17 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

التحالف ضد التطرف

التحالف ضد التطرف

تعامل معظم الاحزاب  بالعقلية الطائفية والفئوية  لم تتنتج الارتقاء بمفهوم المواطنة  , في عملها  المنوط ببناء الدولة من تقويم وتقوية الوشائج  المجتمعية والحزبية والكتلوية , والدفع لبناء مؤوسسات وقوى تؤمن بالتبادل السلمي والأيمان بحق الأخر , طبقة سياسية تحاول شل العملية السياسية ودفع شعارات المظلومية والتهميش والألتفاف على مطالب الجماهير , لا تزال تعتقد ان التجاوز على صدام والبعث تجاوز عليها واخرى تنصاع لأفعال وتوجهات القاعدة والارهاب وثمة جهات لم تحقق ما تصبو له الجماهير , جاعلة كل تلك القوى فزاعة الماضي وعودة العجلة للتهديد لأجل بقائها .  عملية سياسية لم يؤمن البعض بمفهوم الاغلبية والاقلية واعتبار الطائفة هي المقياس , تحالفات ما بعد 2003 أريد لها ان تكون ترابط الحاضر مع الماضي بوحدة التاريخ دون تهميش لشريحة ومكون ما , ولكن عقليات سيطرت عليها منظومات عربية او فكرية فاسدة  لا تقبل الاّ كونها في المقدمة  ولا تؤمن بتبادل الادوار  ولا تعتقد ان الخدمة تتحقق دون شرط الوجود والاتصاق بهرم السلطة ,  ومن ذلك تعيش الغيبوبة والابتعاد عن الشرعية واوهام نسج الخيال  المبني على عودة التسلط والقوة  لتكون السبيل الوحيد للحكم وأدامة ذلك المفهوم في العقلية المجتمعية . قدّر للعراق ان يكون له ثلاث مكونات رئيسية واقليات  ولا يعني ان تحالف اي طرفين  او تشكيل قوة تحوي تمثيل كل المكونات هي استهداف لطرف ما , لكن هذا الاعتقاد وهشاشة ارضية  العلاقات الحزبية جعل من الكل الدعوة للشراكة والقبول بالترهل واشباع المحاصصة وتعميق مفاهيمها واختراع مفهوم التوازن  لينحدر ذلك على كل المؤوسسات  و كل الوظائف خاضعة له ,  كثير من المناصب الامنية والخدمية تحولت من الاختصاص الى المحاصصة والخضوع للطائفة , وبذلك تقاطعت ردود الافعال السياسية لتكون المعطل للعمل في المؤوسسات والوزارات  ليمتد للقضاء والبرلمان , وتكون المزاجية السياسية هي الحاكمة وفق ما تقتضية المصلحة الحزبية او الشخصية المرتبطة بالطائفة والعشيرة والمحسوبية , قوى لم تتمادى في تحقيق مكاسبها ونفوذها على حساب المشترك الوطني  مستعد للتضحية بالدماء واشعال الفتن والاقتتال  والمهم هو بقاء بريقها  وتروجها  على البسطاء المتعاطفين , التحالف الشيعي الكردي كان من المفروض من القوى المعارضة له  ان يكون ذلك دافعاّ لها والتأسيس لأرضية لبناء قوة تتجاوز  الطائفية او تحقيق تحالف مع احد القوتين واستقطاب ما يمكن استقطابه على اساس وطني للخروج من دهليز  المحاصصة قبل افتراضات التشكيك , الاّ ان فشل اغلب القوى في ترجمة اقوالها على ارض الواقع جعل من الطائفة والعرق والقومية هي  القوة الساندة والأقصر لوصول السلطة  بغياب البرامج  الانتخابية وبرامج عمل سياسية تستطيع تحقيق ما يريد منها  المواطن  اضافة الى ابتعادها عن جماهيرها , لذلك كان النائب والوزير  داخل تلك المنظومة خاضع للتوجهات التي تفرض عليه  بل كان الأداة الاساس لتعميق الانقسام في المجتمع واستخدام الذرائع والتبرير للشل بالتهويل والتمويه بأنه المدافع عن الهوية الفكرية والحرية للرقعة الجغرافية التي يسمع فيها صوته او يرجو كسب اصواتهم  , ربما كان التحالف الكردي الشيعي مفتاح لكثير من الحلول التي تؤطر لمنع عودة الدكتاتورية والبعث والقاعدة , واقناع قوى  اخرى للخروج من وهم الماضي المبني على النظر للأخر بأحقاد ومواريث  تتناول الجانب السلبي  وإبعاد الايجابيات  والمرتكزات  التي يمكن ان تقارب بين القوى وتكون دافعاّ لها  للعمل المشترك  الذي يحقق السلم الأهلي وتجاوز حالات التفكك التي تعطل كل السلطات  بما يؤدي الى فقدان الشعور بالمواطنة بغياب تحقيق الخدمة , لذلك اصبح من الضرورة بناء تحالفات قوية بعد هيمنة القوى المتطرفة التي تحاول فرض اراداتها الغير مشروعة ..

أحدث المقالات