23 ديسمبر، 2024 5:38 ص

التحالف الوطني وناقوس الخطر

التحالف الوطني وناقوس الخطر

المعروف أن التحالف الوطني هو الكتلة الأكبر، ويمثل الأغلبية السكانية في العراق، الذي تتعرض لهجمة ظالمة، من قوى الشر والضلالة في العالم، داخل العراق وخارجه، مما يجعل التحالف الوطني، أمام مسئولية كبيرة، ينبغي عليه النهوض بها، من خلال التحرك الفعلي والعملي ضمن هذا الواقع، الذي يترفع عن المصالح الحزبية والشخصية، هذا التحرك ليس صعب، ولا يحتاج إلا إلى تنظيم صفوف التحالف، وفق رؤية مدروسة.

أن تجربة معظم قيادات التحالف، ليس ببعيدة عن تجربة الائتلاف الوطني العراقي الموحد، خلال السنوات من( 2003- 2009)، حيث كان الائتلاف برئاسة السيد عبدالعزيز الحكيم(قدس)، وهو شخصية ذات ثقل وطني وإقليمي ودولي، تمكن أن يضع الائتلاف في موقعه الصحيح، قائد حقيقي للعملية السياسية، وتمكن الائتلاف في حينها أن يحقق مكتسبات، ربما تعد هي الوحيدة، منذ ذاك الحين إلى اليوم، إضافة لشخصية رئيس الائتلاف في حينه، كانت هناك هيئة سياسية، تمثل كل مكونات الائتلاف، تتخذ القرارات المهمة، والملزمة لكافة قوى الائتلاف، سواء داخل مجلس النواب أو خارجه.

انقسام الائتلاف إلى قائمتين؛ أدى إلى حالة التشرذم، التي يمر بها التحالف اليوم، كأكبر وأضعف قائمة في البرلمان، السبب واضح؛ هو غياب إتفاق كتل التحالف، على رئاسة التحالف التي يعتقد كثيرون، كما يظهر الواقع؛ أن السيد عمار الحكيم، الشخصية الأنسب لهذا الموقع، لا لخلل بالآخرين، بقدر ما وجود مؤهلات لدى السيد الحكيم، تؤهله لقيادة التحالف؛ أبرزها الثقة التي يحظى بها من جميع مكونات التحالف، وقدرته على الإقناع، حتى ممن يتحفظون على توليه الموقع، فضلا عن الثقة؛ التي يحظى بها لدى الشركاء، ضمن الطيف الوطني، ودول الإقليم والعالم، المؤثرة في المشهد العراقي، مع الأخذ بلحاظ، أن قيادة التحالف، ليس قيادة تنفيذية، أنما قيادة استشارية، ولا تضيف لشخص مثل السيد الحكيم، شيء بقدر ما يضيف لها.

بعد الرئاسة؛ على التحالف الوطني، أن يلجأ لتشكيل هيئته السياسية، لتضع النظام الداخلي للتحالف، ويمكن أن تستوعب الهيئة السياسية؛ الشخصيات المرشحة أو الراغبة برئاسة التحالف، لكي تضمن أن تكون جزء مؤثر، في القرار ألتحالفي.

أن هناك خطر محدق بالتحالف، هو ظهور خطر تشتت مكوناته، من خلال تحالفات خارج إطاره، وكذلك ظهور بوادر لتقسيم التحالف إلى قوى مختلفة.

أن التحالف؛ هو الكتلة الأكبر كما أسلفنا، معني بأدق تفاصيل الواقع العراقي، لم يجتمع منذ أشهر، وظلت مواقفه وتصريحات أعضائه متنافرة، من معظم القضايا المصيرية والمهمة، مثل القوانين؛ التي ينوي مجلس النواب مناقشتها والبت فيها، وأيضا تفاصيل تطبيق ورقة الاتفاق السياسي، فضلا عن موضوع العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان.

أن المعارك التي يخوضها العراق ضد داعش، يشكل جمهور التحالف؛ النسبة الأعلى فيها هذه، ويدفع النسبة الأعلى من التضحيات، فلا يصح منطقيا؛ أن يبقى التحالف مغيب، بسبب غياب فهم البعض للواقع، وتمسكهم بمطالب لا تغني ولا تشبع، لا قرار ولا موقف موحد، يستمد منه الأبطال في جبهات القتال، معنويات تمكنهم من مواصلة جهادهم…