أقر وأعترف بأنني رجل فاشل، وانتمي الى جيل الفاشلين!! أتعلمون لماذا؟ لأننا جيل فشل في ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وفي مكافحة الأمية وأخفق في توفير الرعاية الصحية وتحقيق التنمية البشرية مستسلما بالكلية للاستبداد وأفكاره وطروحاته”، بهذه الكلمات الموجعة صدم د. فاروق ألباز الحضور بكلمته الافتتاحية في منتدى الإعلام العربي الحادي عشر 2012 الذي عقد تحت شعار (الإعلام العربي ..الانكشاف والتحول) بحضور أكثر من 3500 إعلامي من 25 بلدا عربيا وأجنبيا، مسببا لهم عصفا ذهنيا وإعصارا وجدانيا – بضمنهم كاتب السطور- لم يفارقهم حتى حين،
ولمن لا يعرف ألباز الذي نعت نفسه والجيل الذي ينتمي إليه بالفشل أقول انه مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن، ورئيس لجنة تدريب رواد الفضاء في رحلة ابولو الذين هبطوا على سطح القمر، والمدير الأسبق لمركز دراسات الأرض والكواكب في معهد سمثوسيان بواشنطن، ورئيس الهيئة العلمية الأمريكية لعلوم الأرض وعضو الاتحاد العالمي لعلوم الفضاء، الحاصل على عشرات الميداليات والجوائز والشهادات التقديرية، ومع كل هذا فان الباز يشعر بالمرارة والحسرة والفشل لما آل اليه حال الأمة من انحسار وانحدار وتراجع على جميع الصعد ولا نعلم يقينا ماذا كان سيضيف “الباز “الى ما تفضل به في كلمته الافتتاحية فيما لو اطلع على آخر مستجدات المشهد العراقي والصراع بين الفرقاء السياسيين الذي بات على أشده بشان سحب الثقة عن هذا الطرف او ذاك من عدمها من دون الوصول الى نتائج حاسمة وبات الاصطفاف الطائفي والعرقي والسياسي قائما على قدم وساق ليس على مستوى الكتل والأحزاب فحسب بل على مستوى الصحف والمجلات والفضائيات ووكالات الأنباء التابعة لهم ايضا فيما المواطن المسكين محاط بهواجس التقشف واقرار الموازنة والعنف والنزوح والبطالة والتشرد والتهجير والأغتيال والأختطاف والفقر وتخفيض الرواتب وزيادة الأسعار وهبوط قيمة الدينار وارتفاع سعر صرف الدولار !!
لو انتقلنا وعلى وجه السرعة على جناحي “باز “محلق في سماء العملية السياسية في العراق لسمعنا العجب العجاب فهذا التحالف الوطني الذي سوق نفسه متماسكا طيلة الفترة الماضية برغم تشكيك المشككين بدأ مخاضا عسيرا لأقتسام الكعكعة بعد تراجع ركيزة من ركائزه ” حزب الدعوة ” وكما يقول المثل ” اذا شاخ الأسد ضحكت عليه الواوية ” فهاهي وسائل الأعلام المحلية تتناقل خبرا مفاده ان نائب رئيس الجمهورية الحالي ورئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي اصدرا امرا بمنع دخول النائبة حنان الفتلاوي الى مقرات حزب الدعوة على خلفية انسحابها من ائتلاف دولة القانون وتشكيلها كتلة جديدة بأسم “ارادة ” اضافة الى اصداره امرا آخر الى اعضاء ائتلاف دولة القانون يقضي بمنع التعامل معها مستقبلاً ما يفسر اسباب عدم انضمام اي من اعضاء ائتلاف دولة القانون الى كتلة الفتلاوي الجديدة حتى الان فيما قالت بدورها ان “ارادة تكتل يضم وجوها جديدة غير تلك التي استهلكت من الانبطاح والتنازل والمجاملة”.
وعلى الجانب الآخر وبينما اكد عضوا إئتلاف دولة القانون،خالد الأسدي ، ان إئتلافه متمسك بمرشحه علي الأديب لرئاسة التحالف الوطني ، خلفاً لرئيسه الحالي وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ، قال الناطق باسم المجلس الأعلى، حميد معلة، ان كتل التحالف أجمعت على اختيار عمار الحكيم رئيسا للتحالف الوطني!!!!.
وفي سياق التشظي ذاته داخل التحالف الوطني افاد مصدر مطلع بأن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي ، السيد عمار الحكيم ، وجه خلال لقاء مشترك بين ائتلاف المواطن والتيار الصدري بعدم التطرق الى موضوع الميزانية والاتفاق النفطي مع كردستان، لكسب ود الأكراد من جهة وإحراج حزب الدعوة واضعاف العبادي من جهة أخرى تمهيدا لأضعاف موقف الدعوة بغية احداث تغييرات بمراكز القوى في سدة السلطة لصالح المجلس!!!