17 نوفمبر، 2024 7:24 م
Search
Close this search box.

التحالف الوطني وموقف إيران

التحالف الوطني وموقف إيران

من أرضهم بدأت الثورة الاسلامية التي أعطت عمقا ستراتيجيا للمكون الشيعي في المنطقة والعالم.. تلك هي إيران التي أخضعت عظام اﻷنظمة العالمية لها عبر حوار مطول أينعت ثماره من منطلق قوتها. ايران والتحالف الوطني علاقة ستراتيجية وليست طمعية او شخصية كما يتصور البعض.
رأينا بعد 30/نيسان من عام 2003 التدخل العميق لايران في الساحة العراقية عبر دعم التحالف الوطني ذي الصبغة الشيعية في اكثر من دورة انتخابية فرأيناها تدعم اي مرشح يرشحه التحالف الوطني لرئاسة الوزراء متى ماكان ذلك المرشح ذا ثقل وأصوات اكثرين في داخل بيت التحالف، فدعمت السيد نوري المالكي لدورتين انتخابيتين أما في الدورة اﻷخيرة فرأيناها سحبت يدها عنه ودعمت الرأي الغالب داخل التحالف الوطني والذي كان معارضا لترشيح المالكي بواقع 138 صوت من أصل 184 نائبا داخل التحالف أي أن المؤيدين لايشكلون الا 46 في قبال 138 معارض.. وهكذا برهنت ايران للمتوهمين انها لا تقف مع شخصية معينة داخل التحالف وتبقى داعمة له بمعزل عن التحالف..
واليوم نلاحظ ان موضوع رئاسة التحالف الوطني أثار جدلا كبيرا لدى المتابعين للشأن السياسي العراقي، فقد رأينا أن مجموعة ال(46) نائب لا زالت مصرة على ترشيح السيد علي اﻷديب لرئاسة التحالف في الوقت الذي فشل اﻷديب من أن ينال ثقة البرلمان لتوليه وزارة السياحة!! فكيف يكون مرحبا به محليا واقليميا اذا ترأس التحالف؟!.. وفي قبال ذلك نرى غالبية أعضاء التحالف الوطني يؤيدون أو لايعترضون على تولي السيد عمار الحكيم رئاسة التحالف لما يملكه من علاقات وسياسات متميزة تمكنه اداريا وسياسيا من انجاح عمل التحالف ولذلك رأينا أن الجمهورية الاسلامية الايرانية بدات تتقرب من السيد الحكيم وكانها تؤيد توليه رئاسة التحالف ولو بصورة غير معلنة، فرأينا وزير خارجيتها السيد ظريف حينما زار العراق مؤخرا وانهى زياراته للمراجع العظام والرئاسات الثلاث توجه مباشرة الى السيد الحكيم خاتما زيارته عنده ولم يزر أي زعيم سياسي عراقي آخر،ذلك يبرهن ان رؤية ايران للوضع العراقي والاقليمي بشكل عام تطابق رؤية السيد الحكيم القائمة على اساس الحوار واحتواء الآخر من منطلق الثوابت الاسلامية والوطنية.
هكذا تتعامل ايران مع الملف السياسي العراقي لذا نرى أن المرحلة القادمة ستشهد تقاربا ودعما اكبرا  مابين ايران والمجلس اﻷعلى ﻷن اﻷخير يمثل محور العملية السياسية في العراق وكما وضحنا فان ايران دائما مع الممثل الشيعي اﻷقوى في العراق مع احترامها لرؤية المرجعية الدينية.

أحدث المقالات