لوجود الدولة وبقائها، وعليه فإن الوحدة تشكل بحق أهم الثوابت الوطنية وأكثرها إلحاحا وحيوية .

ان للوطن حقوقٌ يجب على كلّ فرد أن يلتزم بها ما دام يعيش فيه، ويأكل ويشرب من خيراته، ومن هذه الحقوق المحافظة عليه .

الوحدة تبينها الإرادات الخيّرة دون ترسبات عنصريّة ومذهبيّة وطائفيّة، واحترام للآخر في التعامل وحسن الحوار بلا تمييز، بين كل الأطياف، ووحدة مصالح أبناء العراق، وتكاتفهم، ونجاحهم بإقامة النظام العادل فيما بينهم، نظاماً يستقطب الأقربين والأبعدين، لتكون الوحدة نابعةً من مصالح كل الفئات وكل الأفراد وكل المكوّنات، وليس فحسب سنداً إلى تقليدٍ أعمى لمسار تاريخي. التحديات تفرض على القوى الخيرة في العملية السياسية أن يكونوا على قدر كاف من المسؤولية والحكمة ، واكثر قدرة على الإبداع وإعطاء الحلول، بدل الصراعات والازمات ليثبتوا أنهم بمستوى طموحات الشعب وسط أمن معلق يهدد الجميع . الكل فى حاجة إلى ان الهدوء والتقليل من الصخب . . وهي متطلبات لا يمكن الوفاء بها إلا من خلال الوحدة الوطنية والتكامل للدولة بما يوفره ذلك من تماسك للنسيج المجتمعي والالتفاف حول المصلحة الوطنية .

ان ما يدعونا إلى العمل من اجل ولادة نهج جديد وجدّي ومتجدّد،

في بناء الوحدة والتعاون، على أسس قادرة على الحياة، وعلى ضمان استقرار العراق وحياة وأمن كافة العراقيين ورفاههم. اي تضحيّة عراقيّة من اي طيف في الداخل العراقي تبذل في سبيل المحافظة على روابط القربى والإخاء والتعاون للتعايش فيما بين ، هي تضحيات رخيصة جداً، قياساً مع صمود شعبنا في وجه شلال المؤامرات المنهمر عليه و على المنطقة، فلماذا يقامر البعض بدفعها إلى ما لا تحب باستمرار التفكير الضيّق الذي لا يغني ولا يسمن، وقياساً مع الظلم التاريخي الذي لحق به، بحكم الظروف الدوليّة التي تضع الأخوة في مواجهة بعضهم البعض، لتدور رحى النزاعات، والصفقات الدوليّة، ولتحقق رفاهيّة الدول الكبرى، على حساب آلام الدول أو شبه الدول، والشعوب المستضعفة. دعونا نراهن على الدور الانساني لشعبنا الذي عانا خلال العقود الماضية من أنظمة العراق وحكامه المتعاقبة الذين تفننوا في أساليب الظلم والقهر لإلحاق الأذى به ،كما هو في زمن حزب البعث ،وهي الاشد وعلى مساهمته في تطوير الوطن، والتنمية الانسانيّة بفعل معاناة هذا الشعب وصموده، وبفعل المرارة التي يرفض أن يتجرّعها غيره، كما تجرّعها هو ذات يوم بل ذات عقودٍ من الزمن . لا نه يختلف عن الشعوب الاخرى يريد الحرية الحقيقية كما يريد دولة تحل مشكلات البطالة العالية والفقر الشديد، ويعيد بناء التعليم بشكل حداثي علمي، والتاسيس لدول تخدم مصالحه، هذا هو جوهر الأمر، وكل “بدائل” لا تتناول تلك لايمكن لها الثبات . ان السياسيون امام شعب غني أسيىء استخدام موارده فهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ودولة لها خصوصية فى الأهمية والقيمة والموقع والتاريخ فهذه ايضا حقائق سطرها الواقع منذ آلاف السنين..ويعيش في ارض مليئة بالخيرات لكن يعيش الفقر و غياب التوافق السياسي ووالتكاسل في الاجماع على اي من المشاريع التي تهم ابناءه اخذ منه وقتا ودماً ظل ينزف طويلا.وفي حاجة الى مناخ سياسى يعيد التواصل بين فصائل هذا الشعب الذي لم يأخذ من السياسة غير الانقسامات والفوضى وغياب الهدف وبات من الضروريات الملحة في الوقت الحالي.