23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

التحالف بين رهان الفرقة وأمل الوحدة

التحالف بين رهان الفرقة وأمل الوحدة

الدور الشيعي في المنطقة، ما بعد العام 2003، مَثل صدمة لكل العرب، فهم تعودوا على اضطهاد الشيعة، واعتبارهم مواطنون من الدرجة الثانية، فليس للشيعة بنظرهم أن يحكموا دولة من دولهم، ويبدو ذلك جلياً وواضحاً الآن في البحرين، حيث إن أغلبية السكان من الشيعة، لكن الحكم لعائلة سنية مدعومة أمريكياً وسعودياً.
 ما يؤيد ذلك موقف الملك الأردني في العام 2004، وتصريحه بـمصطلح “الهلال الشيعي” في إشارة إلى تكوين حكومات شيعية، تمتد من إيران مروراً بالعراق وسورية وصولاً إلى لبنان، عاداً إياه خطراً يهدد مصالح دول المنطقة، وبهذا فان مسؤولية الحفاظ على وحدة الشيعة، أمانة ومسؤولية تأريخية، تقع على عاتق جميع قادة التحالف الوطني.
أخطر مرحلة واجهت العراق والشيعة، خلال فترة مابعد التغيير، هي المرحلة التي ضعف فيها التحالف الوطني، عندما صُودر قراره لحساب حزب واحد، وبالتالي أدى هذا الاستبداد بالرأي، للتقاطع مع شركاء الوطن، وتوهج للطائفية، وإدارة القرار بتفرد من قبل رئيس الحكومة السابق، وتعيين وزراء ومسؤولين بالوكالة، فكانت النتيجة مأساوية، كادت أن تحرق الأخضر واليابس. 
بعد ستة سنوات من آخر اجتماع لها، عقدت الهيئة العامة للتحالف الوطني اجتماعها، برئاسة السيد عمار الحكيم، يأتي هذا في ظل صراعات برلمانية، وحرب استجوابات لوزراء في الحكومة، واقتراب لتطهير كامل البلاد، من عصابات “داعش” الإرهابية.
السيد عمار الحكيم نجح في جمع القوى الشيعية، بعد أزمة قطيعة دامت لسنوات، وهذا ليس بالأمر السهل، أن تلم شمل تحالف كبير مزقته الخلافات، في وقت يشهد البرلمان حرب استجوابات؛ خرقت كل التفاهمات بين الكتل السياسية، فهذه الخطوة تمثل قدرة وجدية الحكيم، في إعادة التحالف لوحدته.
هذا الاجتماع حطم آمال دول طائفية، لاتريد للشيعة أيّ دور سياسي فاعل في المنطقة، بل راهنت خلال الفترة الماضية، على حرب شيعية – شيعية في العراق، لان توحد التحالف الوطني بقراراته ومواقفه، وبدعمه للحكومة، يؤدي لحكومة قوية مدعومة شعبيا وبرلمانياً، وقوة الحكومة هذه هي قوة للعراق ودوره الإقليمي، خاصة ونحن نعيش صراع المحاور، فالعراق يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً، في القضية السورية، وكذلك اليمنية، وهذا الدور تخشاه السعودية ودول الخليج الأخرى.
السيد الحكيم بتأريخه وتأريخ عائلته، خطى خطوة باتجاه توحيد القرار الشيعي، ليخيب آمال المراهنين على تشتت التحالف، الذي هو ممثل للمكون الشعبي الأكبر في العراق، وهذا لايعني أن القوى السياسية داخل التحالف، توافقت على كل شيء؛ بل إنه يمثل أمل في بداية لهذا التوافق.